لم يمنع اسم فرقة "أبيض وأسود" الموسيقية ولم يخفِ ألوان النغم العديدة التي تراءت لمحبي الموسيقا، وذلك في الأمسية الموسيقية التي احتضنتها خشبة مسرح مديرية الثقافة في "الرقة" فتفاعل معها الحضور الذي بدا متعطشاً لحراك موسيقي ينشده الكثيرون.

ومنهم الموسيقي الأستاذ "أحمد دالي" الذي قال لموقع eRaqqa في معرض حديثه عن الأمسية الموسيقية: «على عكس ما توقعناه جميعاً، ونحن ذاهبون لحضور الأمسية الموسيقية التي تحييها فرقة "أبيض وأسود"، على مسرح مديرية الثقافة في "الرقة"، فقد اجتمع هناك على الخشبة العديد من ألوان الطيف الموسيقي الراقي، حيث أخذنا العازفون في جولة ما بين "السماعي" و"اللونغا" وموسيقا "الجاز" و"التقاسيم" والموسيقا الفلكلورية، والإيقاعات العديدة البسيطة منها والمركبة، وقد كان تفاعل الجمهور مع الموسيقا التي قُدِّمت خير دليل على نجاح هذه الأمسية بامتياز، ونحن فخورون لأن مدينتنا هي من أعلن ولادة أول نشاط رسمي لهذه الفرقة الفتية».

بصراحة، شعرت قبل بداية الأمسية بشيء من التوتر، خاصةً أن عدد الحضور كان كبيراً، لكن التشجيع الكبير الذي لقيناه منهم والود الذي لمحناه في عيونهم، سرعان ما بدد هذا التوتر، وقد عملنا جاهدين لتقديم أمسية شبه مثالية ترقى لمستوى الحضور، الذي جاء ليستمع إلينا رغم الحر الشديد الذي يغلف المنطقة

ومن الحضور أيضاً كان لنا وقفة مع الشاعر "ممدوح السعيد" حيث قال: «لطالما انتظرنا اليوم الذي يخرج فيه موسيقي أكاديمي من رحم هذه المدينة، وأحمد الله أنني شهدت هذا اليوم، فالفنان "محمد العيسى"ـ وهو قائد هذه الفرقةـ يعتبر أول دارس أكاديمي للموسيقا في هذه المدينة، وكلنا أمل أن يساهم مع غيره من موسيقيي المحافظة بنشر الموسيقا الراقية.

جانب من الحضور

أما عن الأمسية التي حضرناها فقد كانت أكثر من رائعة، استمعنا من خلالها للعديد من القوالب الموسيقية، وقد كان حضور الموسيقا التركية مميزاً في هذه الأمسية، وأتمنى أن نشاهد مستقبلاً ـ وبهذا المستوى ـ العديد من الأمسيات الموسيقية التي من شأنها أن تخلخل الهواء الراكد في ثنايا الحياة الموسيقية الرقيَّة».

والتقينا قائد الفرقة الفنان "محمد العيسى"، ولدى سؤالنا عن بداية تأسيس الفرقة ونشاطاتها، وعن انطباعه الشخصي حول هذه الأمسية، أجاب بقوله: «في الواقع إن عمر فرقة "أبيض وأسود" لا يتجاوز سوى بضعة أشهر، وقد عملت مع زملائي أعضاء الفرقة، على تأسيسها ونحن نودِّع السنة الأخيرة لنا في كلية الموسيقا بجامعة "البعث"، وهي مؤلفة من أربعة أعضاء، "سفيان علي بجو" على آلة القانون وهو من محافظة "إدلب"، ومن "حمص" "جورج الضاوي" على الناي، و"طارق الحسين" على "الدرامز"، وهو من محافظة "السويداء"، وأنا على آلة العود ومدينتي "الرقة".

الفنان محمد العيسى قائد فرقة أبيض وأسود

وقد سبق أن قدمنا على مسرح كلية الموسيقا بـ"حمص" أمسية موسيقية واحدة، وتعتبر هذه الأمسية اليوم، هي باكورة نشاطات الفرقة بشكل رسمي، وقد كان الحضور ممتازاً، بالإضافة لتفاعل الجمهور مع ما قدمناه من مقطوعات موسيقية، والتي شملت العديد من القوالب والأجناس الموسيقية، وكان برنامج الحفل كالآتي: "سماعي محيًّر" لـ"جميل بك الطنبوري"، "شيشن كزي" لـ"جميل بك الطنبوري"، "لونغا نهوند" لـ"كوثر هانم"، و"8/7" لـ"يوردال توكوجان"، و"راجعين يا هوى" "للأخوين رحباني" و"ضيعة ضايعة" لـ"طاهر مامللي"، و"فانتازيا بلوز"، و"أغنية فلكلورية" من تراث "الرقة"».

أما الفنان "سفيان علي بجو" فقد قال: «هذه هي المرة الأولى التي أزور فيها مدينة "الرقة"، وبصراحة لم أكن أتصور أن تكون بهذه الروعة، وأكثر ما لفت انتباهي فيها، هو نهر "الفرات" العظيم، الذي يخترق أراضي هذه المدينة التاريخية العريقة، بالإضافة إلى الثورة العمرانية التي تشهدها هذه المدينة الفتية.

الأستاذ أحمد دالي

وبمقدار روعة هذه المدينة كانت روعة أهلها، ونأمل أن تتكرر هذه التجربة مرات عديدة، سيما وأن "الرقة" أضحت الموطن الأصلي لأول نشاطات فرقتنا».

ويقول الفنان "طارق الحسين" في السياق ذاته: «بصراحة، شعرت قبل بداية الأمسية بشيء من التوتر، خاصةً أن عدد الحضور كان كبيراً، لكن التشجيع الكبير الذي لقيناه منهم والود الذي لمحناه في عيونهم، سرعان ما بدد هذا التوتر، وقد عملنا جاهدين لتقديم أمسية شبه مثالية ترقى لمستوى الحضور، الذي جاء ليستمع إلينا رغم الحر الشديد الذي يغلف المنطقة».