استطاعت ريشة التشكيلي "محمود غزال" التحرر من قيود تشكيلية كثيرة كـ"الانطباعية"، فاستطاع وببراعة أن يتخطاها، ليقدم لنا لوحات تستحق قراءة ما تحمله من قيم فنية إضافية تقدم جديداً للمشهد التشكيلي فقد أراد أن يعيد قراءة العالم بطريقة جديدة من روحه.

للوقوف على بعض الجوانب الإبداعية في حياة هذا التشكيلي، فإنَّ مدونة وطن "eSyria" التقت الفنان التشكيلي "خليل حمسورك" بتاريخ 7/2/2009 فحدثنا عن الشفافية في أعمال "غزال" بالقول: «لكون الشفافية هي إبراز لما يعتمل في دواخلنا، "محمود غزال"، كأي فنان مدرك لما يدور حوله، يقوم بتوليده على اللوحة برؤية أخرى، استطاع إبراز أحلامه وأحاسيسه الكامنة، أتاحت للمتلقي رؤية شيء من روحه، فظهر لنا كإنسان روحاني في أعماقه، ولا يقصد الفنان إظهار الشفافية في أعماله إن لم تكن موجودة في وجدانه، برؤيته للأشياء وتعامله معها، لأن الولادة القيصرية لهذه الحالة الفنية، تخلق لنا لوحة تحتاج إلى حاضنة تمدها بسبل الحياة، وهذا بالمنظور الفني كلام يلامس المستحيل، والمتتبع لأعمال "غزال"، يجزم بأنه غير متصنع في سكب شفافيته على اللوحة».

إن رقصة "المولوية" أو "الدراويش"، هي عنوان الطقس أو الطريقة "المولوية"، التي أسسها مولانا "جلال الدين الرومي"، الذي زار "دمشق" في رحلات عديدة، واستقر بعدها في "تركيا" وترك أثره الكبير في "حلب"، ومايزال حاضراً في زوايا الذكر التي حملت اسمه، وهي رقصة دينية يرقصها الرجال، وهم يرتدون ثياب النسوة (تنورة فضفاضة)، إلا أنها تعبر عن احتفال جسدي من الغياب والوجد

وعن سيادة البيئة "الفراتية" في معظم لوحات التشكيلي "محمود غزال"، وسبب ذلك التمازج بينه وبين تلك البيئة، تابع "حمسورك" حديثه بالقول: «البيئة تترك أثرها في كل النفوس، والفنان أكثر النفوس حساسية لهذا الموضوع، وما ذلك الانصهار بين لوحات "غزال"، وبيئته التي يعبّ منها مواضيعه إلا انسجام بين ما يؤمن به، وبين ما يرسمه، وهي حالة صدق مع الذات، تترك الانطباع لدى المتلقي بأنه يتعامل مع إنسان يتمسك بجذوره، وهي ميزة أثبتت ومنذ الأزل قدرة الفنان وقوة تعبيره لما يريد أن يقوله، وهي بشكل آخر حالة من الوفاء لمكونات ساهمت في صقل شخصيته الفنية».

من لوحات الفنان

وختم حديثه عن بعض مفاصل الإبداع في مسيرة "غزال"، بالحديث عن "التجريدية" في لوحاته، بالقول: «يجب على الفنان المتوازن أن يقوم بتطوير أدواته التي تقوم عليها دعامات تجربته الفنية، وما الانتقال إلى "التجريدية" إلا إحدى تلك المراحل التي يطور الفنان بها نفسه، فمن الملاحظ سيادة "التجريدية التعبيرية" في لوحات "غزال"، إذ استطاع الوصول إلى أسلوب أكثر تجريدية في تجسيد الواقع، حيث نقف أمام لوحاته متأملين بمتعة، غير مستغربين، أو واقعين في حيرة، فنتأمل لوحاته بقلوبنا قبل عيوننا».

أما الفنان "غزال" ولدى سؤاله عن تاريخ الرقصة التي استوحى منها معرضه "تأمل" في صالة "زمان" للفنون، في العاصمة اللبنانية "بيروت".

الفنان التشكيلي "خليل حمسورك"

فأجاب بقوله: «إن رقصة "المولوية" أو "الدراويش"، هي عنوان الطقس أو الطريقة "المولوية"، التي أسسها مولانا "جلال الدين الرومي"، الذي زار "دمشق" في رحلات عديدة، واستقر بعدها في "تركيا" وترك أثره الكبير في "حلب"، ومايزال حاضراً في زوايا الذكر التي حملت اسمه، وهي رقصة دينية يرقصها الرجال، وهم يرتدون ثياب النسوة (تنورة فضفاضة)، إلا أنها تعبر عن احتفال جسدي من الغياب والوجد».

يذكر أن الفنان "محمود غزال" من مواليد "حلب" عام /1967/، تخرج في مركز "الفنون التشكيلية" في "الرقة" عام/1984/، وهو عضو نقابة "الفنون الجميلة" في "سورية"، وعضو اتحاد "الفنانين التشكيليين العرب"، عضو مؤسس لجمعية "الخط العربي والأعمال الفنية الشرقية" في "الرقة"، عضو مؤسس لتجمع "توتول"، عضو الاتحاد "الرياضي" العام، وأمين سر اللجنة الفرعية لرياضة المعوقين في "الرقة"، أقام العديد من المعارض الفردية والجماعية، له مجموعة من اللوحات المقتناة في وزارة الثقافة موزعة في كل من فرنسا، إسبانيا، هولندا، بلجيكا، وبعض دول الخليج العربي.

من لوحات الفنان

  • تم تحرير المادة بتاريخ 7/2/2009.