«لم يتحقق حلم أمه التي كانت تريد منه أن يكون محامياً، فإبان دراسته الجامعية اندلعت الحرب الأهلية في لبنان، وكان الاجتياح، فلم يستطع ابن المجتمع الريفي الذي شمخ كبرياء الفرات في نفسه، أن يقف مكتوف اليدين، رافضاً الذل والاستسلام حيال ما يجري هناك، فالتحق قبل أن ينهي دراسته الجامعية بصفوف القوات المسلحة، وأثناء تأديته لإحدى العمليات العسكرية في (21/12/1982)، بذل روحه رخيصةً فداءً للوطن والكرامة».

هكذا يبدأ الموجه التربوي "بردي البردي" حديثه لموقع eRaqqa عن ابن قريته الشهيد "حبيب العبد الله".

مازالت قامة "حبيب" خالدة في مخيلتي، لقد كان متواضعاً في كل شيء، عندما كنا في الصف العاشر وفي مقعد دراسي واحد في ثانوية "الرشيد" في "الرقة"، كان رحمه الله يحدثني وزملائه في الصف، بأنه يريد أن يقدم شيئاً لوطنه، وفعلاً كان له ما أراد، وعرفنا خلالها أن ما من حلمٍ يصعب تحقيقه

ويقول عن ولادته ونشأته: «ولد الشهيد "حبيب العبد الله" في قرية "كسرة فرج" عام/1956/ وفيها دفن، درس الابتدائية في مدرسة القرية، والتي سميت بعد نيله شرف الشهادة باسمه، ولم يكن رحمه الله طالباً كباقي الطلاب، بل كان ذكياً متفوقاً، فلقد كانت الدرجة الأولى من نصيبه دوماً، وكان محباً لزملائه وأصدقائه، طيب المعشر، دمث الأخلاق».

مدرسة الشهيد حبيب العبد الله

ثم يتابع حديثه بالقول: «أما المرحلتين الإعدادية والثانوية فقد درسهما في مدارس مدينة "الرقة"، وبعد حصوله على الشهادة الثانوية العامة (الفرع الأدبي)، في عام /1975/ التحق بجامعة "دمشق" لدراسة الحقوق، ولم يتفرغ لدراسته الجامعية، بل كان في أثناء ذلك يعلم في مدرسة القرية، تلك المدرسة التي احتضنته تلميذاً نشيطاً، ونهلت من عطائه شاباً، وتزينت باسمه بعد نيله شرف الشهادة».

وتحدث الموجه التربوي الأستاذ "علي المرزوق"، الذي كان صديقاً للشهيد في أثناء دراسته الثانوية، قائلاً: «مازالت قامة "حبيب" خالدة في مخيلتي، لقد كان متواضعاً في كل شيء، عندما كنا في الصف العاشر وفي مقعد دراسي واحد في ثانوية "الرشيد" في "الرقة"، كان رحمه الله يحدثني وزملائه في الصف، بأنه يريد أن يقدم شيئاً لوطنه، وفعلاً كان له ما أراد، وعرفنا خلالها أن ما من حلمٍ يصعب تحقيقه». وعن النشاطات والمهام الشبيبية التي كان مكلفاً بها الشهيد رحمه الله عليه، تحدث لموقعنا السيد "صالح الصالح" أمين رابطة الشهيد "حبيب العبد الله" قائلاً: «لم يكن الشهيد مجداً في تحصيله الدراسي وحسب، بل كان ناشطاً في مجال العمل الشبيبي والطلابي، فقد انتسب لصفوف حزب البعث العربي الاشتراكي في عام / 1969/، وتسلّم الشهيد رحمه الله مهاماً قيادية شبيبية وحزبية، فكان عضو قيادة رابطة شبيبية، ثم أميناً للرابطة، وأميناً للفرقة الحزبية، وهذه الرابطة التي تحمل اليوم اسم الشهيد "حبيب العبد الله" هي الرابطة التي كان عضواً فيها، وتسلم أمانتها».

الموجهان التربويان بردي البردي وعلي المرزوق
صالح الصالح