«إن مديرية الثقافة وفي إطار سعيها المستمر لإنشاء فرقة مسرحية تمثلها في المهرجانات، وخاصة بعد قرار إنشاء مسرح قومي في "الرقة"، وبعد موافقة وزارة الثقافة، التي قامت بالتعاون والتنسيق مع وزارة التربية، والمعهد العالي للفنون المسرحية، أقامت دورة بعنوان (إعداد ممثل)، التي بدأت في الرابع من تموز من العام الحالي /2009/، وتستمر لمدة أسبوعين».

هذا ما ذكره لموقع eRaqqa بتاريخ (9/7/2009) السيد "محمد السراج" مدير المركز الثقافي "بالرقة".

نسعى من خلال هذه الدورة لإيجاد بنية تحتية قاعدية، مختصة بكل مفردات المسرح، عمادها الشباب من أجل متابعة العمل في المسرح القومي ومديرية الثقافة في "الرقة"

وأضاف "السراج" قائلاً: «أعددنا لهذه الدورة برنامج تخصصي، هدفه الحصول على الليونة الجسدية من خلال بعض التمارين الرياضية الخفيفة، كما يتضمن البرنامج عدداً من المحاضرات النظرية، ويشارك فيها مجموعة من الممثلين والمخرجين من المسرح المدرسي من كافة المحافظات السورية».

تدريبات على الجسد

وعن هدف هذه الدورة تحدث "السراج" قائلاً: «نسعى من خلال هذه الدورة لإيجاد بنية تحتية قاعدية، مختصة بكل مفردات المسرح، عمادها الشباب من أجل متابعة العمل في المسرح القومي ومديرية الثقافة في "الرقة"».

كما التقينا الدكتور "محمد قارصلي"، مخرج سينمائي ومسرحي، وأستاذ في المواد التخصصية، وهو المشرف العلمي والفني على الدورة حيث قال عنها: «المشروع قائم على إقامة دورات لإعداد الممثل في كافة المحافظات السورية، باستثناء "دمشق"، وذلك لوجود المعهد العالي للفنون المسرحية، ولقد تم التحضير لهذه الدورة بطلب من مديرية الثقافة في "الرقة"، ووضعنا منهجاً لها، واخترنا أساتذة مختصين، ولكن بالرغم من كفاءة الأساتذة المشرفين على الدورة والرغبة الموجدة لدى المتدربين، فنحن لا نستطيع تخريج ممثل بعشرين يوم، إنما تأتي هذه الدورة في إطار تأهيل، وإعداد مسرحي، ليشكل مستقبلاً نواة لفرقة مسرحية متكاملة».

جدية في التدريب

وعن الهدف من هذه الدورة أضاف الدكتور "قارصلي": «إن الهدف الأساسي من إقامة هذه الدورة، وغيرها من الدورات هو التعريف بأدوات العمل المسرحي، وأسس هذا العمل بطريقة علمية، لأن المسرح علم بكافة جوانب عمل الممثل في العرض المسرحي، لذلك راعينا عمل الممثل على جسده من خلال تدريبه على (الحركة، الليونة، المبارزة، القتال المسرحي، الأكروبات)، ولكن تبقى المادة الرئيسية هي عمل وتدريب الممثل على جسده، وصوته، وحركته، وبناء الشخصية المسرحية، وهناك أيضاً مواد مساعدة كالموسيقى والشعر والفن التشكيلي، وعلاقتهما بالمسرح».

والتقينا الكاتب والصحفي "محمد زين الشحاذة" وقد تحدث عن أهمية مثل هذه الدورات قائلاً: «يقول المثل أن تأتي متأخراً خيراً من ألا تأتي أبداً.. هذه الدورات قيّمة ومفيدة جداً على كافة الأصعدة، لذا لم أتوانَ عن حضورها، لكن نحن كنا نتمنى لو أنها جاءت قبل سنوات لتحدث فعلاً ثقافياً مسرحياً تراكمياً، فهناك العديد من الفرق، والممثلين في هذه المحافظة، الذين يعملون بشكل أشبه ما يكون بالطبيعة الفطرية، حيث تنقصهم الخبرة، والاحتكاك بالمختصين من ذوي الاختصاص وعلى رأسهم المدرسين في هذه الدورة..».

مرونة وليونة في التدريب

كما التقينا الكاتب والأديب "أحمد المصارع" حيث قال: «أولاً وقبل كل شيء مديرية الثقافة لابد أن تقوم بدور مهم في رعاية الحركة المسرحية في "الرقة" عن طريق القيام بمثل هذه الدورات التعليمية المتخصصة، وأن تقوم بدعم المختصين في مجال المسرح من أساتذة وممثلين من ذوي الخبرة"، ومثل هذا المجهود من شأنه أن يرفع من مستوى الأداء المسرحي على أمل استنهاض الحركة المسرحية في "الرقة"، ليتكامل دورها بما يتناسب مع القدرات والطاقات الخلاقة في الأدب والفن والثقافة».

والتقينا الكاتب والمخرج المسرحي "محمد الحفري"، وهو مشارك في الدورة من محافظة "درعا" وقد تحدث قائلاً: «أنا مسرور جداً في مدينة "الرقة" وفوجئت للشبه الكبير بينها وبين محافظة "درعا"، من حيث الطيبة التي يتمتع بها أهلها، أما الدورة، فهي رائعة جداً من حيث الأسماء التي تدرب وتحاضر فيها، ولكنها رغم ذلك لن تفيد الشخص الذي لا يملك الموهبة، أما إذا ترافقت هذه الدروس والتدريبات مع الموهبة، والإرادة، فستخلق ممثلاً مبدعاً».

والتقينا المشاركة "أمل الناصر" التي تحدثت عن مشاركتها قائلة: «لقد شاركت سابقاً في العديد من الأعمال المسرحية كهاوية، وخضعت للدورة المركزية التي تقيمها منظمة اتحاد شبيبة الثورة في "دمشق"، وها أنا اليوم أخضع للدورة التي تقيمها مديرية الثقافة في "الرقة"، وهذه المشاركات أفادتني، وطورت أدائي من حيث أشعر ولا أشعر، وما حصلنا عليه من خلال الدورة لا نستطيع إدراك مدى الفائدة منه إلا عندما يرفع الستار، ونقف على خشبة المسرح وجهاً لوجه مع الجمهور الذي لا يغفر الأخطاء التي قد تقع».