منذ يفاعته لفت الأنظار إليه بهدوئه واتزانه، وكان يعمل بجدّ وصمت حتى ترك أثراً طيباً في كل المواقع التي شغلها، والتي كان في معظمها صلة مباشرة مع الناس، فحظي بمكانة كبيرة في قلوب أهل "الرقة".

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 23 أيار 2018، تواصلت مع المحامي "إسماعيل عبد الغني" ليتحدث لنا عن مسيرة حياته، حيث يقول: «ولدت في مدينة "الرقة"، ودرست في مدارسها المرحلة الابتدائية، ثم انتقلت إلى محافظة "حلب" لمتابعة دراسة المرحلتين الإعدادية والثانوية، وأكملت دراستي الجامعية حتى حصلت على شهادة الحقوق عام 1969».

إن اهتمامي بالرياضة انعكس على أفراد أسرتي الذين انخرطوا جميعهم في ممارستها بوجه دائم، حيث يمارس ثلاثة منهم لعبة كرة اليد، وهم: "صفوان"، و"معاوية"، و"أسامة"، و"محمد" يمارس كرة القدم

أما عن أهم الأماكن التي عمل فيها، فيضيف: «حصلت على وظيفة بعد نيلي شهادة الثانوية العامة في مصرف "سورية المركزي"، واستمريت بالعمل فيه حتى عام 1973. وبعدها عينت مفتشاً في الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش حتى عام 1977، وكانت مرحلة مهمة في حياتي اكتسبت فيها الكثير من الخبرات».

إبراهيم العجيل

أما عن انتخابه في مجلس الشعب، وأهم الطروحات التي شارك بها، فيقول: «كان ذلك عام 1977 في الدور الثاني، حيث كنت واحداً من ضمن 6 أشخاص تم انتخابهم لتمثيل محافظة "الرقة" في المجلس، واستمر بقائي لمدة خمس دورات متتالية، حتى عام 1998. وخلال وجودي بالمجلس كنت أطرح ما يمليه عليّ ضميري، وأجد فيه مصلحة وفائدة لأبناء بلدي، حيث كنا ننقل هموم ومعاناة الكثيرين إلى الجهات المختصة، وذلك من خلال لقاءاتنا المستمرة مع المواطنين أثناء المناسبات والزيارات التي كنا نقوم بها على مختلف مواقع العمل في المحافظة، وما كنا نتلقاه من شكاوى ومطالب تمس حياة الكثيرين، وكنا نقوم بدور صلة الوصل مع السلطات التنفيذية سواء داخل المحافظة أو خارجها مع الوزارات المعنية بالشكاوى، واستطعنا حل ومعالجة الكثير من العقبات والمنغصات التي كانت تواجه بعض الجهات في دوائر المحافظة، ولم تقتصر متابعاتنا على القضايا التي تخص محافظة "الرقة" فقط، بل ساهمنا بمعالجة الكثير من الأمور التي تخص محافظات أخرى إيماناً منا بأن عضو المجلس يجب ألا يتوقف دوره على محافظته فقط، بل هو يمثل كافة مواطني الجمهورية العربية السورية».

وعن دوره في الرياضة كأحد المؤسسين لأندية "الرقة"، يقول: «بالنسبة لنادي "الرشيد" الرياضي سابقاً، "الفرات" حالياً اجتمعنا مع الأصدقاء من أبناء المحافظة، واتفقنا على تأسيس نادياً رياضياً يحتضن الجميع، ويفسح لهم ممارسة هوياتهم وتمثيل "الرقة" في البطولات والمباريات الرسمية، فخاطبنا الجهات المعنية بعد أن اطلعنا على الشروط المطلوبة، وتم تكليفي بمتابعة الإجراءات الإدارية، حيث قمت بتأمين المطلوب وتقديم كافة الثبوتيات اللازمة لمديرية الشؤون الاجتماعية، تم اتخاذ القرار بإشهار نادي "الرشيد" رسمياً، وكان ذلك عام 1961. وبعد مرور مدة من الوقت شعرنا بضرورة وجود نادٍ آخر بالمحافظة كي تكون هناك منافسة وحافز للرياضيين لإبراز طاقاتهم ومواهبهم، فتواصلت مع بعض الأصدقاء وتم تأسيس نادي "النهضة" عام 1962، وتم تكليفي بتكوين أول مجلس إدارة لهذا النادي، ومنذ ذلك الوقت انطلقت المنافسات بين الناديين بكافة الألعاب بعد أن تم تكوين الفرق، وكانت مبارياتهم تحفل بالكثير من التنافس والحماسة، وأصبح لكل ناد جمهوره ومحبوه الذين يتابعونه في كافة نشاطاته داخل وخارج المحافظة. وبعد مدة توسعت نشاطات الناديين بإقامة المباريات مع أندية المحافظات الأخرى، وامتدت إلى استضافة فرق عربية وأجنبية كانت تزور القطر، حيث كان يتم دعوتها لزيارة "الرقة" للعب مع أنديتها، ومن خلال عملنا هذا المتعلق بتأسيس هذه الأندية نشعر بأننا حققنا وأنجزنا شيئاً مهماً لأبناء المحافظة، ساهم في سد الفراغ وتنمية المواهب، ووصول الكثيرين منهم إلى تحقيق انتصارات وبطولات كثيرة في بعض الألعاب، إضافة إلى تطور مستوى بعض اللاعبين واختيارهم لتمثيل المنتخبات الوطنية، وخاصة في لعبة كرة اليد».

ويتابع: «إن اهتمامي بالرياضة انعكس على أفراد أسرتي الذين انخرطوا جميعهم في ممارستها بوجه دائم، حيث يمارس ثلاثة منهم لعبة كرة اليد، وهم: "صفوان"، و"معاوية"، و"أسامة"، و"محمد" يمارس كرة القدم».

"إبراهيم العجيل" عضو مجلس الشعب السابق، عنه يقول: «لازمت هذا الرجل مدة طويلة، وعملت معه في الرياضة التي كان له فيها أيادٍ بيضاء من خلال جهوده الكبيرة التي أثمرت بإحداث الأندية وترأسه لنادي "الشباب" الذي أنتمي إليه، حيث كان رجلاً محبوباً من الجميع، ويحمل كل الصفات الطيبة، ونجح في تأمين الدعم للنادي من خلال علاقاته الواسعة في المحافظة.

وفي عمله بالهيئة المركزية للرقابة والتفتيش كان عنواناً للنزاهة، وإيصال الحقوق إلى أصحابها، ومساندة المظلومين وإنصافهم، وفي مجلس الشعب عملنا معاً في معالجة وتحقيق الكثير من المكاسب للمحافظة، وفي إحدى الدورات انتخب عضواً في مكتب المجلس بصفة مراقب، فكان مكتبه ملتقى لجميع ممثلي محافظات المنطقة الشرقية من أجل التشاور والتنسيق لتبني كثير من القضايا الملحة التي تهم تلك المحافظات، ولعب دوراً مهماً في معالجة الكثير من تلك الأمور من خلال متابعته الدؤوبة لها».

يذكر أن "إسماعيل عبد الغني" من مواليد "الرقة"، عام 1939.