ثبت أمام قِرنه، وحَلِسَ بالشيء،: أولع به، وأحلست السماء: حَلَسَتْ: أمطرت مطراً خفيفاً دائماً، وحلست الأرض: استوى نباتها وغطَّاها، وحَالَسَه: لازمه، ويقال يجالسه ويحالسه، وتَحَلَّسَ له: حام به، واستحلس الليل بالظلام: اشتد سواده.

وحول عشيرة "الحليسات"، تحدث لموقع eRaqqa النائب السابق في مجلس الشعب، وشيخ عشيرة "الحليسات"، السيد "شعبان الحمود"، قائلاً: «كلمة "حليسات"، جاءت من الرجل المحلس، أي بمعنى الكامن، الذي نصب كميناً هو وقومه، بغية مباغتة من يريدون مهاجمته، وقد سُمي أجدادنا "المعامرة" و"الجدادسة" بـ"الحليسات"، إثر نزاع قبلي بين عشيرتي "العفادلة" و"الولدة"، وكان "الحليسات" أحلافاً لعشيرة "العفادلة".

بالنسبة للديّة فهي محصورة بالفخذ من العشيرة، فكل فخذ من العشيرة يؤدي الدية عن فخذه، وبالنسبة للزواج، فالمهور بين أفراد العشيرة تبلغ /300/ ألف ليرة سورية، ويتم تجهيز العروس بهذا المبلغ، وهو ينطبق على الزواج مع أفراد القبائل الأخرى، أما الدية فللقتل غير القصد تبلغ /500/ ألف ليرة سورية، أما للقتل العمد فتصل إلى مليون وخمسمائة ألف ليرة سورية، مع إجلاء القاتل وأهله من جهة الأصل بعد قيام الصلح، وهو ما نصت عليه وثيقة قانون العشائر، الذي تم وضعه مؤخراً من قبل الشيخ "شلاش المجحم البشير الهويدي" شيخ عشائر العفادلة، وعضوية "شعبان الأحمد الحمود"، والمحامي "خالد نظام"

أول تواجد لعشيرتنا في "الرقة"، كان عام /1712/م عندما وفد جدنا "إسماعيل المحمد العيادة" وأولاده إليها قادماً من منطقة تدعى "المنايف"، وتقع جنوب "الحسكة"، إثر خلاف نشب مع أقاربه، وكان جدنا "إسماعيل" يلقب بـ"تركي"، نظراً لنباهته، وحدّة ذكائه، وسرعة بديهته، وقيل شعراً في ذلك:

مراسل الرقة مع شعبان الأحمد الحمود والباحث محمد العزو

يا تركي ما تقيظ بالمنايـف/ ولو الخابور عالبلدان نايف

انحر السمجي إن كنت خايف/ وتنام بظل جابـر للضحى

شيخ الحليسات شعبان الأحمد الحمود

و"السمجي"، هو الشيخ "محمد الذياب"، شيخ "العفادلة"، و"جابر"، هو أبو "الولدة" و"العفادلة" و"السبخة" و"الجبور"، وبالفعل سكن جدنا وأولاده إلى جوار "العفادلة" في قريتهم الحالية المتاخمة لمدينة "الرقة"، وتسمى قرية "الحليسات"، والتي تدعى مع قرية "المشلب" حالياً بحي "المأمون"، بعد أن امتد عمران المدينة وتوسعها إلى هناك، وقد تعرف على أحد أبناء عمومته، وهو "الشيخ فردون"، جد "الجدادسة"، الذي كان يعمل قيّماً على مقام التابعي "أويس القرني"، وحدث بين العائلتين اندماج من حيث المصاهرة، والعيش المشترك بينهما، وأثناء وقعة "الولدة" و"العفادلة" الشهيرة، أُطلق على "عيال الشيخ" بـ"الحليسات"، كما تعاقب على إدارة وحماية مقام التابعي "أويس القرني"، أشخاص من العشيرة، يقال عن الواحد منهم "قيَّم"، وتلفظ القاف جيماً فارسية، وهم على التوالي الشيخ "جمعة الصالح"، ومن بعده الشيخ "حسين الشنان"، وأخيراً "خميس الشنان" إلى حين ترميم المقام على شكله الحالي، وكانت تودع في المقام ودائع المسافرين، ولا يمسها أحد بسوء».

وحول نسب عشيرة "الحليسات"، يتحدث الباحث "محمد عبد الحميد الحمد"، قائلاً: «"الحليسات" اليوم في محافظة "الرقة"، عشيرة كبيرة، والوجاهة فيها لعائلة المرحوم المختار "أحمد الحمود المهنا"، وهو من أحفاد "إسماعيل محمد العيادة بن معروف بن غنيم بن يوسف بن شبيب" إلى أن يصل إلى "عامر بن بشر"، وقد عُرف عن هذا الرجل ورعه وتقواه، كما عُرف عنه كرمه، حيث كان يحتفل في مناسبات الأعياد الدينية، ويقدم الزاد في صبيحة هذه الأيام، ويشارك الناس الأفراح، ونُقل عن الأشخاص الذين عاشوا معه، أنه كان يراجع السلطات الحكومية المختصة لحل قضايا الناس، وخاصة ما يتعلق منها بالقضايا الزراعية والري وتربية الأغنام، ومواضيع مصادرة الدولة للحبوب، وما عُرف عن ذلك "أيام الميرة"، حيث تُسلب أموال الناس ومحاصيلهم بأبخس الأثمان، بعيداً عن منطق الحق والعدل، ويقوم هذا الرجل باسترجاعها، وتروى عنه حادثة في دار الحكومة "السرايا" في عام /1941/م، فيما يُعرف بحادثة الرابع من تموز "سنة الفلتة"، أنه ساعد في إخماد الحريق الذي نشب في السريا، وحاول الحفاظ على سجلات الدولة».

مضافة الحليسات الجديدة

وحول أفخاذ "المعامرة" من "الحليسات"، يقول "الحمود": «يتألف "معامرة الحليسات" من سبعة أفخاذ هي: فخذ "العلي الحسين"، ويقطنون في مدينة "الرقة"، وسقي "البليخ"، وفخذ "الهلال"، ويقطنون قرى "البليخ"، وفخذ "العجرج"، ويعيشون في مدينة "الرقة"، وقرى "البليخ"، ومزارع مشروع "بئر الهشم"، وفخذ "السبتي"، ويقطنون في قرية "الحليسات"، وقرية "السلحبية"، فخذ "المحمد"، ويقطنون في قرية "الحليسات"، ومدينة "الرقة"، وفخذ "الخيال"، ويعيشون في منطقة "الكرامة"، وأخيراً فخذ "الدندل"، ويعيشون في ناحية "الجرنية".

عشيرة "الحليسات"، شأنها شأن بقية العشائر، يعيش في حماها بعض الأسر، ويدعون بأنهم من "الحسينية"، أي من "آل البيت"، والرابط الذي يجمعنا معهم الولاء وليس قرابة الدم.

وحول مشيخة العشيرة، يقول الباحث "محمد العزو": «مشيخة عشيرة "الحليسات" في فخذ "المحمد"، وهو أكبر أفخاذ العشيرة، ومن الشيوخ الذين تعاقبوا على رئاسة العشيرة، الشيخ "حمود الخلف المهنا"، ثم ابنه "أحمد حمود الخلف المهنا"، توفي عام /1956/م، والمشيخة بقيت إلى حينه في بيت "أحمد الحمود"، وشيخ العشيرة حالياً، هو "شعبان الأحمد الحمود"، الذي انتخب نائباً في مجلس الشعب لدورتين /1994/م، و/2002/م، وكان عضواً في المكتب التنفيذي لمجلس محافظة "الرقة"، لقطاع البلديات منذ عام /1990 ـ 1994/م، وقد أشتهر الرجل بحبه في مساعدة الناس، وقضاء حاجاتهم، خاصة عندما تبوأ منصبه في مجلس الشعب، إضافة لدأبه في معالجة قضايا أبناء "الرقة"، وسعيه في الحصول على مكاسب حيوية للمحافظة».

وحول الشخصيات الهامة من عشيرة "الحليسات"، يتابع "العزو" قائلاً: «برز من عشيرة "الحليسات" شخصيات مهمة ومؤثرة في حياة "الرقة"، وتميز معظمهم في مجالات الثقافة والفنون، كما عُرف عنهم ميلهم إلى التجارة والاقتصاد، وهناك شخصيات كان لها تأثير في مسيرة الأحداث التاريخية لمدينة "الرقة"، وعُرفوا بالشجاعة والفروسية والمواقف البطولية، ورجاحة العقل، وتوقد الذاكرة، والحنكة والذكاء، إضافة إلى الكرم، ومنهم: "خلف الشيخ المطر"، وهو أحد فرسان وقعة "الذيبات"، التي حصلت بين عشيرتي "العفادلة"، و"جيس"، و"حسن الساير الحمام"، و"خلف الحسن الحمدي"، و"محمد الواصل الشويط"، و"حداد الكرداوي، و"جاسم الكدرو"، و"علي المطر"، و"محمد الجربوع"، و"رجب المرعي"، و"عبيد الحمد"، و"أحمد الشيخ العكاوي"، و"رجب العبد الخلف المهنا"، و"محمد الجمعة الصالح"، و"حميدي الشمسة"، و"خليل المطر الشيخان"، و"علي الشيخ الكرداوي"، و"حمد الدوار"، ولعلّ "حسين العليان" من شخصيات العشيرة اللافتة للنظر جداً فقد أقدم معلم الصبية هذا لخطبة ابنة السلطان "عبد الحميد الثاني"، في رسالة بعثها للباب العالي، تميّزت بالجرأة والجسارة، ورُد طلبه بالنفي إلى بلاد اليمن.

في العصر الحديث، تميز أفراد العشيرة بالإقبال نحو العلم والتعلم، والآن بإمكاننا إحصاء أكثر من /135/ شخصاً من أفرادها من حملة الشهادات الجامعية، ومن أبرزهم "خالد الأحمد العكاوي"، نقيب محامي "الرقة" لدورتين، ويرأس حالياً مجلس إدارة جمعية البر للخدمات الاجتماعية، والدكتور "عبد الله العبو"، والمهندس "حسن السليمان"، مدير زراعة "الرقة"، والدكتور "محمد سعيد العبو"، مدير فرع المصرف المركزي، ويحمل دكتوراه في الاقتصاد، والمرحوم "حمود الحمود"، مدير المصرف التجاري سابقاً، والمهندس "علي الحداد"، والعقيد الطيار "مهيار المرعي"، والتربوي "عايش الأحمد"، و"خليل العثمان الحمود"، و"عبد الله العثمان الحمود"، و"علي العلكان".

ومن الشخصيات الأدبية والفنية الأديبة "فوزية المرعي"، صاحبة المنتدى الأدبي المشهور، والشاعر "خير الدين مرعي"، والفنان التشكيلي "سالم العكاوي"، والفنان المسرحي "نجم عليان"، والفنان "حسين الحسن"، وهو أشهر مطربي "الرقة" الشعبيين، وأولاده "يوسف الحسن" و"خولة الحسن"».

وحول مضافة العشيرة، يقول "شعبان الأحمد الحمود": «يعود تاريخ تأسيس مضافة "الحليسات" إلى بداية القرن التاسع عشر الميلادي، وظلّت عامرة، ومازالت إلى حينه، بعد ترميمها عدّة مرّات، آخرها في عام /1985/م، ووجدت المضافة لطرح مشاكل أفراد العشيرة والعمل على حلّها، من مشاجرات ونزاعات وخلافات حول تقسيم الأراضي، والملكيات، بين أفراد العشيرة، ومع أفراد العشائر الأخرى، واستقبال الضيوف من المحافظة وخارجها، ويقدم لهم المبيت والمأكل والمشرب.

المضافة مقر اجتماع لأصحاب الرأي السديد، وتبادل الآراء ووجهات النظر التي تهم شؤون العشيرة وأفرادها.

كما يجري في المضافة جمع تبرعات للفقراء، وإغاثة المعسرين، وأصحاب المرض، وجمع التبرعات لبناء المساجد، حيث بنَت العشيرة عدّة مساجد، وإغاثة إخوتنا في لبنان، وفلسطين والعراق والسودان، واستضافة المهرجانات، مثل مهرجانات الطلائع والسياحة والثقافة، والندوة الدولية لتاريخ "الرقة"، كما نستقبل في المضافة شيوخ القبائل والعشائر».

وحول بعض العادات والتقاليد، يتابع "الحمود" قائلاً: «بالنسبة للديّة فهي محصورة بالفخذ من العشيرة، فكل فخذ من العشيرة يؤدي الدية عن فخذه، وبالنسبة للزواج، فالمهور بين أفراد العشيرة تبلغ /300/ ألف ليرة سورية، ويتم تجهيز العروس بهذا المبلغ، وهو ينطبق على الزواج مع أفراد القبائل الأخرى، أما الدية فللقتل غير القصد تبلغ /500/ ألف ليرة سورية، أما للقتل العمد فتصل إلى مليون وخمسمائة ألف ليرة سورية، مع إجلاء القاتل وأهله من جهة الأصل بعد قيام الصلح، وهو ما نصت عليه وثيقة قانون العشائر، الذي تم وضعه مؤخراً من قبل الشيخ "شلاش المجحم البشير الهويدي" شيخ عشائر العفادلة، وعضوية "شعبان الأحمد الحمود"، والمحامي "خالد نظام"».