تركت مدينتها "الرقة" مكرهة على فراقها، وأجبرت على ممارسة مهنة التمريض وأتقنتها، ثم توجّهت إلى مجال تصميم الإعلان، لتثبت نفسها، وتكون من بين أهم الأسماء في هذا المجال.

مدوّنة وطن "eSyria" بتاريخ 11 أيّار 2019، التقت "آيات البكور" في مكان عملها بمدينة "القامشلي"، للحديث عن مشوارها في إتقان مهنة التصميم والدعاية الإعلانية، فقالت: «خلال وجودي في مدينتي "الرقة" جلّ اهتمامي كان نحو دراستي وتعليمي، إضافة إلى اهتمامي الكبير بالأعمال باليدويّة، كان اعتمادي على التعلم ذاتياً، استمر هذا الحال حتى عام 2016، عندما فرضت الحرب عليّ وعلى أسرتي الخروج من المدينة والتوجه نحو مدينة "القامشلي"، كنت مجبرة على ممارسة أي عمل، في سبيل مساعدة أسرتي لغياب المعيل، فعملتُ في مجال التمريض، كانت المرة الأولى التي أدخل هذا المجال، مع ذلك وخلال مدة قصيرة، كنتُ أتقن عملي كثيراً، وأشاد بذلك المعنيون في الجانب الطبي، وبالتزامن كنت أبحث عن عمل، أقدم فيه إمكاناتي ومساعدة أكبر لأسرتي، فكان التوجّه نحو عالم الفن».

الإرادة الحقيقية والإصرار على إضافة عمل فني إلى مواهب الأنثى، السبب في وصولها إلى هذه المرحلة المتقدمة من العمل المتميز، علماً أنها في أقل من أسبوعين من التعلّم، وصلت إلى مستوى مهم، لذلك اليوم منحتها الإشراف على إدارة أكبر مطبعة، لديها طموح لإضافة أي جديد يومياً، والأجمل أن تنقل خبرتها وتجربتها إلى الشباب، خاصة الفتيات منهن، واستطاعت بالاعتماد على ذاتها تعلم الكثير من برامج التصميم والدعاية

عن عملها الفني تضيف: «نصحني الفنان "رياض صبري" أن يكون عملي نحو مجال التصميم، بعد أن وجد لديّ بعض مزايا نجاحه عندي، هو بنفسه قام بتعليمي مدة معنية، وطلب مني الاستمرار بالتعلم الذاتي، ليكون نجاح عملي أكبر، يومياً كان لدي جهد كبير في ذلك العمل الفني، باشرت متابعة إتقان فن التصميم، وبالتزامن باشرت التعلم على أكثر من برنامج، مع الاهتمام الكبير بطريقة فنية بتصميم اللوحات بمختلف أنواعها، حتّى مجال رسم الشخصيات توجهت إليه، علماً أن الاهتمام بهذا الجانب الفني شبه نادر في المنطقة، خاصة من قبل أنثى، فواجهتني صعوبة كبيرة في المرحلة الأولى، لكن بالإصرار والجهد والتنقل بين عناوين تعليمه على مواقع التواصل الاجتماعي، منحتني تميزاً كبيراً فيه، ومنذ 3 سنوات وأنا في هذا المجال، قدمت أعمالاً كثيرة، وصلت بعضها إلى أغلب المحافظات السورية، وحتى اليوم يطلب مني ومن مؤسسات وشركات كبيرة على مستوى القطر، إنجاز أعمال تخص الطباعة والتصميم».

إنجاز أعمال مهمة في الطباعة والتصميم

تختم "آيات" حديثها قائلة: «بعد هذا النجاح الذي تشهد به المنطقة برمتها لي، باشرت تعليم عدد من الشباب، وسعادة كبيرة تغمرني، خاصة أن الكثيرين من أهلي وأقربائي يطلبون تعلمه أيضاً عن طريقي، حتّى اليوم أنجز الأعمال الفنية المفيدة والمهمة حتى ساعات متأخرة من الليل، والأهم من ذلك أنّ إحدى أقدم المطابع في "القامشلي" سُلمت إدارتها لي، على الرغم من أنني أصغر شابة فيها، ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ تعلم الفتيات مهنة الطباعة والتصميم وإنجاز اللوحات الإعلانية شبه نادر في المنطقة، وتصديت له لأكون قدوة لغيري، ويبقى هدفي العودة إلى مدينتي "الرقة" حاملة معي رسالة فنية من أنثى، لأسهم بنشرها وأشجع الفتاة على تعلمها».

بدوره الفنان "رياض صبري" أحد أشهر المصممين في المحافظة، تحدّث عن تميز "آيات" بالقول التالي: «الإرادة الحقيقية والإصرار على إضافة عمل فني إلى مواهب الأنثى، السبب في وصولها إلى هذه المرحلة المتقدمة من العمل المتميز، علماً أنها في أقل من أسبوعين من التعلّم، وصلت إلى مستوى مهم، لذلك اليوم منحتها الإشراف على إدارة أكبر مطبعة، لديها طموح لإضافة أي جديد يومياً، والأجمل أن تنقل خبرتها وتجربتها إلى الشباب، خاصة الفتيات منهن، واستطاعت بالاعتماد على ذاتها تعلم الكثير من برامج التصميم والدعاية».

يذكر، أن "آيات البكور" من مواليد "الرقة"، عام 1997.