رغم أنها من الزراعات الأساسية في سورية إلا أن "زراعة الزيتون" تعتبر في محافظة "الرقة" من الزراعات الخجولة والحديثة، آثار "الرقة" ومعاصرها المدفونة تدل على علاقة قديمة كانت تجمع مزارعي هذه المنطقة مع "الزيتون"، اليوم يعود مزارعو الرقة للاستثمار في هذه الزراعة نظراً لقدرتها على تحمل الطبيعة القاسية للرقة.

المزارع "أحمد الخليل" تحدث عن تجربته بزراعة أشجار الزيتون قائلاً: «ورثت عن والدي حقلاً بمساحة /50/ دونماً ويوجد فيه /1500/ شجرة، وهذا الحقل لا يحتاج إلى عناء كبير أو مصروف مادي ضخم وهو يورد لي دخلاً مادياً جيداً، إضافة إلى تأمين حاجتي من الزيت والزيتون، خاصة أن زراعة أشجار الزيتون غدت من الزراعات المهمة في محافظة "الرقة" بعد زراعة القمح والذرة والقطن».

ورثت عن والدي حقلاً بمساحة /50/ دونماً ويوجد فيه /1500/ شجرة، وهذا الحقل لا يحتاج إلى عناء كبير أو مصروف مادي ضخم وهو يورد لي دخلاً مادياً جيداً، إضافة إلى تأمين حاجتي من الزيت والزيتون، خاصة أن زراعة أشجار الزيتون غدت من الزراعات المهمة في محافظة "الرقة" بعد زراعة القمح والذرة والقطن

وللتعرف على واقع زراعة الزيتون في محافظة "الرقة" التقى مدونة وطن "eSyria" المهندس الزراعي "محمد حميدي" رئيس شعبة الزيتون في مديرية زراعة "الرقة" الذي تحدث قائلاً: «قبل عام /2000/ كانت زراعة أشجار الزيتون في "الرقة" خجولة وبمساحات بسيطة وقليلة، وبعد هذا العام انتشرت زراعة الزيتون بشكل كبير خاصة بعد أن ازداد وعي الفلاح لأهمية هذه الشجرة ولتحملها المناخ الصحراوي الجاف في المحافظة، ليصل عدد المساحات الزراعية المزروعة بأشجار الزيتون في عام /2012/ إلى /27/ ألف هكتار، وبعدد /4/ ملايين و/100/ ألف شجرة، وتبلغ المساحة المنظمة بزراعة الزيتون في "الرقة" /900/ دونم، ويوجد في المحافظة /4/ معاصر زيتون بطاقة إنتاجية تقدر بـ /240/ طناً يومياً، ومن أهم الأصناف المزروعة في المحافظة صنف الصوراني وهو من الأصناف الجيدة لأنه ثنائي الغرض لإنتاج الثمار والزيت وهناك الصنف الزيتي والقيسي».

زراعة أشجار الزيتون ضمن المدينة

وعن أسباب انتشار زراعة الزيتون في "الرقة"، يقول "حميدي": «من أهم الأسباب التي دعت إلى انتشار زراعة شجرة الزيتون ملاءمة هذه الشجرة للمنطقة الصحراوية حيث تتحمل الجفاف وقلة الرطوبة وتمتاز بعدم حاجتها إلى الخبرة بزراعة الشجرة وقلة احتياجاتها الغذائية، وهي تزرع في الأراضي شبه الجافة والجافة، وتحتاج إلى كميات قليلة من المياه ويتم ري الأشجار من /3-5/ ريات من بداية شهر حزيران ولغاية تشرين الأول، ويطبق على هذه الشجرة بعض العمليات الزراعية مثل الفلاحة، وتجرى لها ثلاثة أنواع من الفلاحة الأولى فلاحة خريفية لاستقبال مياه الأمطار، والأخرى ربيعية من أجل تقليب التربة والقضاء على الأعشاب، وأخيراً فلاحات صيفية خفيفة، ويتم إضافة الأسمدة البوتاسية والآزوتية والفوسفوية والأسمدة العضوية، ومن المهم جداً التقليم في نهاية القطاف في الشهر /12/ ولغاية الشهر /3/، ويتم القطاف من أوائل تشرين الثاني ويستمر لمدة شهر واحد، وفي "الرقة" يتم القطاف عن طريق القطاف اليدوي، خاصة أن القطاف عن طريق العصا غير مفضل لكونه يؤثر على البراعم التي ستنمو في العام القادم».

وعن دور مديرة الزراعة في دعم زراعة الزيتون، يقول "حميدي": «تقوم مديرية الزراعة ببعض الخدمات والإرشادات للمزارعين من حيث توزيع النشرات الفنية، ومراقبة الحالة الفنية للأشجار والإصابات الحشرية وتوزيع مصائد فرمونية لمزارعي الزيتون، وإقامة أيام حقلية للفلاحين عن طرق التقليم والتطعيم والفلاحات والري والتسميد وتوزيع بعض المواد الإعلانية مثل النشرات والمطويات، وأيضاَ تقوم مديرية الزراعة بإعطاء المزارعين المواظبين لزراعة الزيتون في المحافظة مبالغ مالية بحوالي /500/ ليرة سورية لكل دونم مزروع بأشجار الزيتون».

استغلال المساحات المنزلية بزراعة أشجار الزيتون