تحتل التنمية الاقتصادية والاجتماعية اهتمام الحكومة في سورية، فعلى عاتق عملية التنمية، وتطورها، تقع مهمة تحقيق الأمن الغذائي، وتأمين المواد الأولية للصناعة المحلية، ومصادر جديدة للتصدير، إضافة لخلق فرص عمل للمواطنين، خاصة جيل الشباب.

وحول أهمية التوسع بمشاريع استصلاح الأراضي، تحدث لموقع eRaqqa السيد "عبد الله درويش"، مدير عام المؤسسة العامة لاستصلاح الأراضي قائلاً: «بدأت عملية التنمية في محافظة "الرقة" بمرحلة مبكرة إبان قيام الحركة التصحيحية المباركة، فشيدت السدود، ومحطات الرفع والضخ، وامتدت أقنية الري والصرف الزراعي آلاف الكيلو مترات على ضفاف حوضي "الفرات" و"البليخ"، وجاءت هذه المشاريع لتلبي آمال المنطقة في تحقيق أهدافها من خلال التوسع الأفقي والعمودي لاستثمار الأراضي الصالحة للزراعة، وقابل ذلك تطوير التجمعات السكانية المحيطة بهذه المشاريع، وربطها بشبكة طرقية متطورة.

نتيجة الدراسات والتحريات، والتجارب الميدانية، والخبرات المكتسبة في أعمال الاستصلاح، يمكننا تلخيص الأسس المعتمدة في تحديد أولويات الاستصلاح، وتتركز حول القرب من مصادر المياه، واعتماد الري بالراحة، وتجنب الضخ العالي، ووقف زحف الملوحة، وخروج الأراضي الزراعية الخصبة من الاستثمار الفعلي، والجدوى الاقتصادية والمردود الاقتصادي الجيد للأرض، والجدوى الفنية ودرجة سلامة المنشآت، ونوعية الأراضي وجودتها وتصنيفها، والوضع السكاني، ومدى توفر القوى العاملة في مناطق المشاريع

تم وضع شروط لاستثمار الأراضي القابلة للزراعة وفق توفر الموارد المائية المتاحة، واستثمار الأراضي البعلية بشكل أمثل من خلال إدخال زراعات جديدة من الأشجار المثمرة».

من أقنية مشروع بئر الهشم

وحول أهداف عمليات الاستصلاح، يقول "درويش: «تتركز أهداف الاستصلاح في الجانب الزراعي والاجتماعي، والجوانب المتعلقة بقطاعات الري والبيئة، ومن أهمها زيادة المساحات المروية، واستثمار المياه المتجددة استثماراً كاملاً، لأن الأرض المروية تعطي أربعة أضعاف ما تعطيه الأرض البعلية، وإعادة الخصوبة للأراضي التي خرجت من الاستثمار، نتيجة التملح والتصحر الذي أصابها، وإدخال زراعات جديدة ذات إنتاجية اقتصادية عالية تناسب الظروف الطبيعية السائدة في المنطقة، وإيجاد محطات بحثية لتطوير الأبحاث الزراعية والتربة.

من الأهداف أيضاً تأمين كافة الخدمات، مع الأخذ بعين الاعتبار الوضع الحالي، والتوسع المستقبلي للمناطق المستهدفة، وتوفير التأهيل والتدريب للفنيين على كافة المستويات، والحرص على تحقيق تنمية قادرة على الاستمرار والحياة من غير الإساءة للبيئة والموارد الطبيعية المختلفة».

المزارع محمد العلي الدرويش

وحول الأسس المعتمدة في تحديد أولويات الاستصلاح، يقول السيد "جبران جمعة"، مدير التخطيط في المؤسسة العامة لاستصلاح الأراضي: «نتيجة الدراسات والتحريات، والتجارب الميدانية، والخبرات المكتسبة في أعمال الاستصلاح، يمكننا تلخيص الأسس المعتمدة في تحديد أولويات الاستصلاح، وتتركز حول القرب من مصادر المياه، واعتماد الري بالراحة، وتجنب الضخ العالي، ووقف زحف الملوحة، وخروج الأراضي الزراعية الخصبة من الاستثمار الفعلي، والجدوى الاقتصادية والمردود الاقتصادي الجيد للأرض، والجدوى الفنية ودرجة سلامة المنشآت، ونوعية الأراضي وجودتها وتصنيفها، والوضع السكاني، ومدى توفر القوى العاملة في مناطق المشاريع».

ويتابع "جمعة" حديثه، قائلاً: «في هذا الإطار تقوم المؤسسة العامة لاستصلاح الأراضي بإعادة تأهيل الأقنية والمراوي وتحسين شبكات الصرف الزراعي في المشروع "الرائد"، ومشروع "بئر الهشم"، ويتم الإعداد لدراسة مشاريع جر مياه نهر "الجلاب" إلى وادي "قرة موخ"، والذي يوفر ري نحو /20/ ألف هكتار، واستصلاح أراضي "الجرنية" على مساحة إجمالية تزيد عن /26800/ هكتار، واستصلاح /3800/ هكتار في منطقة شرق حوض "الرصافة"، إضافة إلى دراسة استصلاح /6000/ هكتار في القسم 3 شرق "البليخ"، والذي وصلت نسبة إنجاز الدراسة فيه إلى نحو /95%/، وبكلفة قدرها نحو /58/ مليون ليرة سورية».

المهندس أمير زينب

وحول أهمية استصلاح الأراضي الواقعة شرق وادي "البليخ"، يقول المزارع "محمد علي الدرويش الهويدي": «يقع مشروع شرق "البليخ"، المزمع استصلاح أراضيه في المنطقة المجاورة لقرية "معيزيلة"، وهي منطقة مشهورة بالعجاج، ومعرضة للتصحر، نتيجة زحف الرمال القادمة من المنطقة الشرقية، لذلك سيكون هذا المشروع من النقاط المضيئة في المنطقة، ومحطة أولية لإعادة توطين سكان القرى في هذه المنطقة، وإيجاد مزيد من فرص العمل لأبنائها، إضافة إلى ما يحققه من ريع وفائض إنتاج، كما أنه سيكون عاملاً مهماً في مجال تربية الثروة الحيوانية، نتيجة دخول المياه إلى الأراضي القابلة للزراعة، أو البعلية، ونأمل أن يكون من أولويات مشاريع الاستصلاح في محافظة "الرقة"».

وأخيراً تحدث المهندس "أمير زينب"، مدير فرع الشركة العامة للمشاريع المائية في "الرقة"، حول إعادة تأهيل بعض مشاريع الري الحكومية، قائلاً: «كان لارتفاع نسبة الجبس في الأراضي المستصلحة في مشروعي "بئر الهشم"، و"الرئد"، السبب في تملح بعض المواقع، نتيجة استخدام الري بالغمر، مما أدى لانخفاض نسب الإنتاج، وإضافة إلى إعادة تأهيل الأقنية والمراوي، وتحسين شبكة الصرف، بات من الضروري التفكير بإعادة تأهيل بعض الحقول البالغة مساحتها نحو /5000/ هكتار، وبالفعل قمنا أولاً بتنفيذ مشروع تحسين الصرف الزراعي في منطقة "المارودة"، القسم 2 "بليخ"، وبمساحة /2000/ هكتار، وباستخدام طرق اري والصرف الحديث المغطى، وتقوم المؤسسة العامة لاستصلاح الأراضي بإعداد دراسة لتأهيل وتطوير وتحسين أساليب الري في المشروع "الرائد"، منطقة "نجد"، و"اليمامة" على مساحة /2650/ هكتار، ومشروع إعداد دراسات شبكات الصرف لمنطقتي "الحمرات" و"السلحبيات"، وستكون هذه المشاريع نواة مستقبلية لإعادة تأهيل أقنية الري القديمة».