من مدينة "الرقة" حمل آلة "البزق" محاولاً العبور بموسيقا وفلكلور ضفاف الفرات إلى قلوب الناس، في مخزونه الغنائي الكثير من تجارب الأقدمين وإبداعهم، وفي ذهنه تتبلور أفكار وأفكار لتقديم بَـصمته الفنية المميزة، إنه الفنان "ناصر حسني".

مدونة وطن eSyria وبتاريخ 26/12/2012 التقت الفنان "ناصر حسني" الذي أحب الغناء والطرب منذ صغره وخاصة المواويل، حيث تحدث عن بدايته الفنية مع آلة البزق بالقول: «بدأت مع البزق منذ عمر 12 سنة عندها لم يكن لدي آلة موسيقية آنذاك، فكنت أستعيرها من أصدقائي إلى أن اشتريت واحدة لي، وكان أول آلة بزق رأيتها عند عمي "فيصل خليل" كنت آخذها منه أحياناً فقد أحببت هذه الآلة وتعبت كثيراً بالتدريب عليها حتى تعلمتها».

ما حدث معي دفعني لأدخل في دورة لتعلم النوطة والتي كانت لمدة شهرين ونصف عند الأستاذ والمايسترو "تاج الدين الصغير" في "دمشق" ورغم أنه عازف قانون، إلا أنني كنت مصراً على تعلم العزف على البزق أكثر

وفاة زوجته في سن مبكرة أحدث أثراً في نفس "حسني" لكنه زاد من تعلقه وولعه بآلة البزق فيقول: «ما حدث معي دفعني لأدخل في دورة لتعلم النوطة والتي كانت لمدة شهرين ونصف عند الأستاذ والمايسترو "تاج الدين الصغير" في "دمشق" ورغم أنه عازف قانون، إلا أنني كنت مصراً على تعلم العزف على البزق أكثر».

الفنان ناصر حسني

عديدة هي الألوان الغنائية التي يؤديها ويعزفها "حسني"، فهو يعشق الغناء أكثر من العزف المنفرد، يقول: «أحب اللون الفراتي واللون العراقي وأهم لون أحبه هو الطربي الحلبي، ومتأثر بالأخص بنمط غنائي منه، وهو موال يسمى "اللقاحي" باللغة الفراتية وهو شبيه بمقام "النهاوند"، وهناك دبكة اسمها "الجولاقية"، بالإضافة للأغاني التراثية "الموليا"».

عن أهم مشاركاته يقول "حسني": «لي سهرات عامة وخاصة، فعملت مع فرقة "بردى" للزجل بالإذاعة والتلفزيون وكان قائدها "أبا علاء شلهوم"، وعزفت مع "لياس خضر" و"فالح حسن" و"حميد منصور" و"محمد السامر" و"رعد الناصري" كعازف كمان، في "دبي" شاركت بحفلات مهرجانات التسوق، واشتغلت ببرنامج "طريق النجوم" مع "وضاح اسماعيل" عام 1992، الآن أدرّس بعض الطلاب على آلة البزق».

مع البزق

لم يقتصر "حسني" على مشاركاته كعازف مع بعض الفنانين، فكان له عمل خاص به، يتابع: «عملي بعنوان "شنهو ردكن" متألف من سبع أغانٍ وثلاثة مواويل وفي عام 2005 صورت كليباً لأغنية "شنهو ردكن" مع شركة "فيحاء" في مدينة "حلب" وهي أغنية كردية رومانسية إيقاعها هادئ، كان لها صدى لـ 5- 6 أشهر، اللحن لمطرب اسمه "شيدا" فقد سمعها بعد أن طبقتها بشكل عربي، وهي شبيهة بأغنية "أم كلثوم" "الحب كله"، وهناك ألبوم جديد أعمل به».

الموسيقي "أنس العلي" الذي اطلع على تجربة الفنان "حسني" حدثنا عنه قائلاً: «أعتقد أن "ناصر حسني" يشكل مثالاً للفنان الذي يعمل وفق محليته الموسيقية نتيجة ارتباطه العميق بموسيقا بلدنا، فتجده يتعاطى مع آلته الموسيقية "البزق" بروح العازف الذي يستدعي أثناء عزفه كل مكونات الطبيعة والبيئة البسيطة التي نشأ فيها، لذلك يطالعنا دوماً بأغانٍ ومعزوفات من الفلكلور السوري القديم، يقدمها بخصوصية تعكس خبرته في العزف والغناء معاً».

الجدير بالذكر أن الفنان "ناصر حسني" من مواليد "الرقة" 1966 متزوج ولديه خمسة أولاد ويجيد اللغة التركية والكردية، وهو بالإضافة لعمله بمجاله الفني يساعد أخيه بمجال السيارات.