«هو مدرس (خوجه، ملا)، شاعر منشد، يتقن الفارسية والتركية، ويقال أنَّ بعثةً دراسيةً وردت من "الآستانة"، بتدريس أولاد الشيوخ، وكانت باسم الشيخ "محمد الهويدي" رحمه الله، فرأى "هويدي" أنَّ "محمداً" ولده الوحيد يومها، فلم يطق إرساله "الآستانة"، فأرسل بدلاً عنه الشيخ "حسين العليان"، لما اشتهر به من نبوغ وذكاء».

هكذا يقدم لنا الباحث "علي السويحة"، الشيخ "حسين العليان"، أثناء لقائه موقع eRaqqa بتاريخ (18/1/2009)، ويتابع لنا الباحث "السويحة"، حديثه عن الملا "حسين العليان"، ولما سمي بعاشق بنت السلطان، بقوله: «أما سبب تسميته بعاشق بنت السلطان فمردها إلى أن وصل لدرجة من الاعتزاز بذاته، أن تصور أنه ندُّ كي يصاهر السلطان العثماني "عبد الحميد"، فقد أرسل يطلب يدها مع ما عرف عنها من جمال، فما كان من السلطان إلا أن طلب يسأل عن حسب الرجل ونسبه، لمعرفته ما في هذه المنطقة من شيوخ قبائل ووجاهات، فجاءه الرد سريعاً بأنَّ الرجل من العامة، لكنه متعلم ومثقف، فما كان من السلطان "عبد الحميد"، إلا أن أمر أن يسجن لشدة غيظه من جرأته، وجسارته، فسجن ثم نفي لاحقاً إلى اليمن».

أما سبب تسميته بعاشق بنت السلطان فمردها إلى أن وصل لدرجة من الاعتزاز بذاته، أن تصور أنه ندُّ كي يصاهر السلطان العثماني "عبد الحميد"، فقد أرسل يطلب يدها مع ما عرف عنها من جمال، فما كان من السلطان إلا أن طلب يسأل عن حسب الرجل ونسبه، لمعرفته ما في هذه المنطقة من شيوخ قبائل ووجاهات، فجاءه الرد سريعاً بأنَّ الرجل من العامة، لكنه متعلم ومثقف، فما كان من السلطان "عبد الحميد"، إلا أن أمر أن يسجن لشدة غيظه من جرأته، وجسارته، فسجن ثم نفي لاحقاً إلى اليمن

وعن أعماله، وعلمه يتابع "السويحة" حديثه عن الملا "العليان"، قائلاً: «بعد نفيه إلى اليمن، بقي فيها فترة يسيرةً من الزمن، قضاها في تحصيل العلم، وبعد انقضاء حكم النفي عاد إلى "الرقة"، وكانت أولى أعماله فيها أن افتتح مدرسةً لتعليم الأولاد، في منطقة "الحمرات"، موطن شيخ الدواوين "عبد الحميد الكاتب"، وكان ذلك قبل عام /1910/م، ولاحقاً في ثلاثينيات القرن الماضي افتتح في "الرقة" أيضاً مدرسةً أسماها المدرسة الأهلية، وهي بمفهوم زمانها كانت تعتبر مدرسةً حديثة، وكان يعلم بها الأولاد، الحساب، والقراءة، كتابة الرسائل، والنثر، يساعده بتدريس مادة اللغة العربية والشعر، الشيخ "رمضان الكشَّة"، وتخرج على يديه عمالقة الشعر الرقي، أذكر منهم: الأستاذ "فيصل البليبل"، "مصطفى الحسون، "مصطفى العبد الله"، الدكتور "عبد السلام العجيلي"».

الملا حسين.

ويختتم الباحث "علي السويحة"، حديثه لنا عن الملا "حسين العليان" بالقول: «كان الشيخ "حسين العليان" رحمه الله، غيوراً على "الرقة"، وهو أول من أطلق عليها اسم بلد "الرشيد"، وعندما زار السيد "شكري القوتلي"، "الرقة" في ثلاثينيات القرن الماضي، كتب له الملا "حسين" قصيدةً يطلب منه فيها إنشاء جسر للرقة، كما مدح في قصيدة أخرى الشيخ "تاج الدين الحسيني"، وكتب عن اغتيال الملك "غازي" رحمه الله، وله مساجلات مع الشاعر "محمد الفراتي"، باللغة الفارسية، والتركية، ومع أكثر شعراء عصره أيضاً، له ديوان شعر مخطوط، وبعض الرسائل والكتابات، جمعها في كتاب واحد، وكتبت له مقدمة أدبية، مع ذكر ترجمته، وقد توفي رحمه الله عام /1941/م».

الشيخ رمضان الكشة
الباحث السويحة