شهدت كنيسة "سيدة البشارة" في مدينة "الرقة" احتفالات الطوائف المسيحية بعيد الميلاد المجيد، والتي اقتصرت على إقامة القداديس الإلهية، وتقديم ترانيم العيد الشبحية التي تصدح وتبشر العالم بميلاد ملك السلام، "السيد المسيح" عليه السلام.

وترأس القداس الإلهي والصلوات التي أقيمت على نية الخير والسلام أن يعم ربوع الوطن قاطبة النائب الأسقفي وراعي كنائس "الفرات" الأرشمندريت "نعمان روِّيق"، وساد جو الصلاة الكآبة والحزن على ما ألّم بالوطن من أحداث مفجعة، وما جرى في الأمس القريب من تفجيرات بغيضة هزّت مشاعر الإنسانية من خلال العمل العدواني الآثم الذي قدّمت سورية نخبة من أبنائها شهداء في هذه الجريمة النكراء فداً للوطن.

إن "المسيح" بعد ولادته تغيرت العقلية البشرية، فأعيدت إلى الإنسان كرامته، لقد أصبح الإنسان في المركز الذي أراده له الله، ملكاً على الخليقة كلها، وأخذت القيم أبعاداً جديدة، وتم القضاء على الفوارق الاجتماعية، وخلصه من العبودية، لتسود المحبة والسلام في العالم، لذلك من هنا نرفع الصلاة والدعاء إلى الله أن يعيد لسورية أمنها واستقرارها، ونتمنى منه عز وجل أن نعيّد في العام القادم، عيداً مليئاً بالحب، وننعم بالسلام والمحبة الأبدية

كما تخلل الصلوات الدعاء بالفرح القادم مع ميلاد السيد المسيح، الطفل المولود ليزيح عن سورية هذه الفجيعة والغيمة السوداء بميلاده، ويريح نفوس الشهداء الأبرار في مساكن الصديقين ويعزي قلوب أبناء سورية الحبيبة بهذا المصاب الجلل.

بابانويل ضيف الميلاد في الرقة

وقال الأب "روّيق": «إن الأحداث الأخيرة التي تعصف بوطننا الحبيب سورية أكدت على أهمية وحدة الدم السوري في تلاحمه الأبدي أمام الأزمات والشدائد، وها نحن في هذا اليوم المبارك، العيد الذي يجسد المعاني السامية والروحية لميلاد السيد المسيح، والذي يتجدد مع عطاءات الشهداء في بذل أرواحهم الطاهرة نصرة للخير والسلام، وعودة الأمن لبلدنا الغالي.

إن طبيعة يسوع الإلهية الذي جسد بولادته بدء التاريخ، وأصبح ميلاده نقطة تحول هامة في تاريخ البشرية، وجسد يسوع وجوده بالنور، بعد أن كان الظلام يغلّف العالم، حاملاً الأمل والسلام على الأرض والنية الطبية تجاه الناس كافة، والنور الحقيقي الذي يرشد الكائنات نحو الصواب والصلاح».

من حضور القداس

وأضاف "روِّيق": «إن "المسيح" بعد ولادته تغيرت العقلية البشرية، فأعيدت إلى الإنسان كرامته، لقد أصبح الإنسان في المركز الذي أراده له الله، ملكاً على الخليقة كلها، وأخذت القيم أبعاداً جديدة، وتم القضاء على الفوارق الاجتماعية، وخلصه من العبودية، لتسود المحبة والسلام في العالم، لذلك من هنا نرفع الصلاة والدعاء إلى الله أن يعيد لسورية أمنها واستقرارها، ونتمنى منه عز وجل أن نعيّد في العام القادم، عيداً مليئاً بالحب، وننعم بالسلام والمحبة الأبدية».

وحول أجواء العيد في هذه الأيام، قال "روِّيق": «اقتصرت احتفالاتنا بعيد الميلاد على الصلوات والقداديس لرف البلاء عن سورية، وموقفنا التضامني هذا مع أطياف الشعب السوري كافة، وندين الأعمال الإرهابية والإجرامية التي تستهدف الشعب السوري، ولا تفرق بين مسلم أو مسيحي، بل تريد النيل من نسيج السوري المتجانس عبر السنين، والعيش المشترك بين فئاته المتعددة، لكل هذا نرفع أكفنا بالدعاء وتلهج ألسنتنا بالرجاء والتوسل لله القدير أن يزيل كربتنا وأن يوحد صفوفنا خلف قيادتنا الحكيمة، ويجعلنا يداً واحدة نصرة لمسيرة الإصلاح الشامل لكي نستطيع بناء سورية، الحرة والعزيزة».

من طقوس الميلاد في كنيسة سيدة البشارة

وبعد القداس الإلهي قدم نخبة من أبناء الرعية الأطفال بعض التراتيل الحية على أنغام هادئة إعادة للمحتفلين دفء العيد وفرحته بميلاد الطفل المجيد، "السيد المسيح" عليه السلام.