بدأ ممارسة رياضة "التايكواندو" باختيار عشوائي ومن دون سابق تفكير، وتابع مشواره الرياضي بعشق ووله لها في كل المراحل حتى حصوله على الحزام الأسود "2 دان"، ووضع بصمته في تكوين فريق رياضي للعبة بنادي "تل الفخار" الرياضي، وحقق تميزاً لافتاً.

"عمر خالد إبراهيم" اللاعب ومدرب رياضة "التايكواندو" تحدث لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 5 أيلول 2017 عن بداياته الرياضية، فقال: «كانت البداية عام 2005، وقتئذٍ كنت طالباً في الصف الأول الثانوي بمدرسة "السيدة زينب" للبنين، عندما ذهبت مع زملائي لزيارة بعض الأندية الرياضية بهدف اختيار رياضة لممارستها، وكانت المحطة الأخيرة لنا في مركز المستقبل الرياضي التابع لنادي "تل الفخار" الرياضي ضمن فرع "القنيطرة" للاتحاد الرياضي، فقمت باختيار رياضة التايكواندو، علماً أنني لم أكن أعرف أي معلومة عنها، فكانت شيئاً غامضاً دفعني لاختيار هذه الرياضة على الرغم من وجود رياضات أخرى، وتم التسجيل في البرنامج التدريبي لهذه الرياضة وبدأت التدريب، دخلت لا أعرف أي معلومة عن هذه الرياضة سوى أنها رياضة كورية المنشأ وتمارس في "سورية" منذ مدة قصيرة، في بداية الأمر كنت خجولاً وأفضّل العزلة، وفي أحد التمارين وبالتحديد القفز عالياً حققت صدمة ودهشة بالتغلب على الجميع، وعندها كانت البداية لدخول مراحل التحدي التي جعلت مني لاعباً جديداً يهوى المغامرة والتحدي».

عندما بدأت التدريب ضمن الفريق شجعني على الاستمرار وأعطاني الدعم الكامل، من خلال تدريبه المستمر والمعلومات الكبيرة التي يمتلكها، إضافة إلى روحه المرحة، وبعض القسوة أثناء التدريب، واليوم بعد أن أكملت ثلاث سنوات من التدريب تحت إشرافه حققت المركز الثالث في بطولة الجمهورية عام 2016

وأضاف: «إن الرياضة بوجه عام والقتالية بوجه خاص تحتاج إلى الكثير من المثابرة والمتابعة، ولروح الفريق أثر كبير في التطور، إضافة إلى المنافسة دور مهم؛ وهذا لا يتحقق إلا بوجود مدرب مهتم ويتابع أصغر التفاصيل، وهذا ما عمل به الكابتن "عبد العزيز رزق" الذي خلق مناخاً مناسباً لنجاح الفريق ككل، كان دوري عندها لا يتعدى دور اللاعب، وكنت أشارك بالتدريب، وهذا ساعدني على الاستيعاب الأكبر للثغرات والهفوات التي قد يقع فيها اللاعب».

اللاعب والمدرب "عمر خالد إبراهيم"

الإنجازات الرياضية تأتي متعاقبة ومتتالية نتيجة تحدٍّ وقدرة وانتصار على أرض الواقع، وعن هذا قال: «بعد مرور سنة من ممارستي رياضة التايكواندو في عام 2006 أخبرني المدرب عن بطولة المحافظة التي أقيمت في "نادي عمال القنيطرة" بمنطقة "الحجر الأسود"، وكانت التجربة الأولى لي للمشاركة بالبطولات، وفي عام 2008 شاركت في بطولة المحافظة لفئة الناشئين بوزن 61 كغ وحققت المركز الأول، وفي العام نفسه شاركت ببطولة تصفيات الأندية السورية التي أقيمت في مدينة الحمدانية الرياضية في محافظة "حلب"، وشاركنا خمسة لاعبين باسم نادي "تل الفخار" الرياضي، وحققنا الدرجة الأولى، وفي عام 2013 حققت المركز الأول في بطولة الجمهورية التي أقيمت في "مدينة الجلاء" الرياضية بـ"دمشق"، كما شاركت في بطولات عديدة محلية على مستوى النادي والمحافظة والفرق في العديد من المحافظات، وشاركت في ثلاث بطولات لانتقاء منتخب؛ إحداها أمام المدرب الكوري "جون"، وحصلت على شهادة الحزام الأسود "1 دان" برياضة التايكواندو أمام لجنة الاختبار، وهذا دفعني إلى الاستمرار والمتابعة للمشاركة في اختبار الترقية الدولية في عام 2016، وحصلت على الحزام الأسود "2 دان" برياضة التايكواندو».

وتابع حديثه عن تكوين فريق رياضة التايكواندو بالقول: «في عام 2015 تم تكوين فريق يمارس رياضة التايكواندو في النادي بوجود خمسين لاعباً من فئة الناشئين، وبدعم ورعاية "ماهر عوض" المدير الإداري لمؤسسة "بصمة شباب سورية"، وكانت أول مشاركة للفريق تقديم عرض رياضي أمام حشد جماهيري في مدرسة "السيدة زينب" للبنات، وخلالها تم تحقيق شهرة للفريق، ومتابعة للتطوير بالأداء واختبارات وتوزيع الأحزمة للاعبين الصغار، وبدأنا بالتدريج حتى وصلنا إلى مستوى الحزام الأزرق حالياً. كما شارك الفريق ببطولة المحافظة للناشئين والأشبال، وحقق بعض اللاعبين المراكز الأولى على مستوى محافظة "القنيطرة" والتأهل لبطولة الجمهورية، وتم تحقيق المركز الثالث على مستوى الجمهورية بوزن 23 كغ من قبل اللاعب "وسيم ياسر محمد"، كما شارك الفريق بمهرجان "بسمة وفا" وعرض قفزات رياضية أمام حشد كبير من الجمهور».

"عمر" أثناء تدريب الفريق

واختتم حديثه بالقول: «كان الفقر عاملاً مهماً في حياتي الرياضية، حيث إنني كنت أعمل وأنا طالب، وبعد الانتهاء من الواجبات المدرسية كنت أمارس الرياضة كل يوم تقريباً؛ وهذا بدوره غرس بداخلي نجاحاً تحت عنوان: (الفقر خبز النجاح)، كنت أمشي مسافات طويلة سيراً على الأقدام للوصول إلى صالة المنتخب للعب على الرغم من نظرات الكثيرين إليّ بعدم النجاح، حققت أرقاماً قياسية بسرعة الركلات وارتفاع القفزات والحركات الاستعراضية وحركات الجمباز؛ وهو ما جعلني أشارك في كثير من العروض، وحالياً أنقل ما تعلمته بكل تفاصيله ودقته إلى طلابي، ولا أنسى من كان معي خطوة خطوة في تحقيق ما وصلت إليه؛ وهم: "محمد علي محمد" رئيس فرع "القنيطرة" للاتحاد الرياضي، و"أحمد كناوي" رئيس نادي تل الفخار الرياضي، والإعلامي الرياضي "جاسم محمد"».

اللاعب "وسيم ياسر محمد" من تلاميذه، تحدث عنه بالقول: «عندما بدأت التدريب ضمن الفريق شجعني على الاستمرار وأعطاني الدعم الكامل، من خلال تدريبه المستمر والمعلومات الكبيرة التي يمتلكها، إضافة إلى روحه المرحة، وبعض القسوة أثناء التدريب، واليوم بعد أن أكملت ثلاث سنوات من التدريب تحت إشرافه حققت المركز الثالث في بطولة الجمهورية عام 2016».

"عمر" مع فريق التايكواندو

الكابتن "عبد العزيز رزق" المشرف على تدريب اللاعب "عمر إبراهيم"، قال: «يمتلك مهارات وقدرات كبيرة، ولديه الكثير من المقومات الرياضية برياضة التايكواندو كالجرأة والتحدي، بدليل مشاركاته في العديد من البطولات على مستوى الجمهورية والمحافظة والأندية والفرق، وتحقيقه نتائج مميزة، وكنت مشجعاً له، وهو من اللاعبين المميزين برياضة التايكواندو في محافظة "القنيطرة"، وكان له خطوة رائعة في تكوين فريق لرياضة التايكواندو لكونه يمتلك القدرة على التدريب اكتسبها بالممارسة والمتابعة».

يشار إلى أن اللاعب "عمر خالد إبراهيم" من مواليد "دمشق" عام 1990، مقيم في منطقة "السيدة زينب" بـ"ريف دمشق"، حاصل على ميدالية ذهبية ببطولة الأندية، وبرونزيتين على مستوى الجمهورية، وشهادة بطل محافظة "القنيطرة" مركز أول، وشهادة بطل جمهورية مركز ثالث، والعديد من شهادات الأحزمة والتقدير والمشاركات.