تجاوز مفهوم الرياضة من هواية إلى سلوك صحيّ طريق مشت عليه اللاعبة "ماجدة الصفدي"، فتميّزت عن مثيلاتها من بطلات "القنيطرة" بإثبات قوتها ومقدراتها البدنية والقيادية.

وفي حديثها لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 10 تشرين الثاني 2017، عن بداياتها مع الرياضة، قالت: «منذ الصغر كنت محبّة للرياضة، وكبرت ونما لديّ هذا السلوك الصحيّ الذي اعتدته وما زلت، على الرغم من المعاناة التي مررت بها، فقد تمكنت من اجتيازها، ففي ذلك الوقت كان الاهتمام بألعاب الرياضة على مستوى محافظتي قليلاً، ولا سيما للفتيات؛ إذ كان الأهل لا يتقبلون فكرة ذهابي إلى التدريب لعدم وجود فتيات يتدربن معي، ومع ذلك صممت أن أتابع طموحي وطريقي الذي اخترته، حيث بدأت الاهتمام بالرياضة في المرحلتين الابتدائية والإعدادية؛ إذ بدأت المشاركة بمسابقات الجري على مستوى مدارس "دمشق" حيث كنت أقطن فيها. في المرحلة الثانوية بدأت ممارسة الرياضة بانتظام؛ وهذا مكنني من المشاركة في بطولة الشبيبة المدرسيّة على مستوى القطر في رمي الكرة الحديدية التي أقيمت عام 1985، وأحرزت فيها المركز الثالث على مستوى الجمهورية، ثم انتقلت إلى اللعب في صفوف نادي "ميسلون" الدمشقيّ في الدوري المصنف درجة ثانية بكرة اليد بإشراف المدرّب "محمد أسامة العائدي"، الذي حاول جاهداً أن يصنع مني لاعبة كرة يد متميّزة على مستوى القطر، وبعد ذلك تم اختياري للعب في منتخب "دمشق" لكرة اليد، ثم تم نقلي إلى نادي "الشرطة" المركزي في "دمشق"، والمصنف درجة أولى بكرة اليد للسيدات، وبقيت فيه عدة سنوات تحت إشراف المدرّب "مأمون بيرقدار"».

تسلّمت عدة مهام خلال رحلتي الرياضية، أولها عضو في إدارة نادي "الصمود" الرياضي، وإدارة نادي "الشبيبة" في "القنيطرة" عام 1999، وفي عام 2000 عضو اللجنة الفنية لألعاب القوى ومدربة كرة اليد في نادي "الشبيبة"، ثم أمينة سر مكتب المراكز التدريبية واللجان الفنية الفرعية في "القنيطرة" منذ عام 1996 وحتى 2009، وأخيراً عضو اللجنة التنفيذية للاتحاد الرياضي في "القنيطرة" عام 2012، وما زلت حتى الآن

وتابعت الحديث عن مسيرتها الرياضية بالقول: «في عام 1995، بدأت التدريب اليومي على رمي القرص والكرة الحديدية في ملعب "تشرين" بـ"دمشق" بإشراف المدرّب "حافظ الحسين"، الذي كان يشرف على ألعاب القوى آنذاك، وفي العام نفسه شاركت بدورة "التحرير" الدولية لرمي الكرة الحديدية والقرص التي أُقيمت في "دمشق"، ونلت المركز الثاني لمصلحة "دمشق"، بعد ذلك انتقلت لممارسة هوايتي الرياضية في محافظة "القنيطرة"، ومثلتها في نادي "الجولان" الرياضي كأفضل لاعبة في رمي الكرة الحديدية، وكذلك القرص؛ إذ شاركت باسم "القنيطرة" في بطولة الجمهورية بألعاب القوى عام 1995 لأول مرة، ثم تابعت ما بين عامي 1996-2000، وأحرزت المركز الأول لمصلحة "القنيطرة" في تلك السنوات، كما نلت المركز الأول في بطولة الأندية للكرة الحديدية ورمي القرص، التي أُقيمت في "اللاذقية" عام 1995، وكنت أجد نفسي في كرة اليد؛ إذ كان التدريب فيها طموحي، كما كنت أتمنى المشاركة في البطولات الخارجية، لكن ظروفي الاجتماعية حالت دون ذلك، وخاصة عدم قناعة الأهل في ذلك الوقت».

اللاعبة "ماجدة" أثناء التدريب

وعن المهام التي تسلّمتها، أضافت: «تسلّمت عدة مهام خلال رحلتي الرياضية، أولها عضو في إدارة نادي "الصمود" الرياضي، وإدارة نادي "الشبيبة" في "القنيطرة" عام 1999، وفي عام 2000 عضو اللجنة الفنية لألعاب القوى ومدربة كرة اليد في نادي "الشبيبة"، ثم أمينة سر مكتب المراكز التدريبية واللجان الفنية الفرعية في "القنيطرة" منذ عام 1996 وحتى 2009، وأخيراً عضو اللجنة التنفيذية للاتحاد الرياضي في "القنيطرة" عام 2012، وما زلت حتى الآن».

"بشير الفاعوري" عضو اللجنة التنفيذية للاتحاد الرياضي في "القنيطرة"، قال: «تألقت اللاعبة "ماجدة الصفدي" وبرزت كأفضل لاعبة ألعاب قوى، لكن كان تميزها الأكبر في رمي الكرة الحديدية؛ إذ إنها أثبتت مقدراتها البدنية عبر تاريخ رياضي حافل بالبطولات، فقد لمع اسم "الجولان" بين الأندية محتلاً الصدارة من خلال إنجازاتها التي كانت تحققها باسمه، في وقت كانت ممارسة الرياضة الأنثوية ضعيفة، ومع ذلك كانت من الرياضيات المتميزات ليس فقط على مستوى محافظة "القنيطرة"، وإنما على مستوى القطر، وقد تدرجت في عدة مهام على الصعيد الرياضي، إلى أن قابلتها أول مرة في الاتحاد الرياضي في "القنيطرة" لنعمل معاً ضمن اللجنة التنفيذية للفرع، فمعروف عنها بمتابعتها الإدارية المستمرة للجان الفرعية التابعة لها، وحثها على تطوير الألعاب و تحقيق أفضل النتائج باسم "الجولان" على مستوى القطر وعلى المستويات الخارجية ضمن البطولات، وجميع النشاطات والمشاركات الرياضية الأخرى».

اللاعبة في نادي ميسلون لكرة اليد عام 1985

الجدير بالذكر، أن اللاعبة "ماجدة الصفدي" من مواليد قرية "حضر"، عام 1967.

تكريم اللاعبة في أحد المحافل