تشكل قرية "حاوي الهوى" تزاوجاً فريداً من نوعه ما بين الريف والمدينة، وذلك لفخامة أبنيتها، ونظافة شوارعها المزدانة بشجرة المظلة، أضف لذلك أن القرية محاطة بالأراضي الزراعية من كافة الجوانب، وهي ميزة يمتاز بها الريف الرقي، وخصوصاً القريب من مدينة "الرقة"، كقرى الكسرات مثلاً، وتعد هذه القرية من أجمل قرى "الرقة"، وتبعد عن مركز المدينة بحدود ثمانية كيلومترات، باتجاه الغرب على ضفة نهر الفرات اليسرى.

موقع eRaqqa زار قرية "حاوي الهوى" بتاريخ (14/9/2008) والتقى السيد "عبود العساف المشرف" الذي تحدث عن القرية قائلاً: «في نهاية الأربعينيات، وأوائل الخمسينيات بدأ الإستقرار في هذه القرية، وكانت مضافة المرحوم "خلف الإبراهيم المشرف" من أول الأبنية الاسمنتية في القرية، حيث أنها بنيت في عام /1952/، وكانت نباتات الغرب، والطرفاء، والسوس، تنبت بكثرة في أرض القرية، ولكن بسبب استصلاح الأراضي الزراعية، وتوسع رقعة الأراضي المزروعة، انعدمت هذه النباتات الفراتية، التي كانت تزداد نمواً بعد انحسار مياه فيضان الفرات عن أرض القرية، وكان العمل الرئيسي لسكان القرية يتركز في الزراعة البعلية، وتعتمد الأراضي التي تروى من الفرات على الري بالمضخات، وفي تلك الأثناء قام أهالي القرية ببناء أول مدرسة على نفقتهم الخاصة، وكانت مبنية من الطين واللبن. وفي عام /1978/ قامت الشركة الرومانية (روماغريمكس) بتنفيذ شبكة الري الحديثة في القرية، فأصبح الري بالراحة».

يبلغ عدد سكان القرية حوالي /7000/ نسمة، وأنشأت بلديتها عام /1985/، والقرية مخدمة بالمواصلات بشكل جيد، وهي من أولى القرى التي خُدمت بالصرف الصحي، وأشعل أول مصباح كهربائي فيها عام /1978/، إضافة إلى أن جميع خدمات البنى التحتية مؤمنة بشكل جيد، وشوارعها معبدة، وحدائقها غناءة

وعن شجرة المظلة المنتشرة في قرية "حاوي الهوى"، والتي تزين شوارعها، وعلاقات الناس فيها يقول: «قدمت هذه الشجرة إلى القرية من محافظة "ريف دمشق"، ولقد أضفت جمالية رائعة للقرية، أما بالنسبة لعلاقات أهل القرية، فإن كل ما في "حاوي الهوى" جميل، والأجمل من ذلك العلاقات المتميزة، والأخوية التي تجمعنا مع بعضنا البعض، ونحن فريق واحد في كل المناسبات، والناس يساعدون بعضهم البعض، ويعيشون كأنهم أسرة واحدة في أفراحهم، وأتراحهم».

"عبود العساف المشرف"

والتقينا السيد "أحمد الشعبان" أمين الفرقة الحزبية في قرية "حاوي الهوى" الذي تحدث قائلاً: «تشهد القرية نهضة علمية متميزة، والسبب في ذلك، حب أهلها للعلم، وتشجيعهم لأبنائهم ذكوراً، وإناثاً على حدٍ سواء من أجل حصولهم على الشهادات الجامعية، فنسبة التعليم مرتفعة في هذه القرية قياساً بقرى محافظة "الرقة"، فالكثير من أبنائها يحملون شهادات جامعية، ويصل تعدادهم إلى أكثر من ستين جامعي، ومن كافة الاختصاصات، فهناك اثنا عشر صيدلاني، وخمسة عشر طبيباً، وأقدمهم الدكتور "نجم المشرف"، وعشرة مهندسين، إضافة لست جامعيات، يحملن شهادات بالآداب، وبالنسبة لمدارس القرية ففيها اكتفاء ذاتي بالنسبة للمدرسين والمعلمين، فغالبيتهم العظمى من أبناء القرية، أما الطلاب، والطالبات، الذين يتابعون دراستهم في الجامعات، والمعاهد، فأعدادهم بالعشرات، وفي القرية مدرسة ثانوية، وثلاث مدارس للتعليم الأساسي، مدرستين حلقة أولى، وواحدة حلقة ثانية، وفيها جمعية فلاحية، تأسست بالسبعينيات، وجمعيتين غناميتين، ومركز ثقافي، وفرقة حزبية، ووحدة إرشادية، وكذلك فيها مسجد واحد، وتبلغ مساحة الأراضي الزراعية /4200/ هكتار، وهي تروى بالراحة، ويزرع أهلها القمح، والذرة الصفراء، والشوندر السكري، والقطن».

وعن واقع الخدمات في قرية "حاوي الهوى" تحدث إلينا السيد "محمد الشعبان" رئيس البلدية قائلاً: «يبلغ عدد سكان القرية حوالي /7000/ نسمة، وأنشأت بلديتها عام /1985/، والقرية مخدمة بالمواصلات بشكل جيد، وهي من أولى القرى التي خُدمت بالصرف الصحي، وأشعل أول مصباح كهربائي فيها عام /1978/، إضافة إلى أن جميع خدمات البنى التحتية مؤمنة بشكل جيد، وشوارعها معبدة، وحدائقها غناءة».

أحد بيوت "حاوي الهوى"

وعن سبب تسميتها باسم "حاوي الهوى"، يقول الباحث "محمد العزو": «يرجع ذلك لهوائها العليل، الطيب، وهذه ميزة معروفة عن المنطقة منذ أيام العباسيين، ولذلك اختارها "هارون الرشيد" مكاناً لبناء حصن "هرقلة". المتموضع إلى الشرق من القرية، وتشير المصادر التاريخية إلى أن "الرشيد" بعد أن انتصر على "نقفور" ملك الروم، وفتح مدينة "هرقلة" في آسيا الصغرى (تركيا حالياً) في/190/هـ قام بسبي الكثير من سكانها، وكانت من بين تلك السبايا ابنة حاكم المدينة واسمها "هرقلة" فسمى هذا الحصن باسمها، وكان يعتقد بعض العلماء الأوروبيون، ومنهم "زخاو" أن بناء "هرقلة" يرجع للفترة الرومانية، واستندوا في ذلك إلى شكل البناء المربع، والأبراج في زوايا الحصن الأربعة، ولكن العالم الألماني "هرتزفيلد" عندما زار "الرقة" في عام /1907/ أجرى بعض الدراسات، والأبحاث عن "هرقلة"، وأكد أن بانيها هو "هارون الرشيد" بلا شك، فلقد بني حصن "هرقلة" تخليداً لانتصار "الرشيد" على الروم، ولكن لم يتم إكمال البناء، لأن "الرشيد" قد غادر "الرقة" إلى "بغداد" في/192/هـ وتوفي في /193/هـ فتوقف البناء فيها.