بدأ "أحمد بخيت محمد" رحلته مع الكاراتيه، حتى كبر وكبرت معه أحلامه وأمنياته، ليجد نفسه بعد أعوام لاعباً دولياً يخوض البطولات ويحكمها ليحقق الإنجازات. وغدت هذه الرياضة النبيلة تمثّل الاحترام والرفعة بالنسبة إليه.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 6 أيلول 2018، التقت اللاعب "أحمد بخيت محمد" ليتحدث عن بداياته مع اللعبة بالقول: «في صغري وبعمر السادسة كنت أذهب مع والدي إلى نادي "الكرامة" الرياضي الذي كان يتدرب فيه على رياضة الكاراتيه في عام 1982، وكنت أقلّد اللاعبين وهم يتدربون، فأحببت حركاتهم الممتعة.

إن رياضة الكاراتيه ليست رياضة للشجار، ولا للضرب المميت، فهي تتمحور في ثلاث حالات خاصة بها؛ الأولى تعلمك الاحترام، والثانية أيضاً تعلمك الاحترام، أما الثالثة فتعلمك كيف تتعلم الأولى والثانية، فالكاراتيه لتهذيب النفوس التي بدأنا نفتقدها في صالات التدريب في هذا الزمن، فمعنى كلمة كاراتيه في اللغة اليابانية اليد الخالية، ومنشأ هذه الرياضة جزيرة "أوكيناوا" اليابانية

ومن أهم أسباب اختياري لهذه الرياضة أن أكون قوي البنية، لكوني كنت ذلك الوقت نحيف الجسم، وقد شجعني المدرّب "محمد أحمد محمد بخيت" عندما كان يزورنا في المنزل لأنه شقيق والدتي لأذهب معه إلى النادي الذي يدرب فيه، وكان يقول لي إن ممارسة الكاراتيه تجعلك بطلاً وتنمي مهاراتك الذهنية والفكرية، وتعطيك القوة الجسدية، وتجعلك تشعر بالثقة بنفسك أكثر؛ وهذا ما كنت أبحث عنه.

"أحمد بخيت محمد"

كانت بداياتي في نادي "الجليل" الرياضي في منطقة "مخيم جرمانا" عام 1987 على يد المدرّب القدير الراحل "محمد أحمد محمد بخيت"، الذي أبدع في تدريبنا وزملائي، ولم يبخل علينا بأي معلومة رياضية، وأمضيت فيه حتى عام 1989، ثم انتقلت إلى التدريب في نادي "الجولان" الرياضي في "مخيم الوافدين" عام 1990 بإشراف المدرّب "بخيت" نفسه، وبقيت فيه حتى عام 2004.

وأذكر أنه في أحد أيام التدريب وتحديداً في عام 1992 تعرضت لحادثة شجار مع شبان، وأخذت أضرب بحركات الكاراتيه التي تعلمتها لأدافع بها عن نفسي، فآذيت معظمهم، لكن في داخلي كنت أقول لماذا فعلت هذا؟ وبعد الشجار ذهبت إليهم لأعتذر على تصرفي، لكنهم رفضوا الاعتذار وقالوا لي: أنت تلعب الكاراتيه. قلت: نعم. فقالوا لن نقبل اعتذارك حتى تأخذنا إلى المكان الذي تتدرب فيه؛ وهذا ما فعلته فأصبحنا أصدقاء حقيقيين، وهذا الموقف لن أنساه».

أثناء تحكيم إحدى البطولات

وعن البطولات التي شارك فيها أضاف: «أول بطولة شاركت فيها كانت على مستوى الجمهورية عام 1987 في محافظة "حلب"، وحصلت على المركز الثالث في القتال الفردي وزن 50 كيلو غراماً، والمركز الثاني في الكاتا الجماعي، كما كانت مشاركاتي في البطولات محلية، ولكوني بطل محافظة "القنيطرة" لجميع الفئات العمرية؛ كنت أشارك دائماً في بطولات الجمهورية، وكنت أحقق الفوز وأتوج دائماً في المراكز الثلاثة الأولى. وفي آخر مشاركة لي كانت في منتخب "القنيطرة" للكاتا الجماعي لفئة الرجال، وكانت نتائج الفريق لمدة 8 سنوات أبطال "سورية" في الكاتا الجماعي الذي يشرف على تدريبه المدرّبان "محمد أحمد محمد"، و"بشار عباسي"، ولهما الفضل الكبير في صناعة الأبطال في محافظة "القنيطرة".

كما شاركت في جميع الدورات التي كان يقيمها اتحاد اللعبة من تدريب وتحكيم، ففي التدريب أحمل الدرجة D، وفي التحكيم الذي أعطيه الحيز الأكبر من نشاطاتي، اتبعت الدورة التي أقامها اتحاد الكاراتيه في مدينة "الأسد" في محافظة "اللاذقية" عام 2017 في مجال تحكيم الكاتا والقتال، ونجحت في الدرجتين، وحصلت على أعلى علامة في الكاتا والقتال، وكنت الأول على الدورة؛ ففي الكاتا حصلت على درجة JA، وهي أعلى درجة فيها. وفي القتال حصلت على درجة RA أيضاً، وهي أعلى علامة فيه.

أثناء التكريم

واتباع الدورات التي يقيمها اتحاد الكاراتيه من تدريب وتحكيم ليتمكن الدارس من تثقيف نفسه وتطويرها على مستوى عالٍ؛ لأن القائمين على هذه الدورات أعدوا مناهج رائعة لزيادة الخبرة التدريبية والتحكيمية وإعطاء الدارس المعلومة الصحيحة التي تصنع من خلالها الحكم والمدرّب الناجح».

وتابع حديثه بالقول: «إن رياضة الكاراتيه ليست رياضة للشجار، ولا للضرب المميت، فهي تتمحور في ثلاث حالات خاصة بها؛ الأولى تعلمك الاحترام، والثانية أيضاً تعلمك الاحترام، أما الثالثة فتعلمك كيف تتعلم الأولى والثانية، فالكاراتيه لتهذيب النفوس التي بدأنا نفتقدها في صالات التدريب في هذا الزمن، فمعنى كلمة كاراتيه في اللغة اليابانية اليد الخالية، ومنشأ هذه الرياضة جزيرة "أوكيناوا" اليابانية».

وحول واقع رياضة الكاراتيه في المحافظة، يضيف: «إن هذه الرياضة استطاعت المحافظة على مستواها المعهود، فكان لنا مشاركة على مستوى الجمهورية، ولم تتغيب المحافظة عن أي بطولة أقامها اتحاد اللعبة، وكانت نتائجها دائماً ممتازة، وفي الأولمبياد السوري حصدنا أربع ميداليات على الرغم من مشاركتنا المحدودة المقتصرة على أربعة لاعبين فقط، وفي بطولة الجمهورية لفئة الشباب ذكور وإناث كان وجود لاعبي "القنيطرة" في الصفوف الأولى، وحصلنا على المركز الثاني في الترتيب العام، فهي لعبة محبوبة هنا، ولا يوجد منزل إلا وفيه لاعب كاراتيه».

"ماجدة الصفدي" عضو اللجنة التنفيذية للاتحاد الرياضي بـ"القنيطرة"، قالت: «المدرّب "أحمد بخيت محمد" رياضي نشيط ذو أخلاق عالية، مهذب، متعاون متفانٍ بعمله، وله بصمة في رياضة الكاراتيه كلاعب ومدرّب وإداري، وهو بطل "القنيطرة" والجمهورية لعدة أعوام، وتأسس على يد المدرّب القدير "محمد أحمد محمد بخيت"، حيث سعى جاهداً لعودة رياضة الكاراتيه في المحافظة إلى ألقها بعد جمود أكثر من عشرة أعوام، وبمتابعة منه استطاع منتخب "القنيطرة" فئة الشباب (إناث وذكور) الحصول على المركز الثاني ببطولة الجمهورية عام 2015، وهو يعمل بجدّ وإخلاص لرفع مستوى الأداء للاعبين والوصول إلى منصات التتويج».

الجدير ذكره، أن البطل "أحمد بخيت محمد" من مواليد قرية "مسعدة" عام 1976 حاصل على الحزام الأسود 6 دان، رئيس اللجنة الفنية للكاراتيه في محافظة "القنيطرة" حتى الآن، عضو اللجنة الرئيسة العليا للحكام في الاتحاد العربي السوري للكاراتيه، فاحص ومحاضر في دورات التحكيم التي يقيمها اتحاد الكاراتيه.