وصل الآثاري "أنس الخابور"، ابن مدينة "الرقة"، بتاريخ (28/10/2008) إلى اسبانيا وتحديداً العاصمة "مدريد"، من أجل استلام مهامه في المركز الثقافي السوري في إسبانيا، موقع eRaqqa كان على تواصل معه عبر البريد الإلكتروني، بتاريخ (30/10/2008)، وبسؤال "الخابور" عن المشاعر التي داهمته، وهو يهبط في مطار العاصمة الإسبانية "مدريد"، تحدَّث قائلاً: «بدايةً أودُّ أن أتوجه بالشكر لأسرة موقع eRaqqa، لهذا الاهتمام وهذه المتابعة الكريمة، التي أدخلت السرور إلى قلبي، وخففت عني سطوة الغربة والبعد عن الوطن، والأهل والأصدقاء.

أما عن مشاعري لحظة هبوطي في مطار "مدريد"، فلا أستطيع أن أمسك بأطراف حقيقتها، فكثيرة هي المشاعر التي هطلت عليَّ دفعة واحدة، فجمال إسبانيا وحضارتها، أمران يبعثان في النفس مشاعر السعادة، وفي الوقت ذاته، فإن البعد عن الوطن والأحبة، يفتح الباب واسعاً لتدخل مشاعر الشوق والحزن، خاصة وأنني تركت في مدينتي الرائعة "الرقة"، أغلى ما أملك، عائلتي وأصدقائي، والذين لم يتركوني حتى اللحظة الأخيرة قبل سفري. وبالرغم من أنها ليست المرة الأولى التي أزور فيها المملكة الإسبانية، إلا أن هذه المشاعر تظل تداهمني، في كل مرة أصل فيها إلى مطار "مدريد"».

في نهاية عام /2005/، سافرت لإسبانيا ولأول مرة، وذلك استكمالاً لدراستي العليا في مجال الآثار، حيث التحقت بجامعة "أوتونوما" في العاصمة "مدريد"، ومنها حصلت على شهادة الماجستير بدرجة شرف، وذلك عن البحث الذي قدمته، وكان بعنوان "علاقة الإمبراطورية الآشورية بالآراميين، في وادي "البليخ" على ضوء الرقم المسمارية"، ولا أبالغ لو قلت أن وجودي في إسبانيا للدراسة، كان نقطة تحول في حياتي العلمية والعملية على حدٍّ سواء، فجامعة "أوتونوما" من أعرق الجامعات في العالم، وتحتوي على كادر تدريسي يضم أهم أساتذة وعلماء الآثار، ومن جانبٍ آخر، ومن خلال تواجدي هناك تعرَّفت عن كثب، على حضارتنا العربية الإسلامية في إسبانيا، فلم يبقَ قصر أو مسجد أو معلم أندلسي إلا وكان لي شرف زيارته، ولا يمكن لي أن أصف بأي حال من الأحوال، مشاعري وأنا أشاهد هذه الكنوز الحضارية، التي ما تزال شاهداً حياً على مدى الرقي والتفوق الفني والعلمي، لحضارتنا العربية الإسلامية هناك

وعن تاريخ وأسباب زياراته السابقة لإسبانيا، أجاب بقوله: «في نهاية عام /2005/، سافرت لإسبانيا ولأول مرة، وذلك استكمالاً لدراستي العليا في مجال الآثار، حيث التحقت بجامعة "أوتونوما" في العاصمة "مدريد"، ومنها حصلت على شهادة الماجستير بدرجة شرف، وذلك عن البحث الذي قدمته، وكان بعنوان "علاقة الإمبراطورية الآشورية بالآراميين، في وادي "البليخ" على ضوء الرقم المسمارية"، ولا أبالغ لو قلت أن وجودي في إسبانيا للدراسة، كان نقطة تحول في حياتي العلمية والعملية على حدٍّ سواء، فجامعة "أوتونوما" من أعرق الجامعات في العالم، وتحتوي على كادر تدريسي يضم أهم أساتذة وعلماء الآثار، ومن جانبٍ آخر، ومن خلال تواجدي هناك تعرَّفت عن كثب، على حضارتنا العربية الإسلامية في إسبانيا، فلم يبقَ قصر أو مسجد أو معلم أندلسي إلا وكان لي شرف زيارته، ولا يمكن لي أن أصف بأي حال من الأحوال، مشاعري وأنا أشاهد هذه الكنوز الحضارية، التي ما تزال شاهداً حياً على مدى الرقي والتفوق الفني والعلمي، لحضارتنا العربية الإسلامية هناك».

أمام منزل ثربانتس، بين "دون كيخوته" و"سانشو"

ولدى سؤال "الخابور" عن انطلاقته الأولى في عالم دراسة الآثار والعمل في هذا المجال، أجاب: «لقد كانت البداية عندما التحقت بكلية الآداب، قسم الآثار بجامعة "دمشق"، حيث تخرجت منها في عام /2001/، حيث عدت إلى مدينة "الرقة"، وفي عام /2003/ تم تعييني في دائرة الآثار والمتاحف، وبعد ذلك كلِّفت بأمانة متحف "الرقة" الوطني، وفي عام /2004/ التحقت بصفوف الجيش العربي السوري لأداء الخدمة الإلزامية، حيث أمضيت هذه المدة في المتحف الحربي في مدينة "دمشق"، وبعد إنهائي للخدمة العسكرية في عام /2005/، توجهت مباشرة إلى إسبانيا، وهناك حصلت على شهادة الماجستير، وفور عودتي من إسبانيا تم تعييني رئيساً لدائرة الآثار والمتاحف بالرقة عام /2006/، وبقيت في هذا المنصب حتى عام /2008/، وكانت هذه المرحلة هامة جداً في حياتي العلمية، حيث تم العثور فيها على العديد من المكتشفات الأثرية الهامة في محافظة "الرقة"، بالإضافة للخبرة التي اكتسبتها من خلال التعاون مع البعثات الأجنبية المصرح لها بالتنقيب الأثري في محافظة "الرقة"، حيث إن هذه البعثات كانت تضم أكثر علماء التنقيب والآثار خبرة على مستوى العالم، وفي هذه المرحلة أيضاً سافرت إلى اليابان، حيث تعرفت هناك على كبار علماء الآثار اليابانيين، كما ألقيت هناك سلسلة من المحاضرات، التي تتحدَّث عن حضارات وادي الفرات، وأهم المكتشفات الأثرية التي تم الكشف عنها في الأعوام الأخيرة، وأخيراً تم تكليفي من قبل وزارة الثقافة للعمل في المركز الثقافي السوري في إسبانيا».

وعن وجود صعوبات تعيق التواصل مع الشعب الإسباني، أجاب "الخابور" قائلاً: «في الواقع إن أهم المعوقات التي تواجه الإنسان العربي أو الأجنبي في إسبانيا هي مسألة اللغة، وأنا والحمد لله، تعلَّمت اللغة الإسبانية قبل ذهابي إلى هناك للدراسة، في عام /2005/، حيث إنني وأثناء أداء الخدمة الإلزامية في مدينة "دمشق"، التحقت بمعهد "ثربانتس" التابع للمركز الثقافي الإسباني في سورية، وذلك لتعلُّم العزف على آلة الغيتار، وهناك أدركت أهمية تعلم اللغة الإسبانية، وبالفعل فقد تعلمتها هي واللغة الإيطالية، وذلك للتشابه الكبير بين اللغتين، أضف لذلك دراستي في إسبانيا التي مكنتني أكثر من إجادة اللغة، علماً أنني أجيد اللغة الإنكليزية والفرنسية، ولدي إلمام جيد باللغة اليونانية والهولندية والتركية والألمانية، وأعتقد أن هذا الأمر يجعل الحياة هنا في إسبانيا أكثر سهولة، ثم أن الشعب الإسباني شعب طيب ومضياف، وهو يتشابه كثيراً مع الشعب العربي في كثير من العادات، وأعتقد أن الأمر يعود لفترة الاختلاط العربي الإسباني إبان الحضارة العربية في الأندلس، والتي استمرت لقرون عديدة».

"الخابور" في غرناطة

وأخيراً لابد من الإشارة إلى أن الآثاري "أنس الخابور" من مواليد مدينة "الرقة" عام /1976/، وهو متزوج ولديه طفلة اسمها "أليسار".

في طوكيو مع بعض الآثاريين