ابتدع عالماً بصرياً غريباً، بأشكال دخانية، وخطوطٍ هلامية ساكنة كالنواميس وهادئة كالحق، نال جائزة الإبداع العربي في دبي عام 2013، صاحب المرتبة الأولى في شخصية العام 2014 لفئة الفن التشكيلي.

إنه الفنان التشكيلي "جورج شمعون" الذي التقته مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 14 نيسان 2015؛ ليحدثنا عن أعماله بالقول: «أقمت معرضاً فردياً، عنوانه أبواب عرض في صالة "الخانجي للفنون" لعام 2003، وقد فازت إحدى لوحاتي بالجائزة في معرض الـ"موفي آرت" في إيطاليا عام 2003، وساهمت بعدة أعمال متنوعة منها فردية ومنها مشتركة، منها تصميم وتنفيذ أكبر لوحة نحاسية في العالم عام 2009، وعملت معرض نصوص أحلام مستغانمي ونزار قباني في "بيروت"، وأشرفت على أول معرض للضغط على النحاس في العالم لأطفال مدينة "طرطوس" عام 2010، كما أقمت عدة معارض فردية عام 2011 منها تحية للوطن "طرطوس" وتحية للراحل "محمود غزال" "الرقة"، وفي عام 2013 عملت معرضاً تحية للفنان "هيشون" في "اللاذقية"، ومعرضاً فردياً مع ضيف الشرف الفنان "جهاد شمعون" في القاعة الزجاجية بوزارة السياحة في "بيروت"، ومعرض صدى اللون في صالة نادي الأوركسترا "اللاذقية"».

أقمت معرضاً فردياً، عنوانه أبواب عرض في صالة "الخانجي للفنون" لعام 2003، وقد فازت إحدى لوحاتي بالجائزة في معرض الـ"موفي آرت" في إيطاليا عام 2003، وساهمت بعدة أعمال متنوعة منها فردية ومنها مشتركة، منها تصميم وتنفيذ أكبر لوحة نحاسية في العالم عام 2009، وعملت معرض نصوص أحلام مستغانمي ونزار قباني في "بيروت"، وأشرفت على أول معرض للضغط على النحاس في العالم لأطفال مدينة "طرطوس" عام 2010، كما أقمت عدة معارض فردية عام 2011 منها تحية للوطن "طرطوس" وتحية للراحل "محمود غزال" "الرقة"، وفي عام 2013 عملت معرضاً تحية للفنان "هيشون" في "اللاذقية"، ومعرضاً فردياً مع ضيف الشرف الفنان "جهاد شمعون" في القاعة الزجاجية بوزارة السياحة في "بيروت"، ومعرض صدى اللون في صالة نادي الأوركسترا "اللاذقية"

ولدى سؤال الفنان "شمعون" عن اهتمامه بالفراغ في اللوحة التشكيلية، أجاب: «إن الفراغ رديف التأمل بالمفهوم البوذي، ورديف الامتلاء بالمعنى "التاوي" الصيني، ورديف الترقِّي بالمعنى الغنوصي المسيحي والصوفي الإسلامي، وكل توصيف سابق يستحق وقفة حتى نرى أهمية الفراغ بوصفه معادلاً لا مرئياً في الفنون البصرية، ففي التراث المسيحي والإسلامي، حِفْظُ الكتب السماوية عن ظهر قلب، يفتح فراغاً لاستيعاب المعلومة والماء والهواء تلك العناصر الأثيرية النبيلة، التي يحرص التصوير الصيني على إعطائها هامشاً واسعاً في اللوحة، ليس لكونها تعبر عن الامتلاء الحقيقي فحسب، بل لأنها تفسح المجال لإظهار جماليات العناصر الطبيعية الأخرى، وهنا أتذكر ما قرأته في كتاب قسطنطين باوستوفسكي، عن الفنان التشكيلي "ليفيتيان" أن معلمه "سافرا سوف" ظل أكثر من عشر سنوات يوبخه عن أعماله لأنها خالية من الهواء، فاللوحة تحتاج دائماً إلى متنفس هو الهواء، بقي أن أختم مع الناقد الفرنسي "شارل لالو" في كتابه الفن والحياة الاجتماعية، بأنه من الوهم الكبير الاعتقاد أن التخيُّل العفوي للشعب يجعله يعنى بذاته وبحياته المميزة، وإنما ترمي الحاجة الأولى والوظيفة الطبيعية لهذا التخيل -على العكس- إلى انتزاع الشعب حياته اليومية التافهة وحمله إلى عالم آخر مغاير فاتن قدر المستطاع، فالجمهور الشعبي لا يدهش عادة إلا من الرسوم أو القصص التي تحدثه عن عالم يعرفه أقل معرفة».

اللوحة التي فازت بجائزة الموفي آرت في إيطاليا

وكانت مدونة وطن "eSyria" قد التقت بتاريخ 29 تشرين الأول 2008، الدكتور "أحمد العيسى" المهتم بالحركة التشكيلية السورية، الذي حدثنا بالقول: «يعتمد الفنان "جورج شمعون" اللون الأبيض في شخصياته، وهذا ما يتفق مع المرحلة التأثيرية في فن التصوير الأوروبي، لأننا مثلما نعرف أن اكتشاف ألوان الطيف أوصل علماء الألوان إلى قناعة بأن اللون الأبيض هو المعادل السحري لبقية الألوان، فهو بهذا النهج استطاع التحرر من الثوابت اللونية للمدرسة الكلاسيكية، كما استطاع توظيف اللون الأبيض كمعادل يتماهى ويحرك إيقاع بقية الألوان، ونجده يصل إلى حد من الروحية الفنية لأنه يقدم عناية خاصة بالاشتغال في فضاءات التفاصيل الصغيرة، التي تضفي ديناميكية خاصة على البناء المشهدي الصارم في ظاهره، المتنوع في تفاصيل أبعاده؛ وهذا بالذات نراه في أغلب أعماله فهو يضبط البناء الأول دون "فزلكة" وتخبُّط، ثم يبدأ في اشتغالاته المفتوحة المموسقة على انسيابية الخط وتفاصيل التفاصيل، ما يحيل بعض أعماله الجزئية جداً في موضوعاتها إلى مدهشات بصرية وجمالية، يقال إن الفنان التشكيلي الجيد هو الفنان الذي يمتلك أدواته، لكني أرى أن الفنان "جورج شمعون"، كان أكثر استغراقاً في تدريب يديه على حساسية الملامسة لسطح اللوح، فهو بذلك يستدعي الحواس البصرية ممعناً في الاستماع إلى موسيقا الوجود، الأكثر شمولاً من موسيقا السماع الاعتيادي، فهو بذلك يستنفذ دربة الجسد والروح معاً، ذاهباً إلى عوالم الخيالات الجامحة، مماهياً بين الحرص والتحرر المرئي واللا مرئي، بل المعقول والممكن افتراضياً».

يذكر أن الفنان التشكيلي "جورج شمعون" ولد في مدينة "رأس العين" التابعة لمحافظة "الحسكة" عام 1957، وانتقل عام 1972 ليعيش هو وأسرته في مدينة "الرقة"، كما أقام لمدة سبع سنوات في الولايات المتحدة الأميركية والسويد والدانمارك من عام 1988 إلى عام 1994، ثم عاد إلى مدينة "الرقة"، ومن المحطات المهمة في مسيرة حياته الفنية اقتناء متحف "آرت إنستيوت" في أميركا لوحة زيتية من لوحاته عام 1990، والمتحف فيه مقتنيات لمشاهير الفن في العالم مثل: "بيكاسو"، و"غوغان"، و"فان كوخ"، ومعظم أعماله مقتناة في الولايات المتحدة الأميركية وكندا والبارغواي والسويد والدانمارك وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وأستراليا وكوريا، إضافة إلى العديد من الدول العربية.

الفنان جورج في أحد معارضه

بقي أن نشير إلى أن الفنان "جورج شمعون" عضو تجمع فناني "الرقة" عام 1979، وعضو نقابة الفنون الجميلة عام 1983، وعضو مجلس إدارة نقابة الفنون الجميلة - فرع "الرقة" عام 1984، وأقام معارض عدة منها: معرض فردي في "الرقة" عام 1979، ومعرض ثنائي مع الفنان "زاهي عيسى" صاحب غاليري جاك (إيطاليا)، ومعرض تحية للندوة الدولية لتاريخ "الرقة" وإحياء آثارها عام 1981، ومعسكر فناني القطر في مدينة "الثورة" عام 1984، ومعرض تحية لانطلاقة الثورة الفلسطينية "دمشق" عام 1984، ومعرض فردي في الولايات المتحدة الأميركية "شيكاغو" عام 1989، و"لوس أنجلوس" عام 1990، وفردي في "الرقة" 1994، ومعسكر فناني "الرقة" في ثقافي "الرقة" عام 2000، ومعرض فردي مجازر الأرمن في مدينتي "الرقة" و"الثورة" عام 2001، معرض فردي (نصوص إبراهيم الخليل) في "الرقة" و"الثورة" عام 2002، ومعرض فردي (أبواب) في "حلب" و"الرقة" و"الثورة" عام 2003، ومعرض فردي نصوص مختارة في "الرقة" و"الثورة" عام 2004، ومعرض فردي (كيف تبتدئ القصيدة لونها الراعش) في "حمص" و"الرقة" و"الثورة" عام 2005، ومعرض فردي في مدينة "السلمية" عام 2006، ومعرض فردي في مدينة "شيكاغو" عام 2006، وهو مشارك دائم في جميع معارض متحف "طه الطه".

الفنان "جورج شمعون" عارض دائم في مهرجانات الأديب الراحل "عبد السلام العجيلي"، كما أنه مصمم لعدد كبير من أغلفة الكتب الأدبية، وحالياً يعمل على تحضير معرض فردي بعنوان "قواعد العشق الأربعون"؛ سيعرض بداية في محافظة "طرطوس" ثم سينتقل إلى "بيروت"».

أحد أعماله