أقامت هيئة تنمية وترويج الصادرات بالتعاون مع غرفة تجارة وصناعة "الرقة" ورشة عمل بعنوان: "المنهج المتكامل لتصدير المنتجات الزراعية"، وبمشاركة واسعة من الفعاليات الرسمية والأهلية المعنية بالشأن الزراعي إنتاجاً وتصنيعاً وتصديراً، وذلك بتاريخ 27/7/2011 في فندق "الكرنك" السياحي.

وحول أهمية هذه الورشة وما تقدمه من إضافة جديدة في مجال الترويج لتسويق المنتجات وتصديرها إلى خارج محافظة "الرقة" تحدث بتاريخ 28/7/2011 لموقع eRaqqa المهندس "أحمد الشلاش"، رئيس غرفة تجارة وصناعة "الرقة"، قائلاً: «تنعقد هذه الورشة الهامة في لحظة تاريخية تتعرض لها بلادنا لتحديات كبيرة، ويواجه اقتصادنا الوطني استهدافات متعددة لإضعافه، وتفرض علينا هذه الحالة بذل مزيد من الجهد لتطوير شكل وآليات الاقتصاد وإعداد الكوادر والفعاليات الاقتصادية بما يتناسب مع هذه المرحلة.

وفرت لنا هذه الورشة المعلومات العلمية في مجال الثقافة التصديرية، وكيفية التعامل مع المواد التي تنتجها المحافظة وأشكال التعاطي معها والخطوات المتبعة في تصديرها. بالنسبة لنا لابد من البحث عن آليات جديدة لتطوير آليات استخراج نبات السوس، والتوسع بإنشاء المعامل الحديثة التي تستوعب الكميات المتوفرة من هذا النبات، والعمل على تصنيعه، ومن ثم الترويج له لتسويقه في الأسواق السورية والعربية ضمن رؤية تصديرية متطورة تتلاءم مع التطور الذي يشهده الاقتصاد السوري الحديث

ضمن هذه المعطيات تواصلت غرفة تجارة وصناعة "الرقة" مع العديد من الجهات والهيئات والجامعات المهتمة والمختصة بالشأن الاقتصادي لتنظيم العديد من الدورات والمحاضرات، وجاءت استجابة هيئة تنمية وترويج الصادرات لعقد هذه الورشة سريعة، وهي تسلط الضوء على منتجات المحافظة الزراعية، وتهيئ الظروف المناسبة للاهتمام بتسويقها وتصديرها، نظراً لتوفر الموارد المائية والكوادر البشرية اللازمة للإنتاج الزراعي في ظل ظروف التسويق التقليدي للمنتج الزراعي».

محافظ الرقة بين المهندس أحمد الشلاش وإيهاب إسمندر

ويتابع "الشلاش" حديثه، قائلاً: «أدعو أصحاب رؤوس الأموال إلى ضرورة الاهتمام بإحداث شركات مساهمة لتصنيع المنتج الزراعي وتسويقه وتصديره، ونأمل في القريب العاجل توفير الأجواء المناسبة لإقامة ورشات عمل وندوات حول آلية إحداث شركات مساهمة في المحافظة، وكيفية توظيف رؤوس الأموال واستثمارها بالشكل الأمثل، إضافة إلى دعوة المستثمرين لإقامة مؤسسات تعنى بالجانب التصديري وتسويق المنتجات.

وفي إطار العمل التحديثي للغرفة أحدثنا موقعاً الكترونياً، يبين مواطن الاستثمار في المحافظة، والرؤية الإستراتيجية لتوظيف إمكانات المحافظة بما يخدم العملية الترويجية والتصديرية».

افتتاح الورشة

وعن مشاركته في هذه الورشة، تحدث السيد "علي الحبيب"، مربي أغنام، قائلاً: «تمتلك محافظة "الرقة" أعداداً جيدة من الأغنام تتجاوز ثلاثة ملايين رأساً، ولا تعاني في جانب التصدير من إشكالات كبيرة، إذ تحتل أغنامها العواس درجة متقدمة في التصدير، لكن تظل مشكلة المحافظة الأساسية محصورة في إطار تصنيع ما تنتجه هذه الأغنام، فالعملية التصنيعية بدائية، ولم يطرأ عليها أي تطور يذكر، فهناك مجموعات ترافق قطعان الأغنام في مرابعها، وتعمل على تصنيع الألبان والأجبان والسمون في الموقع، وتقوم مجموعات أخرى بتسويق المنتج في أسواق المحافظة أو تصديره إلى المحافظات الأخرى.

ويلقى المنتج الرقي في مجال صناعة الألبان رواجاً عالياً في الأسواق السورية، نظراً لخصوبة مراعي "الرقة" الطبيعية، وحتى نحصل على منتج متطور من هذه الثروة التي تمتلكها محافظتنا لابد من إنشاء شركات خاصة تبني معامل تنتج الحليب والأجبان والسمون، وتقوم بتصديرها إلى خارج المحافظة، إضافة إلى توفير كميات جيدة لاستهلاك أبناء المحافظة، وبذلك نكون قد حققنا فرص عمل جديدة لأبناء "الرقة" في مجال التصنيع والتصدير، إضافة إلى توظيف رؤوس الأموال المتوفرة، التي لا يستفاد منها أبداً».

جانب من حضور أعمال الورشة

كما التقى موقعنا السيد "علي الشويخ"، الذي يعمل في مجال تجارة نبات "السوس"، وتحدث قائلاً: «وفرت لنا هذه الورشة المعلومات العلمية في مجال الثقافة التصديرية، وكيفية التعامل مع المواد التي تنتجها المحافظة وأشكال التعاطي معها والخطوات المتبعة في تصديرها.

بالنسبة لنا لابد من البحث عن آليات جديدة لتطوير آليات استخراج نبات السوس، والتوسع بإنشاء المعامل الحديثة التي تستوعب الكميات المتوفرة من هذا النبات، والعمل على تصنيعه، ومن ثم الترويج له لتسويقه في الأسواق السورية والعربية ضمن رؤية تصديرية متطورة تتلاءم مع التطور الذي يشهده الاقتصاد السوري الحديث».

وحول هذه الورشة تحدث السيد "إيهاب إسمندر"، معاون مدير هيئة تنمية وترويج الصادرات، قائلاً: «تهدف الورشة لتشجيع المنتجين والمصدرين وتحريك عجلة الاقتصاد في المحافظة، والاستفادة من مقوماتها الزراعية إضافة إلى تعريف المصدرين بطبيعة المنتجات الزراعية بشقيها النباتي والحيواني في المحافظة بالشروط والمواصفات المطلوبة للتصدير.

ويتضمن برنامج الورشة البحث في طرق التصدير الزراعي، واختبار القدرات التصديرية للمنتجات والشركات الزراعية، وتركز على مدى استعداد الشركات للتصدير من خلال تحسين البيئة التنافسية والتوسع المستقبلي، والتفرد بمنتج جديد لتحسين العائدات من الاستثمارات المنفذة، إضافة لعوامل تنظيمية كالدعم المالي والتعاقد مع الخبير التصديري، كما تتناول الورشة أشكال التصدير والتمييز بين التصدير المباشر وغير المباشر ومصاعبها ومزاياها.

وتشمل محاور الورشة تصدير الألبان والأجبان وإستراتيجيتها التصديرية، وتأثير متغيراتها والظروف الداخلية والخارجية المحيطة في آلياتها، إضافة إلى كيفية تسعير الصادرات واستراتيجياته والتناقضات التي تهدد تنافسية الشركات».

وكان السيد محافظ "الرقة"، الدكتور المهندس "عدنان السخني"، قد افتتح ورشة العمل حول المنهج المتكامل لتصدير المنتجات الزراعية، وتحدث في كلمة توجيهية للمشاركين، قائلاً: «إن افتتاح مثل هذا النشاط يندرج في إطار دعم وتنمية المنتج السوري، في ظل التنمية الشاملة ومسيرة البناء التي يشهدها قطرنا منذ أكثر من عشر سنوات مضت، حيث صدرت التشريعات والقوانين الناظمة لإيقاع العمل والانتقال من نظام السوق الموجه إلى نظام اقتصاد السوق الاجتماعي، والتي تعتبر ثورة حقيقية في مجال التشريع الاقتصادي، وشملت تعديل عدد من القوانين الاقتصادية، وإحداث المصارف الخاصة وشركات التأمين، واتحاد المصدرين، وأكثر من هيئة تعنى بشؤون الترويج للمنتجات السورية وتسويقها وتصديرها، وتأتي جميعها في إطار تحقيق التنمية الاقتصادية، وتسهم في خلق نمو شامل ومتوازن.

إن إحداث هيئة لتنمية وترويج الصادرات السورية، وإن جاء متأخراً، فإن عائدات دعمه للمنتج الوطني ستؤتي أكلها في القريب العاجل، وهي تؤكد أن القطاع الخاص هو قطاع وطني بامتياز ومشارك حقيقي في عملية التنمية السورية، وتحقق قيمة مضافة لنواتج التشريعات الاقتصادية الصادرة مؤخراً، وفي هذا الإطار لابد من ضرورة الاهتمام بنظام التجارة العادلة، الذي يأتي مكملاً لعمل هيئة تنمية وترويج الصادرات».

حضر الورشة أعضاء مجلس الشعب، والدكتور "علي الإبراهيم"، نائب رئيس المكتب التنفيذي، وأعضاء المكتب التنفيذي، والدكتور "أحمد الشيخ" المدير العام لمؤسسة الأعلاف، ومديرو الزراعة والمصارف الحكومية، ومشروع تنمية البادية، والاقتصاد والتجارة الخارجية، والشؤون الاجتماعية والعمل، ورئيس اتحاد فلاحي "الرقة".