مزج بين الفلسفة والفن ليحلل الواقع، فأصبح رساماً مفكراً، تعلم بمفرده فن الخط من خلال تقليد خطوط ورسوم الكتب فكاد يشكل مدرسة خاصة به أهم سماتها الجمال..

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 17 آب 2014، أستاذ اللغة العربية "محمد الحمود" وتحدث عن حياة الرسام والمفكر "عيد الدرويش"، ويقول: «تنوعت اهتماماته بين الفن التشكيلي والخط العربي الذي كرس له الكثير من وقته، وانتقل لاحقاً بعد دراسته لعلم النفس إلى مجال الفلسفة، فقدم عدداً من الكتب التي سبر من خلالها معنى الثقافة عبر التاريخ وفي عصرنا الراهن وما يحتويه هذا المعنى من أسس ومضامين يجب أن يتعرف إليها المطلع والمهتم في هذا الجانب من المعرفة، ومن مؤلفاته: "سيكولوجيا الثقافة"، "الإمام الغزالي بين العقل والنقل"، "فلسفة التصوف في الأديان"، وغيرها».

عاش الباحث والخطاط "عيد الدرويش" طفولته في الريف، وسط واقع بسيط وقرى معزولة بعضها عن بعض، وهذا الفراغ جعله مجداً في دراسته وحفظه للمناهج، وفتح المجال أمامه لتقليد الخط والرسم من بطون الكتب؛ ما جعل له مدرسة بحد ذاتها

ويضيف: «عاش الباحث والخطاط "عيد الدرويش" طفولته في الريف، وسط واقع بسيط وقرى معزولة بعضها عن بعض، وهذا الفراغ جعله مجداً في دراسته وحفظه للمناهج، وفتح المجال أمامه لتقليد الخط والرسم من بطون الكتب؛ ما جعل له مدرسة بحد ذاتها».

كتاب فلسفة التصوف في الأديان

وفي لقاء مع الفنان "عيد الدرويش" تحدث عن تجربته، ويقول: «تطورت نظرتي للفن في بداية المرحلة الثانوية حيث ظهرت بشكل واضح وجلي اهتماماتي من خلال اطلاعي على الكتب، وفي عام 1982 انتقلت إلى مدينة "الرقة" للدراسة؛ ما مكنني من التواصل مع الحراك الفني والثقافي من حيث كثرة الخطاطين والتواصل مع المركز الثقافي، وفي بداية عام 1986 قمت بفتح مكتب خاص لممارسة هوايتي في الخط والفنون التي تحولت إلى مهنة في الإعلان والرسم».

وعن أسباب تراجع المسألة الفكرية والثقافية يقول: «أصبح العالم يميل إلى المادية، فالإعلام ساعد على انتشار ثقافة ضعيفة في حين غاب عن اكتشاف وترويج إبداعات مهمة جداً، كما يقوم بالتلقين ونشر ثقافة الصورة، ما أفقد حتى الذين يسمون أنفسهم مبدعين التفكير العقلي، ومن هذا القياس يمكننا أن نرى ذلك التراجع، ما أدى إلى عرض ثقافي دون منهج في مستويات كثيرة من مستويات المعرفة والتعليم والتربية والإبداع».

الباحث الدكتور عدنان عويد

أما الباحث الدكتور "عدنان عويد" فيقول: «يعتبر "عيد الدرويش" أن البحث عن نشوء الأخلاق في تاريخ البشرية يترافق مع وجود الإنسان، حيث كان لإحساس الإنسان وإدراكه لمحيطه الاجتماعي الدور الكبير في صياغة وعيه ومنه النسق الأخلاقي القيمي، وكلما اكتشف الإنسان شيئاً جديداً عبر ممارسته لنشاطه الحياتي، أضاف بالضرورة شيئاً جديداً أيضاً لحياته القيمة الأخلاقية، ويرى أنه مع التراكم المعرفي لدى الإنسان تتحول الأخلاق ذاتها إلى موضوع معرفة، وذلك لكون الأخلاق برأيه ليست علماً بحد ذاتها، وإنما هي موضوع علم يطلق عليه "الظواهر الأخلاقية"».‏

ويتابع: «يجد "الدرويش" أن فعل الخير لدى الإنسان مرتبط بالغايات التي تتفاوت في قيمتها، فهو يجد أن هناك أخلاقاً وضيعة وثيقة الصلة بدوافع عضوية، وأخرى سامية مرتبطة بدوافع مثالية، والناس ينوسون في أخلاقهم بين هذين الحدين من الأخلاق وفقاً لغاياتهم ومصالحهم».

يذكر أن الفنان "عيد الدرويش" من مواليد "الرقة" عام 1963، يحمل إجازة في الفلسفة وعلم النفس، وعضو اتحاد الكتاب العرب جمعية البحوث والدراسات، شغل منصب مدير الثقافة في "الرقة"، محاضر في الدراسات الفكرية والفلسفية في المراكز الثقافية، ويكتب في عدد من الدوريات المحلية والعربية، منها: "المعرفة"، "الأسبوع الأدبي"، "المعارج" و"أخلاق في فلسفات الشرق"، وغيرها، وشارك في العديد من الحوارات الفكرية والثقافية التلفزيونية.