حفر إنتاجه الأدبي براحة يديه كما يحفر "الفرات" مجراه، فخلق لغة جديدة على مستوى القصة والرواية سرداً ومضموناً، بعد أن ابتعد عن كل ما هو تقليدي في عصره.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 28 آب 2014، القاص والشاعر "خالد جمعة" أحد أبناء "الرقة"، الذي تجمعه بالأديب "عبد الله أبو هيف" صداقة قديمة، وعنه يقول: «ولد في محافظة "الرقة" عام 1949م، ويعد أحد أهم أعلام الأدب القصصي والمسرحي والنقدي في "سورية"، حيث انصرف إلى تجليات القصة القصيرة، وما تحمل من رؤى وأفكار طبعها في قصصه المتناوبة، وشكلت بذلك اسم "أبو هيف" اسماً بارزاً في عالم القصة في "سورية"، لينتج بعد ذلك أعمالاً متعددة في مجال المسرح والدراسات النقدية حولته إلى أديب بامتياز، وهذا التحول شكل حالة تكوين إبداعي متكامل في مجال تحديث الأدب والنقد السوري».

"عبد الله أبو هيف" القادم من "الرقة" درة "الفرات"، هو كما "الفرات" حفر مجراه براحتيه وهو غزير الإنتاج دؤوب على الجد في ري الرمال العطشى، ولعل هناك ناحية أخرى عمل عليها ذلك الأديب تكمن في أدب الأطفال وقضاياهم والعمل على تأصيل الإبداع في هذا المجال؛ وذلك من خلال ربط هذه الفعاليات بالتراث الإنساني والعربي بما يقدم آفاقاً قابلة للتطوير والارتقاء

ويتابع: «صدر له أكثر من ثلاثين كتاباً، وكتب مقدمات لـ18 كتاباً، توزعت بين القصة القصيرة والنقد الأدبي والفكر، وشارك في عشرات المؤتمرات والندوات الثقافية والأدبية والمهرجانات الفنية العربية والدولية، وتم تكريمه عدة مرات في العديد من الدول العربية، امتاز بالتنوع والغزارة وفي المتابعة وتقديم البحوث التي غطت أجناساً أدبية متعددة وطرحت قضايا في الفكر والنقد الأدبي شاملة، وقدمت رؤى متنوعة، ولم يغفل مساهمته في المؤتمرات والندوات التي شهدها وشارك فيها ولا سيما الإصدارات للمجلات التي ترأس تحريرها، والتي كانت غالباً ما تفعل وتنشط حين يعمل فيها "عبد الله أبو هيف" لأنه كان يحقق مشاركة أوسع ويطرح أسئلة جديدة أو قضايا جديدة ليتناولها المساهمون في تلك المجلات».

كتاب صبحي الدسوقي

ويختم: «"عبد الله أبو هيف" القادم من "الرقة" درة "الفرات"، هو كما "الفرات" حفر مجراه براحتيه وهو غزير الإنتاج دؤوب على الجد في ري الرمال العطشى، ولعل هناك ناحية أخرى عمل عليها ذلك الأديب تكمن في أدب الأطفال وقضاياهم والعمل على تأصيل الإبداع في هذا المجال؛ وذلك من خلال ربط هذه الفعاليات بالتراث الإنساني والعربي بما يقدم آفاقاً قابلة للتطوير والارتقاء».

أما الأديب "إبراهيم الخليل" من أبناء "الرقة" فتحدث عن الجانب الإنساني في شخصية "أبو هيف"، ويقول: «صديق وفي، حيث كنا من المتمردين على كل ما هو تقليدي ورائج أيام زمان، لديه رؤية تتجاوز التقليدي، من أساطين ثورة الحرف تلك التي أطلقناها لخلق لغة جديدة على مستوى القصة والرواية سرداً ومضموناً، جريء لما يريد، يجيد الوصول إليه مباشرة، هو حرف صعب تطاول في زمن قصير من عمر الحركة الثقافية، ليصبح جملةً طويلة وغنية بكل أشكال الإعراب، وفيٌّ لأصدقائه بزمن قلَّ فيه الوفاء فهو جياش العاطفة، وبسيط جداً، عكس ما يبرزه مظهره الجدي الحازم».

القاص والشاعر خالد جمعة

والكاتب "صبحي دسوقي" في كتابه "الحركة الثقافية في الرقة" يقول: «عبر "أبو هيف" في الأدب المقارن في ميادين عديدة حرص فيها على تقديم إضاءات أو صور أو أسئلة محرضة تعمل على تعميق الدراسات المعاصرة، ويهدف البحث حقاً إلى ذكر مساهمة المكرم في الأدب المقارن وتقويم دلالاتها النقدية بما يكفل تعميق الدراسات المعاصرة، ثم تطورت هذه العلاقة بالدرس المقارني متجلية بإشارات سريعة إلى هذا المصطلح، كما ظهرت في كتابة "القصة العربية الحديثة والغرب" الذي عني بسيرورة التقاليد الأدبية في القصة العربية الحديثة، من خلال إعادة فحص التراث القصصي العربي».

يذكر أن "عبد الله أبو هيف" من مواليد محافظة "الرقة" 1947م، درس اللغة العربية في جامعة "دمشق"، ثم حصل على دكتوراه في العلوم اللغوية والأدبية من جامعة "موسكو" عام 1992، ودكتوراه في النقد ونظرية الأدب من جامعة "دمشق"، شغل الكثير من المناصب، حيث كان عضواً في منظمة "طلائع البعث" منذ عام 1977 حتى عام 2001، وعضواً للمكتب التنفيذي لاتحاد الكتاب العرب 1980 – 2005، ثم رئيساً لتحرير كل من مجلة "الطليعي"، "الموقف الأدبي"، جريدة "الأسبوع الأدبي" و"الكاتب العربي"، ثم مديراً للمراكز الثقافية العربية في وزارة الثقافة، وعمل مقرراً لجمعية القصة والرواية في اتحاد الكتاب لسنوات، وعمل مستشاراً لوزير الثقافة، كرم في "السعودية" و"تونس" و"السودان"، وكرم أيضاً من قبل جامعة الدول العربية.

الدكتور عبد الله أبو هيف