يذكر المحامي الأستاذ "عادل عبيد آغا الكعكة جي لموقع "eRaqqa" نسب والده قائلاً: «هو "عبيد بن محمد آغا بن صالح بن حمد"، و"حمد" لقب "بكعكة جي" لأنه كان يقوم بتوريد الكعك لجيش "إبراهيم باشا" /1832ـ1839م/، وأنهم يرجعون بأصولهم إلى قبيلة "طي" العربية».

وأضاف: «ولد "عبيد آغا الكعكة جي" في "الرقة" عام/1885م/، وهو وجيه آل "البكري"، ويلفظ أهل "الرقة" الكاف جيماً مشبعة، وهم أحد عشائر حلفي القول في "الرقة"، تعلَّم في المدرسة الرشدية مبادئ القراءة والكتابة، وتولى عدة مناصب مهمة، ومنها رئاسة بلدية "الرقة" منذ عام /1919/ إلى أن توفي في عام/ 1939/، إضافة لذلك كان المسؤول المالي في الحكومة الوطنية التي قامت في "الرقة" من /1920ـ 1922/، وكانت بزعامة "حاجم بن مهيد".

كانت سنة /1933/م سنة قحط وجوع وغلاء، أطلق عليها العامة (سنة أم عظام)، وأصاب الناس بلاء عظيم، فصوت "عبيد آغا الكعكة جي" بالعشاء لقيامه بإطعام الجياع

ويقول الأستاذ "محمد عبد الحميد الحمد": «كان "عبيد آغا الكعكة جي" أول من مثل "الرقة" في المجلس التأسيسي عام/ 1928/، وتقدم هذا المجلس بمشروع دستور سوري مؤلف من /115/ مادة تؤكد على أن سورية وحدة طبيعية لا تتجزأ، نظامها برلماني، والوزارة مسؤولة أمام البرلمان. وفي (6نيسان 1932) انتخب "عبيد آغا الكعكة جي" عضواً في المجلس النيابي الأول في سورية، ومثل "الرقة" معه "حامد الخوجة" وفي يوم الثلاثاء الثاني من حزيران /1932/ اجتمع المجلس النيابي، وانتخب رئيساً له السيد "صبحي بركات الخالدي" نائب لواء "إسكندرونة"، وفي يوم السبت الحادي عشر من شهر حزيران عام /1932/ انتخب السيد "محمد علي العابد" نائب "دمشق" رئيساً للجمهورية السورية، وانتخب بدلاً عنه في المجلس "عفيف الصلح". لقد كانت المهام الملقاة على أكتاف "عبيد آغا الكعكة جي" صعبة جداً، وأخذت من وقته الكثير، لكنه لم يعرف التقصير والتهاون في مهمته كرئيسٍ للبلدية، بل كان جل اهتماماته تطوير، وتحسين بلدته الصغيرة آنذاك، وحينها كانت قضاءً يتبع لمدينة "دير الزور"، وعمل على إصلاحات كثيرة في "الرقة"، منها بناء قصر البلدية، ومقهى، وأما في الطابق الثاني، تم بناء أول فندق في "الرقة" وأنشأ "منتزه البستان" قبالة البلدية من الجهة الشرقية، وكانت عملية ذبح وسلخ الذبائح تتم بشكل عشوائي، فتم بناء مسلخاً فنياً في "الرقة"».

صورة نادرة لعبيد آغا الكعةجي

وجاء في جريدة الشعب الصادرة في "دمشق" بتاريخ (28/4/1934) العدد /1837/ الصفحة الثانية: «أن بلدية قضاء "الرقة" ساعية السعي الحثيث لتقدم المدينة التقدم اللائق بها، وأن رئيسها الحازم "عبيد آغا الكعكة جي" يقوم على إدارتها بكل إخلاص، وقد بلغت وارداتها عشرة آلاف ليرة سورية، تصرف على تقدم المدينة، وتعبيد طرقاتها، وإحداث الحدائق، وللبلدية دائرة، ونزلاً، وحديقة، ومسلخاً فنياً».

ويقول الأستاذ "علي السلوم"، عضو مجلس محافظة "الرقة": «لم تعرف مدينة "الرقة" شخصية مرموقة، تحمل من الصفات والسجايا النبيلة، مثل شخصية "عبيد آغا الكعكة جي"، وهو ما سمعته من كثيرين من كبار السن، ممن عاصروا زمنه، وهو الذي ابتدأت معه الخطوات الأولى لبناء "الرقة" الحديثة».

عُرف "عبيد آغا الكعكة جي" بالكرم، وكان معطاءً حليماً، واسع الصدر، ويذكر الأستاذ "محمد عبد الحميد الحمد" في كتابه عشائر "الرقة" و"الجزيرة" في الصفحة /466/: «كانت سنة /1933/م سنة قحط وجوع وغلاء، أطلق عليها العامة (سنة أم عظام)، وأصاب الناس بلاء عظيم، فصوت "عبيد آغا الكعكة جي" بالعشاء لقيامه بإطعام الجياع». وتذكر "سعاد طاهر النعسان" في ديوان الشيخ "طاهر النعسان" في الصفحة /44/ في معرض حديثها عن والدها أثناء وجوده كقائم مقام في "الرقة" بين عامي /1934ـ 1936/: «أن "عبيد آغا الكعكة جي" قد قدَّم بيته لوالدها طيلة وجوده قائماً للمقام، وهذا البيت ماتزال آثاره موجودة إلى يومنا هذا، وهو يقع قبالة الجامع الكبير في "الرقة"، وكانت وفاة "عبيد آغا الكعكة جي" رحمه الله سنة /1939/، وسار في جنازته حشد عظيم من أهل "الرقة" وريفها.