«السنوات الأربع التي أمضيتها في "مسقط" بعيداً عن مدينة "الرقة"، لم تزدني إلا قرباً منها، فأطياف نهر "الفرات"، وحارات المدينة وشوارعها وأهلها، لا تفارق مخيلتي أبداً، وعندما أقصدها زائراً، لا يعلم سوى الله ما هي المشاعر التي تداهمني كلما اقتربت منها. وكأن بي هنا أستعير قول الشاعر "الجواهري" رحمه الله:

وسرت قصدك لا كالمشتهي بلداً/ لكن كمن يتشهى وجه من عشقا».

إن خيار العمل خارج القطر، لم يكن مخططاً له مسبقاً، إنما كان وليد الصدفة البحتة، عندما عرض علي صديقي الفنان المغني وعازف "الأورغ" "حسام مصطفى"، الذي يعمل في مدينة "مسقط" أن أعمل في أحد الفنادق هناك، بصفة عازف ومغنٍّ، وذلك خلال زيارته لمدينة "الرقة" لتمضية إجازة الصيف، وقد وافقت على الفكرة رغم أن عملي في "الرقة" كان على خير ما يرام، وذلك لمعرفتي أن قدرة المرء على الادخار في الغربة، تكون أضعاف ما لو كان في بلده. والحمد لله فقد وفقت في عملي هناك، ولم أعاني كثيراً من وطأة الغربة، فهناك عدد لا بأس به من المواطنين السوريين، الذين تجمعني بهم علاقات طيبة، ومن مدينة "الرقة" هناك عدد من الأصدقاء، وقد ازدادت الأمور تحسناً بعد استقدامي لعائلتي، زوجتي وابني "سفيان" في عام /2008/م، حيث أنني متزوج منذ عام /2001/م، وهناك زيارات عائلية دائمة تجمعني مع صديقي "حسام مصطفى". أضف إلى ذلك، فإن الشعب العُماني شعب طيب ومضياف، وتتشابه عاداته كثيراً مع عاداتنا في المنطقة الشرقية، كما أنهم يكنُّون احتراماً كبيراً للمواطنين السوريين، وقد كونت العديد من الصداقات الحقيقية مع العديد من العمانيين، حيث أن هناك تواصل دائم معهم، حتى عندما أكون في "الرقة"

كلمات معبرة يستهل بها الفنان "فراس قمر" حديثه لموقع eRaqqa بتاريخ (26/7/2009)، حيث التقينا به في مدينته "الرقة"، التي يزورها قادماً من مدينة "مسقط" العاصمة العمانية لتمضية إجازة الصيف، حيث راح يحدثنا عن بداياته الفنية بقوله: «في مدينة "الرقة" جارة "الفرات"، رأيت عيناي النور لأول مرة في صيف عام /1977/م، وقد نشأت في بيئة فنية، فوالدي هو الفنان "سفيان قمر"، عازف الكمان والناي، والذي كنت أراقبه دائماً وهو يعزف على هاتين الآلتين، وفي سن الرابعة لاحظ والدي ميلي الشديد تجاه الموسيقى، فراح يصطحبني معه إلى معظم الحفلات الفنية التي كان يقيمها.

يغني ويعزف بطريقة الون مان شو

وبقيت كذلك حتى سن السابعة، حيث طلب والدي من صديقه وزميله في الفرقة الموسيقية، عازف "الأكورديون" الفنان "علي كردي"، أن يقوم بإعطائي دروساً لتعلم هذه الآلة، وبالفعل فقد اشترى لي والدي آلة "أكورديون" وبدأت بتلقي الدروس، وخلال أشهر قليلة تمكنت من عزف العديد من الأغاني المعروفة في ذلك الوقت، وقد كان اختيار والدي لهذه الآلة يعود لسبب ندرتها في مدينة "الرقة"، كما كان يأمل أن أشاركه العمل مستقبلاً على آلة جديدة وضرورية في الفرقة الموسيقية.

ولم أتخلف من ذلك الزمان عن المشاركة في كافة الحفلات الفنية التي تقيمها منظمة طلائع البعث في المدينة، وذلك كعازف "أكورديون"، وفي أواخر عام /1990/م، أي عندما بلغت الثالثة عشرة من عمري، اشترى لي والدي جهاز "أورغ" صغير، وقد تعلمت العزف عليه بزمن قياسي، للتقارب الشديد بينه وبين "الأكورديون" لجهة طريقة العزف، وبدأت العمل مع والدي في الحفلات الفنية، وأنا في الصف الأول الإعدادي، وقد كنت أصغر عازف في المنطقة الشرقية يعزف في فرقة موسيقية خاصة، وقد أطلق علي الناس في ذلك الوقت لقب "الطفل المعجزة".

الطفل المعجزة عن يمين والده عازف الكمان الفنان سفيان قمر

وفي عام /1992/م، اشترى والدي جهاز "أورغ" حديث نوع "ياماها" والذي كان يعتبر جهازاً نادراً في مدينة "الرقة"، وقد أحدث هذا الجهاز ضجة كبيرة على الساحة الفنية في محافظة "الرقة"، فالتقنيات التي كان يحتويها تعتبر متقدمة جداً سواء لناحية الإيقاعات أو الأصوات، وقد عزفت عليه في العديد من الحفلات الهامة التي كانت تقام في المدينة، لتظهر بعد ذلك العديد من الأجهزة الحديثة التي انتشرت في "الرقة"».

وعن تجربة العمل خارج القطر يحدثنا "قمر" بقوله: «إن خيار العمل خارج القطر، لم يكن مخططاً له مسبقاً، إنما كان وليد الصدفة البحتة، عندما عرض علي صديقي الفنان المغني وعازف "الأورغ" "حسام مصطفى"، الذي يعمل في مدينة "مسقط" أن أعمل في أحد الفنادق هناك، بصفة عازف ومغنٍّ، وذلك خلال زيارته لمدينة "الرقة" لتمضية إجازة الصيف، وقد وافقت على الفكرة رغم أن عملي في "الرقة" كان على خير ما يرام، وذلك لمعرفتي أن قدرة المرء على الادخار في الغربة، تكون أضعاف ما لو كان في بلده.

يرافق والده إلى الحفلات وهو في سن الخامسة

والحمد لله فقد وفقت في عملي هناك، ولم أعاني كثيراً من وطأة الغربة، فهناك عدد لا بأس به من المواطنين السوريين، الذين تجمعني بهم علاقات طيبة، ومن مدينة "الرقة" هناك عدد من الأصدقاء، وقد ازدادت الأمور تحسناً بعد استقدامي لعائلتي، زوجتي وابني "سفيان" في عام /2008/م، حيث أنني متزوج منذ عام /2001/م، وهناك زيارات عائلية دائمة تجمعني مع صديقي "حسام مصطفى".

أضف إلى ذلك، فإن الشعب العُماني شعب طيب ومضياف، وتتشابه عاداته كثيراً مع عاداتنا في المنطقة الشرقية، كما أنهم يكنُّون احتراماً كبيراً للمواطنين السوريين، وقد كونت العديد من الصداقات الحقيقية مع العديد من العمانيين، حيث أن هناك تواصل دائم معهم، حتى عندما أكون في "الرقة"».