تجربة جديدة يقوم بها المزارعون في محافظة "القنيطرة" لتبيان مدى نجاح زراعة محصول "الثوم" على أرض المحافظة، وذلك لتوفر كافة الظروف الملائمة لزراعته، وأبرزها توافر المياه والمناخ والتربة اللازمة.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 11 نيسان 2018، المزارع "محمد الأمير" الذي يعدّ أول من قام بزراعة الثوم في المحافظة، فتحدث عن تجربته بالقول: «جاءت فكرة زراعة "الثوم" لاعتباره من المحاصيل الزراعية المهمة التي توفر دخلاً مادياً مناسباً للمزارعين خلال موسم تسويق المحصول، كما أن زراعته تساهم في تشغيل اليد العاملة، وخاصة السيدات من خلال تأمين العمل لهن في مختلف مراحل الزراعة، كإزالة الأعشاب، وقلع المحصول وتفريده على تربة جافة مشمسة إلى أن يجف جيداً، ثم يجدل بحزم للتسويق. ونظراً لتوفر العوامل المساعدة لزراعته، والمرتبطة بتوافر المياه والظروف المناخية المناسبة والتربة الغنية والجيدة.

إن المحاصيل الزراعية الجديدة ستساهم في زيادة المساحات الزراعية المستثمرة، وتوفير فرص عمل لأبناء المحافظة، وتحسين المردود المادي لبعض الأسر التي تعتمد على الزراعة كمصدر رئيس لدخلها المادي

بدأت زراعته مع بداية فصل الخريف، أواخر شهر أيلول العام الماضي؛ لكون "الثوم" ينمو جيداً في المناخ عالي الحرارة نسبياً، واعتمدت بتجربتي على غرس بذاره في عمق 5سم بمسافة 15سم بينها على خطوط مستقيمة، وقسمت المساحة المزروعة البالغة 15 دونماً في قرية "الكوم" إلى مساكب لسهولة الري وتهيئة التربة وإزالة الأعشاب الضارة، إضافة إلى تقليب وتهوية التربة جيداً».

جانب من حقول الثوم في قرية "الكوم"

وأضاف: «تجربتي كانت بزراعة نوعين من محصول الثوم؛ الأول "البلدي" الذي يتميز بأوراق رفيعة ورأس صغير، وحتى (فصوصه) تكون صغيرة الحجم وعددها كثير، يصل إلى 60 حبة في رأس الثوم الواحد، حيث ينضج في مدة مبكرة، ويتحمل التخزين لأوقات طويلة. والنوع الثاني "الصيني" الذي يتميز بالرأس الكبير، وعدد الحبات القليل، والغلاف الخارجي يكون لونه أبيض، وهو متأخر في النضج على عكس البلدي الذي يتحمل التخزين».

المزارع "أحمد حجازي" تحدث عن الفوائد التي يجنيها من زراعة الثوم بالقول: «يعد من المحاصيل المهمة غذائياً وطبياً، وتتركز أهميته في التسويق المحلي بغرض الاستهلاك الطازج والمؤونة في المنازل من موسم إلى آخر، ولكونه يدخل في العديد من الصناعات الغذائية، حيث أصبحت زراعته حاجة ملحة لسد الحاجة والطلب عليه. كما أن زراعته توفر كثيراً على المزارعين وذات مردود جيد، لكنها تحتاج إلى متابعة واهتمام مستمر، وهي تجربة ناجحة جداً في "القنيطرة"، ونقوم حالياً بالتحضير لحصاد وقلع المحصول وتسويقه في السوق المحلي. ويفضل حصاده بعد تاريخ 6 أيار لضمان مدة تخزين أطول».

المزارع "أحمد حجازي"

المهندس "شامان محمد الجمعة" مدير زراعة "القنيطرة"، قال: «محصول الثوم سهل الزراعة، ويمكن أن ينمو طوال العام في المناخ المعتدل، يزرع في أواخر فصل الصيف، ويحصد في نهاية الربيع. يجب أن تزرع الفصوص بعمق كافٍ، حيث يعدّ الثوم قوياً جداً، ويمكن أن يصاب ببعض الآفات والأمراض.

أنواعه كثيرة، حيث تم الاعتماد على زراعة نوعين من الثوم "البلدي" و"الصيني" كتجربة أولية، وتتابع مديرية الزراعة والإصلاح الزراعي زراعته عن طريق الفنيين الزراعيين في الوحدات الإرشادية، وتقديم المشورة الفنية من رش المبيدات وتقديم الأسمدة والري لهذا المحصول، وبعد التجربة تبين أن المناخ وطبيعة الأرض مناسبة لزراعته».

المهندس "شامان محمد الجمعة"

وأضاف: «إن المحاصيل الزراعية الجديدة ستساهم في زيادة المساحات الزراعية المستثمرة، وتوفير فرص عمل لأبناء المحافظة، وتحسين المردود المادي لبعض الأسر التي تعتمد على الزراعة كمصدر رئيس لدخلها المادي».

من الجدير ذكره، أن زراعة "الثوم" تتوزع على أرض محافظة "القنيطرة" في قرية "الكوم"، ومزارعها بمساحة 25 دونماً في "الكوم الأوسط" و"كوم محيرس" و"السنديانة".