بتاريخ (28/10/2008) استلم الآثاري "أنس الخابور" ابن مدينة "الرقة"، مهامه في المركز الثقافي السوري في إسبانيا، وتحديداً في العاصمة "مدريد"، وها هو اليوم يلقي أولى محاضراته هناك، حيث يسلِّط من خلالها الضوء على أحد المعالم الأثرية والسياحية الهامة في القطر.

موقع eRaqqa وبتاريخ (26/5/2009)، تواصل مع الآثاري "أنس الخابور"، عبر شبكة الإنترنيت، وسأله عن مضمون المحاضرة التي ألقاها بتاريخ (14/5/2009)، في المكتبة الوطنية "ماريا مولينير" في "بيا بيردي"، بالتعاون بين المركز الثقافي العربي السوري في "مدريد"، وبلدية "مدريد"، فأجاب بقوله: «لقد كانت المحاضرة بعنوان "الاكتشافات الأثرية في مدينة "تدمر" السورية"، وقد تحدثت فيها عن الغنى الثقافي لسورية بشكل عام، وعن مدينة "تدمر" بشكل خاص، والأهمية المعمارية لهذه المدينة وأوابدها الأثرية، كما سلَّطت الضوء على أهميتها التاريخية، التي تعود للألف الثاني قبل الميلاد، حسب ما ورد في أرشيف مدينة "ماري" الملكي، وحوليَّات الملك الآشوري "تيغلات بلصر" في القرن الحادي عشر قبل الميلاد، مروراً بالفترة الرومانية في عهد الأباطرة "تراجان" و"أدريان"، والنهضة الاقتصادية التي تمتعت بها مدينة "تدمر" خلال القرن الثاني والثالث الميلادي.

لقد كانت المحاضرة بعنوان "الاكتشافات الأثرية في مدينة "تدمر" السورية"، وقد تحدثت فيها عن الغنى الثقافي لسورية بشكل عام، وعن مدينة "تدمر" بشكل خاص، والأهمية المعمارية لهذه المدينة وأوابدها الأثرية، كما سلَّطت الضوء على أهميتها التاريخية، التي تعود للألف الثاني قبل الميلاد، حسب ما ورد في أرشيف مدينة "ماري" الملكي، وحوليَّات الملك الآشوري "تيغلات بلصر" في القرن الحادي عشر قبل الميلاد، مروراً بالفترة الرومانية في عهد الأباطرة "تراجان" و"أدريان"، والنهضة الاقتصادية التي تمتعت بها مدينة "تدمر" خلال القرن الثاني والثالث الميلادي. كما تحدثت عن أنواع المدافن التدمرية، مظهراً أهمية المنحوتات الجدارية في هذه المدافن، وتأثيرها على الرسم الروماني، حيث كانت أساساً للفن البيزنطي لاحقاً، وحاولت التأكيد على العلاقة بين الرسوم الجدارية والأيقونات المسيحية في تلك العاصمة الصحراوية. بالإضافة للحديث عن ملحمة "الألياذة والأوديسة"، التي تضمنتها الرسوم الجدارية في مدفن "الأخوة الثلاثة" في "وادي القبور" في "تدمر"، والتي تعتبر من ثالث الملاحم المهمة في العالم بعد ملحمة "جلجامش" وملحمة "عندما في الأعالي"

كما تحدثت عن أنواع المدافن التدمرية، مظهراً أهمية المنحوتات الجدارية في هذه المدافن، وتأثيرها على الرسم الروماني، حيث كانت أساساً للفن البيزنطي لاحقاً، وحاولت التأكيد على العلاقة بين الرسوم الجدارية والأيقونات المسيحية في تلك العاصمة الصحراوية.

الخابور في غرناطة

بالإضافة للحديث عن ملحمة "الألياذة والأوديسة"، التي تضمنتها الرسوم الجدارية في مدفن "الأخوة الثلاثة" في "وادي القبور" في "تدمر"، والتي تعتبر من ثالث الملاحم المهمة في العالم بعد ملحمة "جلجامش" وملحمة "عندما في الأعالي"».

وعن مستوى الحضور وتفاعله، يقول "الخابور": «في الواقع لقد كان هناك عدد كبير من الحضور، وغالبيتهم كانوا من المختصين والمهتمين بشؤون الآثار، وخاصة المتعلقة بمنطقة بلاد الشام، بالإضافة لوجود عدد كبير من الطلاب الجامعيين في قسم الآثار في جامعات المملكة، وقد أعقب المحاضرة نقاش حول مضمون المحاضرة، وقد أعجبني جداً هذا التواصل مع الحضور، خاصة وأن غالبيتهم لديهم معلومات كثيرة عن المعالم الأثرية في سورية، ومنها مدينة "تدمر" الأثرية، وقسم كبير منهم سبق له وأن زار غالبية المعالم الأثرية في بلدنا.

أثناء زيارته لليابان

وقد وجهت دعوة لجميع الحضور، بأن يزوروا المناطق الأثرية في وادي "الفرات"، وخاصة تلك التي تزخر بها محافظة "الرقة"، وقد دخلت برفقة بعض الآثاريين الأسبان إلى موقع eRaqqa عبر شبكة الإنترنيت، لتصفح باب "آثار"، الذي يعتبر من أهم المصادر التوثيقية في وقتنا الحاضر، والذي سهل كثيراً الحصول على المعلومات حول المناطق الأثرية التي تحتويها المحافظة، وقد كانت دهشتهم كبيرة، عندما شاهدوا هذا الكم الهائل من المعالم الأثرية الهامة، والتي تعود لفترات تاريخية عديدة.

وقد أثلج صدري باب "صورة اليوم"، الذي اعتبره من أهم أبواب الموقع، حيث زودني بمئات الصور الرائعة للمواقع الأثرية في محافظة "الرقة"، التي تعكس الغنى الحضاري لمنطقتنا، حيث قام غالبية الموجودين من الآثاريين بتحميل هذه الصور على حواسبهم الشخصية، وأنتهز الفرصة هنا، لأشكر كافة القائمين على هذا الموقع المميز، الذي يُدوِّنُ تاريخ وطننا الجميل».

وأخيراً لابد من الإشارة إلى أن الآثاري "أنس الخابور" من مواليد مدينة "الرقة" عام /1976/م، درس في كلية الآداب، قسم الآثار بجامعة "دمشق"، وتخرج منها في عام /2001/، ليعود إلى مدينة "الرقة"، وفي عام /2003/م، تم تعيينه في دائرة الآثار والمتاحف، وبعد ذلك كلِّف بأمانة متحف "الرقة" الوطني، وفي عام /2004/ التحق بصفوف الجيش العربي السوري لأداء الخدمة الإلزامية، حيث أمضى هذه المدة في المتحف الحربي في مدينة "دمشق"، وبعد إنهائه للخدمة العسكرية في عام /2005/، توجه مباشرة إلى إسبانيا، وهناك حصل على شهادة الماجستير، وفور عودته من إسبانيا، تم تعيينه رئيساً لدائرة الآثار والمتاحف بـ"الرقة"، وكان ذلك عام /2006/، وبقي في هذا المنصب حتى عام /2008/، سافر خلال هذه المرحلة إلى اليابان، حيث تعرف هناك على كبار علماء الآثار اليابانيين، كما ألقى هناك سلسلة من المحاضرات، التي تتحدَّث عن حضارات وادي "الفرات"، وأهم المكتشفات الأثرية التي تم الكشف عنها في الأعوام الأخيرة، وأخيراً تم تكليفه من قبل وزارة الثقافة للعمل في المركز الثقافي السوري في إسبانيا.