تركزت معظم مواقع العصر الحجري النحاسي (الكالكوليث) في وسط "الجولان" وشرق وشمال بحيرة "طبرية، ونتيجة لما يتميز به "الجولان" من أمطار وفيرة وحجارة بازلتية وأرض ذات مراع خصبة، فقد كانت ممراً للقطعان والمواشي عبر كل الفترات الزمنية في ذلك العصر.

فخلال هذا العصر تم الاستقرار في قرى صغيرة دائمة ومزارع معزولة بنيت على ضفاف الوديان وحول ينابيع المياه، فقد تراوح عدد المساكن في هذه القرى ما بين /20 – 40/ مسكناً بنيت فوق سلسلة أساسات مكونة من عدة صفوف عريضة متشابهة من الحجر البازلتي غير المشذب ومشتركة جميعاً بالجدار العام نفسه.

الدورة- موقع جنوب شرق الفاخورة- تل فانوس- المناطق المجاورة لرجم الهري- موقع في أعالي شلالات زويتان- صير الخرفان- المجامع- تل السلوقية- موقع بالقرب من مسيل الجعدان- مشعاف- موقع قرب شلالات نخيله- شبه- رسم خربوش- موقع شمال غرب القلع- موقع بالقرب من شلالات الداليات على الضفة الشمالية- موقع بالقرب من شلالات الداليات على الضفة الجنوبية- موقع بالقرب من عين الفارس- الأربعين- عين الهري- خربة الحتيتية- عين الزوان وهو من المواقع في القسم المحرر من "الجولان"

مدونة وطن eSyria التقت بتاريخ 14/4/2013 السيدة "هناء قويدر" رئيسة دائرة آثار "القنيطرة" التي أشارت بالقول: «كان المسكن في العصر الحجري النحاسي مستطيل الشكل أبعاده 6×15 م وله مدخل واحد ضمن الجدار الطويل، ومستواه أخفض من الأرض المحيطة ويتم الوصول إليه بالهبوط بعدة درجات، جدرانه ثخينة من حجارة البازلت الضخمة غير المشذبة، وقد رصفت الأرضية بالحجارة الغشيمة وبشكل غير منتظم، حيث إن الفناء الداخلي للمنزل مؤلف من الغرفة الرئيسية وهي غرفة المعيشة وغرفة صغيرة مجاورة لها في بعض الأحيان قسمت لتكون صالحة لخزن الطعام والمعدات.

السيدة "هناء قويدر"

هذه التقسيمات سهلت تغطية الأسقف لهذه المنازل بالدعامات الخشبية، وذلك لأن طبيعة الأشجار في "الجولان" لا تنمو طويلاً، فقد دعمت الأسقف بصف من الأعمدة الخشبية وضعت عبر الغرفة الرئيسية، وغطيت الأسقف بأغصان الأشجار وحزم القصب ومن الممكن أنها غطيت بالجلود.

وعثر في هذه المساكن على الكثير من الأدوات والأواني المصنعة، كما استعمل الفخار الذي تميز بصناعته اليدوية ولونه البني المائل للحمرة لم تكن عجينته نقية بل كانت خشنة وقد خلطت بالرمال البركانية وذلك لكون تربة "الجولان" تربة بركانية، وتمثلت هذه الأدوات بالجرار والزبادي والأباريق والصحون وقد زخرف الفخار بشريطة على نمط حبل مضغوط أو بخطوط أفقية ومائلة غائرة أو دائرية أو حلزونية لولبية.

كما كان من بين هذه الأواني أعداد كبيرة من الجرار الضخمة التي كانت تستخدم لخزن المواد الغذائية، كما دلت فِلكات المغازل التي عثر عليها والمصنوعة من الفخار المشوي على نشاط وازدهار صناعة الغزل وانتشارها، حيث شاعت الأواني المصنعة من الحجر البازلتي المحلي بكثرة في هذه المنطقة فكانت الزبادي التي لها شكل زهرة والعميقة، وكذلك الزبادي الحجرية القليلة العمق، إضافة للأحواض وأواني الطحن والجرش والمطارق والمناكيش والفؤوس».

أضافت: «استخدم حجر الصوان في صنع الأدوات المنزلية إلى جانب حجر البازلت، فقد صنع إنسان ذلك العصر من الصوان أدوات الثقب (مثاقب) ومكاشط مروحية الشكل ونصلات المنجل التي كانت تثبت بمقابض من الخشب أو العظم، واعتمد السكان في العصر الحجري النحاسي في "الجولان" على الزراعة وتربية المواشي ويدل على ذلك عظام الحيوانات التي وجدت في مواقع العصر الحجري النحاسي، كما يدل على أن إنسان ذلك العصر قام بتربية الحيوانات المنزلية مثل الأغنام والماعز والتي كانت تشكل منبع الغذاء، كما تدل البقايا النباتية على أن الناس استهلكوا القمح والعدس من بين عدة محاصيل أخرى مستخدمين خشب الزيتون بشكل واسع في البناء وكان دون شك مصدر غذاء أيضاً، كذلك أثبتت اللقى الأثرية أن بعض الأواني البازلتية والفخارية استخدمت لإنتاج تخزين الزيتون وقد أتت أولى الشواهد لإنتاج الزيتون من موقع "رسم خربوش" الذي يؤرخ لهذا العصر».

وذكرت رئيسة دائرة آثار "القنيطرة": «أهم مميزات العصر الحجري النحاسي في "الجولان" هو ظهور تماثيل عمودية مصنوعة من البازلت وقد عثر عليها بكثرة (يحتوي متحف "القنيطرة" على ثلاثة منها)، ارتفاع هذا النوع من التماثيل /20- 25/ سم، وقد نحتت بدقة وزخرفت بزخارف متنوعة وهي بشكل عام عبارة عن عمود اسطواني تأخذ نهايته شكل زبدية عميقة وذلك لوضع التقدمات فيها أي في أعلى التمثال، كما نحتت ملامح بشرية على جسم العمود تمثلت بوجه وعينين وأذنيين وأنف بارز ومنها له قرون ظاهرة وذقن عنزة، وهذه التماثيل كانت جزءاً من الثقافة المحلية المنزلية وذلك بتقديم التقدمات من الحنطة والعدس والحبوب والزيتون وكذلك الحليب ومنتجاته حيث توضع في الزبدية التي في أعلى الرأس وبذلك تأمل العائلة أن ترضي الآلهة وتباركهم، ولهذه التماثيل قيمة عظيمة وذلك من أجل فهم المعتقدات الدينية والفنية، إضافة لفهم ثقافة هذا العصر بشكل عام .

وتعتبر تماثيل الآلهة التي عثر عليها من موقع "عين الزوان" وبالتحديد من الخربة المعروفة بهذا الاسم والواقعة إلى الشرق من قرية "كودنة" من أهم مقتنيات متحف آثار "القنيطرة" المؤرخة لهذا العصر ذات الصبغة الدينية».

نذكر من أهم مواقع العصر الحجري النحاسي في "الجولان" و"القنيطرة": «الدورة- موقع جنوب شرق الفاخورة- تل فانوس- المناطق المجاورة لرجم الهري- موقع في أعالي شلالات زويتان- صير الخرفان- المجامع- تل السلوقية- موقع بالقرب من مسيل الجعدان- مشعاف- موقع قرب شلالات نخيله- شبه- رسم خربوش- موقع شمال غرب القلع- موقع بالقرب من شلالات الداليات على الضفة الشمالية- موقع بالقرب من شلالات الداليات على الضفة الجنوبية- موقع بالقرب من عين الفارس- الأربعين- عين الهري- خربة الحتيتية- عين الزوان وهو من المواقع في القسم المحرر من "الجولان"».