نجم من نجوم الحركة الرياضية في "سورية" بمجال لعبة الشطرنج وأحد مؤسسي هذه اللعبة في محافظة "القنيطرة"، شغل منصب عضو اتحاد الشطرنج في "سورية" لمدة /25/عاماً.

إنه السيد "أحمد زهير داغستاني" الذي تحدث لموقع eQunaytra عن بداياته مع لعبة الشطرنج بالقول: «تعلمت لعبة الشطرنج من صاحب بقالية كان يقطن في الحي المجاور لمنزلنا في تجمعات النازحين "بدمشق"، حيث كنت أشاهده يلعب بهذه اللعبة وعندما وجدني أنظر إليه وأتابع حركاته في أحجار الشطرنج أخذ يعلمني بعض القواعد الاساسية لهذه اللعبة، وبعدها بدأت مسيرتي مع هذه اللعبة الرائعة، وعندما أصبحت في الصف السابع عام 1955م انتسبت إلى نادي "النصر" في محافظة "القنيطرة" ولعبت فيه الشطرنج لمدة خمس سنوات حصلت خلالها على المركز الاول ببطولة "دمشق"، كما حصلت على بطولة "القنيطرة" لمدة أربع سنوات، بالإضافة لذلك فقد انتسبت إلى نادي "الفتيان" لممارسة كرة السلة، واشتركت ببطولات عديدة لألعاب القوى، وبعد عودتي من "الجزائر" 1984م عينت عضواً في اللجنة الفنية للعبة الشطرنج ثم رئيساً للجنة الفنية للعبة، وفي 1985م أصبحت عضو اتحاد الشطرنج في "سورية" وبقيت فيه لمدة /25/ سنة حتى عام 2010م، كما عينت رئيساً لنادي "النصر" في محافظة "القنيطرة" لمدة عشر سنوات، وأنا الآن حكم دولي ومدرب وطني أحكم في كثير من المباريات والبطولات الدولية والمحلية وحالياً أدرب الصغار في نادي محافظة "دمشق"».

الأستاذ "أحمد داغستاني" من الرعيل الأول في لعبة الشطرنج ومربّ للأجيال، له خبرة طويلة في مجال تدريب وتحكيم البطولات على كافة المستويات، شاركت معه في تحكيم جميع بطولات الجمهورية وكان هو الحكم الأول والمشرف علينا، يتمتع بأخلاق عالية ويحترم جميع زملائه

وأضاف: «إن لعبة الشطرنج تعتمد على الموهبة والحساب وتعطي الثقة بالنفس وتزيد قدرة الشخص على وضع الاحتمالات وتوقع النتائج، حيث إنه كلما زادت قدرة اللاعب على وضع احتمالات أكثر زادت فرصته بالفوز، وبالتالي هي لعبة الاحتمالات، لذلك أنصح جميع الآباء أن يعلموا أبناءهم هذه اللعبة فهي تنشط الذهن وتزيد من قدرة الطفل على التركيز ووضع الاحتمالات واستخلاص النتائج، ولكن تحت إشرافهم ومع تنظيم وقت تعلم اللعبة وممارستها».

وعن واقع لعبة الشطرنج في محافظة "القنيطرة" قال: «هناك لاعبون متميزون بالمحافظة وصلوا إلى درجات متقدمة باللعبة وذلك عن طريق ناديين هما نادي "النصر" ونادي "عمال القنيطرة"، وحالياً النشاط موجود ولكن العناية بالفئات الصغيرة لا يلقى ذلك الاهتمام الكبير حيث يجب أن تكون النوادي أكثر من ذلك والتشجيع على ممارسة اللعبة أفضل وخاصة بالمناطق الريفية بما أن اللعبة غير مكلفة كغيرها فهي لا تحتاج سوى لرقعة اللعب والأحجار المخصصة، بالإضافة لمكتبة صغيرة تحتوي بعض الكتب التعليمية الخاصة باللعبة وبالنسبة للمدربين ليس من الضرورة أن يكون المدرب على ذلك القدر من الاحتراف حيث يكفي أن يكون متقناً لللعبة وممارساً لها ويلم بجميع جوانبها الأساسية».

وحول رأيه الشخصي بخطة نابليون المتبعة في لعبة الشطرنج قال: «خطة نابليون هي خطة بسيطة تعتمد على إخراج الوزير قبل بقية القطع إلى وسط الرقعة وبالتالي مهاجمته بشكل مباشر ما يؤدي خسارته، وبالنسبة لي أرفض تعليم هذه الخطة في بداية التدريب حيث يجب على اللاعب في البداية التعلم على كيفية إخراج الأحصنة ثم الأفيال وبعد ذلك يخرج القطع الثقيلة مثل القلعة والوزير، بالإضافة لذلك هنالك التبيت الذي يلجأ إليه عند التحصين وهو نوعان تبيت قصير حيث يكون الملك من جهة القلعة والتبييت الطويل حيث إن الملك يكون من جهة الوزير ويكون ذلك بحمل الملك أولاً ووضعه من الداخل إلى جانب القلعة».

"أحمد داغستاني" أثناء تحكيم أحدى البطولات

وأضاف: «يستخدم في اللعبة جهاز يحسب الوقت لكل لاعب، كما أن الزمن يختلف حسب الطريقة مثل نظام فيشر حيث إن كل لاعب يعطى ساعة ونصفاً بالإضافة إلى ثلاثين ثانية منذ النقلة الأولى وبالتالي تكون الخسارة إما بالوقت أو بموت الملك، كما تلجأ أغلب المسابقات والمباريات إلى عملية التسجيل حيث لكل لاعب ورقة تستخدم أثناء اللعب يقوم كل لاعب بتسجيل حركات قطع الرقعة التي يلعب بها ولذلك فائدة كبيرة إذ يمكن الرجوع إلى اللعبة وإعادة اللعبة من جديد ومعرفة الأخطاء التي وقع فيها اللاعب والقيام بتصيحها والاستفادة منها، بالإضافة لذلك نحن نمتلك الآن الكثير من أوراق اللعب التي تضم جولات قام باللعب بها أبطال العالم وبالتالي نستطيع الاطلاع على الخطط التي اتبعوها في لعبهم وبذلك تعليمها لمتدربينا الجدد».

السيد "أحمد خطاب" مدرب وحكم في لعبة الشطرنج قال: «الأستاذ "أحمد داغستاني" من الرعيل الأول في لعبة الشطرنج ومربّ للأجيال، له خبرة طويلة في مجال تدريب وتحكيم البطولات على كافة المستويات، شاركت معه في تحكيم جميع بطولات الجمهورية وكان هو الحكم الأول والمشرف علينا، يتمتع بأخلاق عالية ويحترم جميع زملائه».

الجدير بالذكر أن السيد "أحمد زهير داغستاني" من مواليد 1941م وهو من أبناء مدينة "القنيطرة" حي "الداغستان"، أنهى دراسته الثانوية في مدارس محافظة "دمشق" وحصل على إجازة في اللغة العربية مارس مهنة التعليم في محافظة "القنيطرة" مدرسة العشة وعمل مديراً لهذه المدرسة، وبعد النزوح عام 1967م تابع مهنة التدريس في مدارس "القنيطرة" في تجمعات النازحين "بدمشق" وريفها.