منذ يفاعته كان طموحاً، فتدرج بتحمل مهمات ومسؤوليات متعددة، وفي مواقع مختلفة، وبسن مبكرة، وكان دائماً عند حسن الظن به، ولم تزده تلك المهمات إلا تواضعاً واتزاناً، ونجح بفضل هدوئه وحكمته في التكيف مع مختلف الأجواء التي كانت تحيط به.

مدونة وطن "eSyria"، بتاريخ 6 آذار 2018، تواصلت مع "فواز الرمضان"، الذي تحدث لنا عن سيرته بالقول: «ولدت في عام 1946، ونشأت في كنف أسرة شرقية متوسطة الحال تهتم بموضوع التعليم وتدفع أبنائها للانخراط فيه، وتوفر لهم كل مستلزمات التفوق، حيث تلقيت تعليمي في مدارس مدينة "الرقة"، وحصلت على الشهادة الأدبية من ثانوية "الرشيد" في عام 1964، ثم تابعت الدراسة في محافظة "حلب"، ونلت شهادة أهلية التعليم الابتدائي، وبعدها تابعت مسيرتي الدراسية في الجامعة، وحصلت على الشهادة الجامعية في اختصاص اللغة العربية وآدابها».

لدي خمسة أبناء، أكبرهم "وائل" طبيب مختص بالتشخيص المخبري، والأصغر منه "باسل" طبيب أيضاً، و"نشوى" تحمل شهادة إجازة في الاقتصاد، و"رابية" تحمل إجازة أدب إنكليزي، و"مايا" مهندسة عمارة، وعلاقتي معهم مبنية على التفاهم والمحبة والاحترام المتبادل، وأعدّ نفسي راضياً ومعتزاً بما حققوه من علم وعمل وسلوك

ويتابع القول: «في عام 1966، كلفت بمهمة أمين شعبة حزب البعث في منطقة "تل أبيض"، وفي عام 1970، تم انتخابي عضواً في المكتب التنفيذي لنقابة المعلمين في المحافظة، وحينئذٍ بذلنا جهوداً كبيرة لتحسين أوضاع زملائنا المعلمين ومساعدتهم، ونتيجة المتابعة والتنسيق مع مجلس المدينة نجحنا بالحصول على قطعة أرض تم توزيعها "مقاسم" لتأمين السكن للمعلمين بأسعار رمزية تتناسب مع دخولهم الشهرية، كذلك تم إحداث جمعية تعاونية استهلاكية لتأمين كافة مستزمات المعلمين من المواد التموينية وغيرها، كما تم إشهار جمعية تعاونية سكنية، لكن الحدث الأبرز في تلك المدة كان الاهتمام بالجانب الاجتماعي لزيادة الألفة وتوطيد أواصر المحبة والصداقة بين كافة زملائنا عبر القيام برحلات ترفيه إلى الأماكن السياحية والمنتجعات الصيفية، وخاصة في الصيف، وما زالت ذكريات تلك الرحلات ماثلة في الأذهان؛ لأنها ترتبط بلحظات جميلة قضيناها برفقة زملاء المهنة».

مع الأديب الراحل عبد السلام العجيلي

ويضيف: «في عام 1971، تم انتخابي أميناً لفرع الشبيبة، وكانت فرصة جديدة للتفاعل مع أبنائنا الشباب الذين كنا نعلق عليهم آمالاً واسعة، وحرصنا من خلال التعاون مع الجهات المعنية على وضع الخطط الكفيلة التي تتناسب مع أفكار وعقول أبنائنا، حيث عمدنا إلى إقامة الدورات التثقيفية باستمرار، حيث تتضمن مواضيع تتناسب مع الواقع الذي كنا نعيش فيه، كما أولينا الجانب التعليمي اهتماماً خاصاً عبر إقامة الدورات التعلمية للمواد الأساسية في الشهادتين الإعدادية والثانوية، وقد ساهمت هذه الدورات في تحسين مستوى الطلاب، وظهر ذلك من خلال النتائج النهائية، وكان عدد الطلاب الناجحين يزداد بوضوح، كما ساهمنا بإنشاء المسرح الشبيبي الذي كان السبب في اكتشاف العديد من المواهب في مختلف أصناف الفن، كذلك قمنا بتكوين فرقاً رياضية لمختلف الألعاب، وتأمين كل المستلزمات الضرورية التي تكفل لها المشاركة الفعالة في البطولات المدرسية، وقد حققنا نتائج جيدة في كثير من الألعاب التي سجلت حضوراً متميزاً على مستوى القطر، إضافة إلى ذلك، حرصنا على إقامة الأمسيات والندوات الأدبية والشعرية، وكنا نقيم عبرها المسابقات التي ساهمت ببروز الكثيرين من الموهوبين الذين تابع بعضهم هواياتهم، ونجحوا في تحقيق طموحاتهم وأمنياتهم في هذا المجال».

وعن النشاطات التي شارك فيها، يقول: «عام 1972، تم إيفادي إلى "الاتحاد السوفييتي" ضمن وفد "الشبيبة العمالي"، حيث شاركنا بالكثير من الندوات واللقاءات التي قدمت فيها معلومات كاملة عن عمليات استطلاح الأراضي التي كانت تجري في محافظة "الرقة"، وطرائق معالجتها وعمليات ري الأراضي الزراعية، وكيفية استثمارها، حيث كانت تلك التجربة رائدة في مجال الإنتاج الزراعي. وفي عام 1973، كلفت بمهمة مديرالتربية، وخلال تلك المدة عملنا على إحداث العديد من المدارس ووضع خريطة مدرسية لاستيعاب جميع أبناء المحافظة، كما قمنا بترميم العديد من مدارس المدينة وتزويدها بالأثاث اللازم، وتحسين وضع المسرح المدرسي، وإيلاء الأنشطة الرياضية والفنية والأدبية الاهتمام الكافي، والمشاركة في كافة البطولات المدرسية».

مع الروائية الكويتية ليلى عثمان

وعن مهمته كرئيس مجلس المدينة، يقول: «كان ذلك في عام 1974، وأهم الأعمال التي قمنا بها المباشرة بإنجاز المخططات الطبوغرافية والتنظيمية للمدينة، كما قمنا بعملية توسيع للمخطط السكني للمدينة من جهة الشمال، كذلك ساهمنا بتخفيف العبء على أصحاب الدخل المحدود، حيث قمنا بتوزيع "مقاسم" سكنية لهم، وأنجزنا موضوع تنفيذ مشروع "مجرور" لمنطقة "الدرعية"، إضافة إلى تقديم المساعدة المادية للأندية الرياضية لدعم مشاركاتها في البطولات الرسمية، والاهتمام بالأنشطة الفنية والاجتماعية وتأمين كل المستلزمات التي تحتاج إليها، وخلال عملي في مجلس المدينة شاركت بالكثير من الندوات والمؤتمرات، وكان أبرزها مؤتمر العلوم الإدارية الذي أقيم في "ألمانيا" بإشراف جامعة الدول العربية في عام 1978 لمدة شهر كامل، وفي عام 1980، شاركت في "الدوحة" في مؤتمر المدن العربية. وفي عام 1985، تم تسميتي مديراً لمؤسسة "افتوماشين"، وفي عام 1996، تم تكليفي مديراً للثقافة، وخلال تلك المدة حققنا الكثير من النشاطات الثقافية، أبرزها تطوير الصحيفة التي كانت تصدر باسم مديرية الثقافة، وكانت معنية بتسليط الضوء على النشاط الثقافي بالمحافظة، وإحداث مسابقة "ربيعة الرقي" للشعر، وتكوين لجان لكافة الأنشطة، وإقامة أسبوع الثقافة الإيرانية».

وعن اهتماماته الرياضية، يقول: «منذ صغري كنت متعلقاً بالرياضة كثيراً، حيث كنت لاعباً في فريق "الوثبة"، ومارست ألعاب السلة والطائرة والطاولة التي أحرزت فيها مراكز متقدمة في البطولات المدرسية والأندية، كما شاركت بدورات تدريبية بإشراف مدرب صيني، وتابعت نشاطي الرياضي في نادي "الرشيد" الذي أنتمي إليه، حيث عملت فيه إدارياً لمدة خمس سنوات، ثم توليت مهمة رئيس النادي في ذات المدة، ومازلت حتى تاريخه أتابع ممارسة رياضة المشي».

أما عن عائلته، فيقول: «لدي خمسة أبناء، أكبرهم "وائل" طبيب مختص بالتشخيص المخبري، والأصغر منه "باسل" طبيب أيضاً، و"نشوى" تحمل شهادة إجازة في الاقتصاد، و"رابية" تحمل إجازة أدب إنكليزي، و"مايا" مهندسة عمارة، وعلاقتي معهم مبنية على التفاهم والمحبة والاحترام المتبادل، وأعدّ نفسي راضياً ومعتزاً بما حققوه من علم وعمل وسلوك».

بدوره "حسني عبود" رئيس الاتحاد الرياضي السابق في "الرقة"، قال عن "فواز الرمضان": «عاصرته منذ صغره بحكم ممارستنا للرياضة في نادي "الفرات"، يتمتع بأخلاق عالية وسمعة طيبة، وكان من الجيل المؤسس في رياضة "الرقة"، وقدم خدمات جليلة لناديه؛ من خلال المواقع التي تولى إدارتها، والتي ترك فيها بصمات لا تنسى من خلال تفاعله، وإيلائه الجانب الإنساني فيها، كما أنه يعدّ وجيهاً في عشيرته، ويحظى بالتقدير والاحترام من كل من عاشره وتعرّف إليه».