نشأ عصامياً، وعمل بجدّ وتفانٍ لينال ما يصبو إليه، ومع نضج أفكاره، استطاع أن يؤسس لمكانة فاعلة ومؤثرة في كل المواقع والمسؤوليات التي كلف بها، وأسس لعائلة منفتحة على الآخر، عمادها العلم والمعرفة.

مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 23 شباط 2018، تواصلت مع النائب السابق "إبراهيم العجيل"، ليتحدث عن نشأته وبداية تكوّن وعيه بالقول: «ولدت في قرية "كسرة شيخ الجمعة" التي تقع جنوبي مدينة "الرقة" عام 1948، ونشأت ضمن أسرة تهتم بشؤون الزراعة. درست المرحلة الابتدائية في القرية، ثم أكملت بقية المراحل متنقلاً ما بين "حلب"، و"الرقة"، و"حمص"، حيث حصلت على الشهادة الإعدادية، ثم عدت إلى "الرقة" لمتابعة تحصيلي في مدارس المدينة، وفي عام 1969، التحقت بخدمة العلم، واستمر ذلك لعدة سنوات، وكان لي الشرف في المشاركة بحرب "تشرين" التحريرية، حيث حصلت على وسام الشرف المقدم من رئيس الجمهورية.

كان من المميزين في عمله ضمن الأماكن التي عمل فيها، وقد ترك بصمات وانطباعات جميلة، وكان لا يتوانى عن التجاوب، وتقديم الخدمات لكل من يلجأ إليه. إضافة إلى ذلك، كان له حضور فعال وملموس في كافة المناسبات، وله مكانة اجتماعية مرموقة، وأياد بيضاء في حل كثير من الأمور في مختلف القضايا

وبعد انتهاء الخدمة العسكرية عدت إلى مدينتي، وتابعت تحصيلي العلمي، حيث انتسبت إلى كلية الحقوق بجامعة "بيروت العربية"».

في اجتماع العشائر العربية

ويتابع عن المسؤوليات التي تولاها: «عام 1981، شهد توليتي أول مسؤولية في حياتي، حيث كلفت بمهمة مدير مؤسسة العمران، وقتئذٍ كانت المحافظة تشهد نهضة عمرانية واسعة في مختلف المجالات. كما كان هناك مشاريع كثيرة تم إقرارها من قبل الجهات المعنية، وقد تطلب هذا الوضع الحاجة إلى تأمين كميات كبيرة من مواد البناء؛ الأمر الذي أدى إلى حدوث أزمة خانقة عانت بسببها المحافظة كثيراً، لكن استطعنا من خلال التعاون تأمين كميات كبيرة من تلك المواد، ونجحنا في تجاوز هذه المعاناة. كما قمنا بتأمين حقوق المواطنين المتعلقة بالحصول على مستحقاتهم بأسلوب مريح، وفق جداول رسمية ومنظمة؛ وهو ما وفر عليهم شراء تلك المواد بالأسعار النظامية بعيداً عن احتكار التجار والتلاعب بالأسعار».

وعن ترشيحه للمكتب التنفيذي للإدارة المحلية، يقول: «كان ذلك في عام 1990، حيث تم انتخابي ضمن أعضاء المجلس، وتسلمت المكتب المسؤول عن دوائر التموين، حيث كان لهذا المكان تماس مباشر مع أحوال المواطنين، لكونه يتعلق بتأمين مستلزماتهم المعيشية، وعمدت إلى التركيز على عمل المراقبين المكلفين بمراقبة الأسعار لكافة المواد التموينية، وساهمنا من خلال تعاوننا هذا باستقرار قيمة الكثير من المواد، والالتزام ببيعها ضمن الأسعار النظامية، واتخذنا العديد من المخالفات بحق المتجاوزين. ومن خلال جولاتنا، وحضورنا للاجتماعات الرسمية مع الدوائر المعنية، واللقاءات الجماهيرية، حرصنا على تشجيع المواطنين على التعاون معنا، وإبلاغنا بكافة المخالفات والتجاوزات، التي كنا نهتم بها ونتعامل معها بجدية واهتمام، ونقوم بمعالجتها ضمن القنوات الرسمية».

وعن دوره بعد اختياره في مجلس الشعب، يقول: «كان ذلك في عام 1994 بالدور التشريعي السادس، عندما اختارني حزب "الوحدويين الاشتراكيين" ممثلاً له، وخلال وجودي في المجلس، عملت وزملائي ممثلو محافظة "الرقة" على طرح الكثير من القضايا التي كانت تهم أبناء المحافظة، ونجحنا في تحقيقها. كان أهمها طرح مشروع "الرصافة"، وأقنعنا الحكومة وقتئذٍ بأهمية وضرورة معالجته، وكانت الاستجابة سريعة. ومن الأمور الأخرى التي ساهمنا بمعالجتها موضوع تثبيت المعلمين الوكلاء، وأثمرت الجهود عن تثبيت أكثر من 300 معلم وكيل، وبذلك ساهمنا في تأمين الاستقرار الذي كانت تشكو مدارس "الرقة" عدم وجوده.

ومن المطالب الأخرى التي كانت تمس وضع أبناء المحافظة، حصلنا على موافقة الجهات المعنية بتعويض الفلاحين الذين تضررت محاصيلهم نتيجة الأمطار والسيول، كما ساهمنا في أيصال الكهرباء والمياه والهاتف إلى قرى كثيرة في ريف المحافظة التي كانت تشكو غياب تلك الخدمات».

وعن نشاطه في المجال الرياضي، يقول: «انتسبت إلى نادي "النهضة" سابقاً في عام 1966، ومارست لعبة كرة السلة بإشراف المدرب "خلف الحسن"، إلى جانب عدد من نجوم اللعبة في ذلك الوقت. ثم بعد ذلك تحولت إلى كرة اليد التي بدأت تنتشر في المحافظة بوجه كبير، لكن لم أستمر باللعب مدة طويلة نتيجة التحاقي بخدمة العلم. وبعد عدة سنوات عدت إلى ميدان الرياضة من بوابة العمل الإداري، حيث كلفت رئيساً لنادي "الشباب" مع مجموعة من الإداريين لعدة سنوات، ثم بعدها ابتعدت عن العمل في المجال الرياضي لتكليفي بمهام خرى، بعضها كان خارج المحافظة، لكن مع ذلك كنت أتابع أخبار النادي الذي نشأت فيه، وتعرفت من خلاله إلى عدد كبير من الأصدقاء».

ويتابع عن علاقته مع أولاده بالقول: «كنت دائماً أحرص على أن تكون العلاقة واضحة وصريحة، وتعتمد التشاور في معظم الأمور، وتقديم النصح، وقد تنوعت اهتماماتهم ما بين الرياضة، ومتابعة تحصيلهم العلمي، ففي الرياضة اختاروا ممارسة رياضة الآباء والأجداد، وقد تفوقوا فيها، وحققوا من خلالها حضوراً فعالاً ومراكز متقدمة في بطولات "الرقة" والجمهورية. وفي السياسة اختاروا الأحزاب التي تتناسب مع أفكارهم وتلبي طموحاتهم. كما كنت دائماً أحثهم على الالتزام بالأخلاق واحترام الآخرين».

وبدوره يقول "عبد طه الحمزة" عضو المكتب التنفيذي للإدارة المحلية في "لرقة" عن معرفته بـ"إبراهيم العجيل": «كان من المميزين في عمله ضمن الأماكن التي عمل فيها، وقد ترك بصمات وانطباعات جميلة، وكان لا يتوانى عن التجاوب، وتقديم الخدمات لكل من يلجأ إليه. إضافة إلى ذلك، كان له حضور فعال وملموس في كافة المناسبات، وله مكانة اجتماعية مرموقة، وأياد بيضاء في حل كثير من الأمور في مختلف القضايا».