«بدأت مشواري الفني في عام /1957/حيث كنا نعرض مسرحيات مقتبسة من واقع "الرقة"، تقدم في المناسبات الوطنية والقومية، وتعرض أمام مقهى"السرايا القديمة"، وفي تلك الأثناء قمنا بعرض العديد من الأعمال المسرحية، منها مسرحية" مهازل محاكم المهداوي"، وكانت من تأليف وإخراج الأستاذ "إسماعيل الحمود"، ومنها أيضاً مسرحية "/23/ تموز الانقلاب على الملك فاروق"، والتي عرضت في عام /1958/ وكان من أبطالها "محمد إبراهيم الخضر" و"عبد الغفور العجيلي" و"طه الناصر المهاوش" و"حمود الصطاف"».

بهذه الكلمات يستهل الفنان "حمود الصطاف" حديثه لموقع eRaqqa بتاريخ (/12/3/2009)، عن بداياته الفنية، ثم يتابع متحدثاً عن تأسيس نادي"الرشيد الرياضي الثقافي الفني"، وأهم المسرحيات التي عُرضت على خشبته في تلك الفترة: «كانت الانطلاقة الحقيقية للمسرح في "الرقة" عام /1961/، حيث تم افتتاح نادي "الرشيد الرياضي الثقافي الفني"، وأُعتبر آنذاك نقلة نوعية في مجال الثقافة، والنشاطات الأدبية المتنوعة، فلقد كان لهذا النادي العديد من المشاركات الرياضية، ورعاية الموهوبين ثقافياً وفنياً، وعرضنا في هذا النادي العديد من المسرحيات المقتبسة من واقع "الرقة" المعاش آنذاك، ومنها: "الخانجي"، "طبيب في العيادة"، "بدوي في دمشق"، مسرحية "الكسيح"، وفيها ظهرت أول فتاة "رقية" على خشبة المسرح وهي "هزار الصطاف".

كرمتني وزارة الثقافة عام /2005/، وحصلت على درع بمناسبة مهرجان "الرقة المسرحي"، وأيضاً حصلت على شهادة تقدير من مديرية الثقافة في "الرقة"

وأما المسرحيات المؤلفة كان من أهمها مسرحية "هارون وزبيدة" وعرضت عام /1967/ وهي من تأليف الدكتور "عبد السلام العجيلي"، وإخراج "عبد الرحمن شعيب"، ومن عناصر المسرحية، "إسماعيل الخليل" و"محسن الذويب" و"رياض العجيلي" و"حمود الصطاف" وآخرون، ومن المسرحيات التي عرضناها في عام /1968/ مسرحية "إبراهيم هنانو"، وكانت فكرتها للسيد "أحمد الحاج عبد الله"، وقام الدكتور "عبد السلام العجيلي" بأسلوبه الأدبي الرفيع بإعدادها مسرحياً، وهي من إخراج "عبد الفتاح الصطاف"، وكانت هذه المسرحيات تعرض أمام نخبة من شخصيات المجتمع "الرقي"، بالإضافة لأعضاء النادي، وكنا نتلقى دعماً مادياً من بعض هذه الشخصيات، ومن شيوخ العشائر، وفي عام /1970/ عرضنا مسرحية "أبو زليخة" وهي من تأليف الدكتور "عبد السلام العجيلي" وإخراج "عبد الرحمن الشعيب"».

مع الفنان جهاد عبدو في مسلسل أخوة التراب

وعن فرقة "سامي حمزة" المسرحية، وأعضائها، تحدث "الصطاف" قائلاً: «في عام /1971/ قام الأديب "سامي حمزة" ومجموعة من الشباب المهتم بالشأن الفني والمسرحي بتشكيل فرقة مسرحية، وكان من بين أعضائها فتاة اسمها "ماري شمعون"، وفي عام /1972/ اشتركت هذه الفرقة بمهرجان "الهواة الأول" في "دمشق" وعرضنا مسرحية "المطر في خامس الفصول" من تأليف وإخراج "سامي حمزة"، وكان من عناصر المسرحية "عبد الباقي الفواز"، و"صالح الحميدي"، و"رشيد حميد الحمود"، و"أحمد معلا"، وقد أخذت فيها دور البطولة، فنلت فيها جائزة أحسن ممثل هاوٍ في القطر، وعرضت عليّ الفنانة الكبيرة "منى واصف" الانضمام لفرقة "المسرح القومي"، لكني رفضت، وذلك لأن ظروفي لم تكن تسمح لي بالاستقرار في "دمشق"، والبعد عن أسرتي وأهلي في "الرقة"».

وعن مسرحياته الموجهة للأطفال "الطليعيين"، قال "الصطاف": «في فترة الثمانينيات عملنا مسرحيات ثلاثية أنا و"فواز الجدوع" و"مصطفى الحاج"، وكانت تعرض في معسكرات "الطلائع"، وهي موجهة للأطفال "الطليعيين"، ومواضيعها كانت تحث على مكارم الأخلاق، والصدق وحب الوطن».

الصطاف يتحدث للموقع

وعن تشكيله لفرقة مسرحية في اتحاد عمال "الرقة"، يقول الصطاف": «في عام /1975/ تسلمت أحد المهام في اتحاد عمال "الرقة"، فرأيتها فرصة مناسبة لتشكيل فرقة مسرحية خاصة بالاتحاد، وكانت تشترك هذه الفرقة في كل عام ضمن المهرجانات العمالية والشبيبة، وقد حصل أغلب أعضاء هذه الفرقة على جوائز قيمة، وكان منهم "نجم العليان"، "جدعان الصطاف"، "شعبان الأحمد الخضر"، "محمد طه العمر"، "إبراهيم الأحمد الخضر"، "يحيى الكفري"، "أحمد البوزو"، وآخرون، واستمرت هذه الفرقة حتى عام /1986/ وتوقفت عند انتهاء مهمتي في "اتحاد العمال"».

أما عن المسرحيات التي شارك بها، والتي كانت مواضيعها إنسانية، فقد قال "الصطاف": «في عام /1984/ عرضنا مسرحية لصالح "منظمة الهلال الأحمر"، فرع "الرقة" وكانت بعنوان "هارون الرشيد في بلاد الروم"، وعرضت في "المركز الثقافي"، وهي من تأليف الدكتور "عبد السلام العجيلي" وإخراج "حمود الصطاف"، وكان من أعضاء المسرحية "صبحي الدسوقي"، وقد مثل دور"هارون الرشيد"، و"يحيى الكفري"، وجسد دور "يزيد" فيها، و"إبراهيم الخضر" بدور العبد "مسعود"، أما الشعراء في ذاك العصر فقد جسدهم كل من، "محمد طه العمر"، "عبد الرزاق أبو هيف"، و"حمود الصطاف".

الصطاف في أحد أدواره التلفزيونية

وفي تلك الأثناء عرضنا مسرحية تدور حول أسباب تأسيس "منظمة الصليب الأحمر" وأخذت فيها دور "هنري دونان" مؤسس هذه المنظمة، حيث برزت لديه الفكرة حينما ذهب في يومٍ ما، بعد أن جرت معركة حامية الوطيس، دارت رحاها بين دولتين، فشاهد جثث القتلى، وأشلاء الجرحى الممزقة، وصار يساعدهم، ويقدم لهم الخدمات والإسعافات الأولية، فكان أن ومضت في رأسه تأسيس هذه المنظمة العالمية، وعرضت هذه المسرحية على مسرح "الهلال الأحمر" في "الرقة"، وفي عام /2000/ عرضنا مسرحية أخرى لصالح "الهلال الأحمر" وكانت بعنوان "رمضان في بغداد"، وكانت من أكثر المسرحيات المؤثرة في حياتي، حيث قام أولادي بتجسيد شخوص هذه المسرحية، وهم "إبراهيم" و"محمد" وابنتي "رينا"، والتي كانت تقوم بدور الطفلة التي تقوم بإعداد طعام الإفطار لأبيها الضرير وفجأة تنهال عليهم قنبلة وتقتل الابنة، حيث أبكى هذا المشهد الحضور، ولم أشعر حينها بأنني ممثل أجسد دوراً تمثيلي، بل أحسست بشعور الأب المفجوع».

وعن أعماله في مجال الدراما التلفزيونية، والأعمال التي شارك فيها، والمخرجين الذين عمل معهم، قال "الصطاف": «حين جاء الفنان "طلحت حمدي" في زيارة إلى "الرقة" ليستطلع بعض الأماكن من أجل تصوير مسلسل "بدوي" من إخراجه، تعرفت إليه أنا والفنان "فواز الجدوع"، و"أحمد المشلب" عن طريق الصحفي "عمار مصارع"، وعرض علينا العمل في مجال الدراما التلفزيونية، فكان أول عمل تلفزيوني قمت به في مسلسل "المكافأة"، وأخذت فيه دور مفتش تربوي، وتوالت الأعمال التلفزيونية فكان مسلسل "النار والفرقة" وهو من إخراج "طلحت حمدي" وشاركني فيه "فواز الجدوع".

وعملت مع كبار المخرجين ومنهم "هشام شربتجي" في مسلسل "الغريب والنهر"، وهو من سيناريو وتأليف وحوار الأستاذ "عمار مصارع"، وشارك في هذا المسلسل عدد من النجوم السوريين ومنهم "خالد تاجا" و"ثراء دبسي" و"حاتم علي" و"يارا صبري" و"عبد الرحمن أبو القاسم"، ومن "الرقة" شارك فيه "طلال شاهين" و"أحمد المشلب" و"فواز الجدوع"، وقد تم تصوير هذا العمل في ريف "الرقة"، وكان يتكلم عن الواقع "الرقي".

ومن الأعمال التي شاركت بها مسلسل "تل الرماد" و"أخوة التراب" للمخرج الكبير "نجدة آنزور"، و"الفوارس" للمخرج "محمد عزيزية"، ومسلسل "الدخيلة" للمخرج "أسعد عيد"، و"أساطير شعبية" للمخرج "محمد عزيزية"، وعرض في التلفزيون "السعودي"، وكان أغلب الممثلين من السعودية، ومسلسل بدوي اسمه "غدر الزمان" للمخرج "سالم الكردي"، أخذت فيه دور الشيخ "متعب" قاضي "العرب"، ومسلسل "السلسال" الذي صور لصالح التلفزيون السعودي، و شاركت في مسلسل "خان الحرير" وهو من إخراج "هيثم حقي"، وبطوله "أمل عرفة" و"فراس إبراهيم"، وشاركني فيه من "الرقة" الفنان "أسعد الجابر"، ومسلسل "النهر سلطان"، وهو من تأليف الدكتور"عبد السلام العجيلي" وإخراج "لطفي لطفي" وكان من بطولة "مازن الناطور"، وشاركني فيه من "الرقة" "مصطفى الحاج" و"طلال شاهين"».

وعن الأفلام التي شارك بها قال "الصطاف": «كان أول عمل سينمائي في عام /1988/ وكان من إخراج "مصطفى الراشد"، وهو بعنوان "الحلم البري" ويصور قرية أصابها القحط والجفاف، هاجر سكانها إلى دول الخليج العربي، وخصوصاً إلى دولة الكويت، وقد قمت بتجسيد دور مختار القرية الذي رفض الهجرة، وبقي ليبحث عن مكان لحفر بئر من أجل استخراج الماء لإرواء ألأراضي الجافة وأهالي القرية. وكانت بطلة الفيلم "واحة الراهب" والطفل الصغير "محمد حسين الحمود".

واشتركت مع المخرج"ماهر كدو" في فيلم روائي بعنوان "صهيل الجهات"، وفي عام /1988/ عملت في فيلم وثائقي عنوانه "الخيول العربية...بنات الريح" لصالح التلفزيون السوري، وفي عام /1990/ مثلت في فيلم "عشاق خط المطر"، وكان معي فيه "أحمد المشلب" و"فواز الجدوع" و"واحة الراهب"، والطفل "محمد الإبراهيم" وهو من "الرقة" أيضاً.

وشاركت في فيلم بعنوان "بدوي"، وهو قصة حقيقية كتبها رجل أعمال من إحدى قرى "الرقة" وتحديداً من قرية "الجبلي" يعيش في فرنسا، وفي عام /2003/ عملت في فيلم وثائقي صور لصالح التلفزيون النمساوي عنوانه "الخيول العربية"».

وعن آخر مشاركاته الفنية، وأعماله التي قام بها، قال "الصطاف": «في عام /2008/ شاركت مع فرقة "الرقة" للفنون الشعبية في عمل مسرحي بعنوان "عرس بدوي" وعرض في "تدمر"، وحضر العرض كبار الشخصيات، وقدم في تركيا، وحضره عدد من المسؤولين الأتراك.

واشتركت في مهرجان المسرح "الرابع الدولي" الذي أقيمت فعالياته في مدينتي "الرقة" و"الثورة"، في مسرحية "الأغبش"، وهي من إخراج "نجم عليان"، وقد لاقت إعجاباً كبيراً من المشاهدين، وكان آخر عمل تلفزيوني "سعدون العواجي" وهو من إخراج "نذير عواد"، وعرض في شهر "رمضان"، على شاشة تلفزيون "دبي"، وتوقف في الحلقة الثامنة لأسباب أجهلها، وأعد حالياً لعرض مسرحي للكبار والصغار، بعنوان " الليلة نلعب" أجسد فيه دور "ابن سينا"، الطبيب الملقب بـ"الشيخ الرئيس"».

وعن تكريمه، وشهادات التقدير التي حصل عليها، قال "الصطاف": «كرمتني وزارة الثقافة عام /2005/، وحصلت على درع بمناسبة مهرجان "الرقة المسرحي"، وأيضاً حصلت على شهادة تقدير من مديرية الثقافة في "الرقة"».

ومما يشار إليه أن الفنان "حمود الصطاف" من مواليد مدينة "الرقة" عام /1937/، وهو عضو في مؤسسة "الرقة" للإنتاج السينمائي والتلفزيوني والإذاعي والتوزيع، وهو متزوج ولديه ولدين، وثلاث بنات.