بنيت قرية "بريقة" التي تقع إلى الجنوب الشرقي من محافظة "القنيطرة" بحوالي /10/ كم على أنقاض قرية رومانية مهجورة، ووجد فيها الكثير من الآثار والكنائس وعند مدخلها يوجد بئر قديم كان يجتمع الناس حوله لنقل الماء.

ويقول الأستاذ "تيسير خلف" الباحث في تاريخ وآثار "الجولان" و"القنيطرة": «تقوم قرية "بريقة" على موقع قديم ويبدو أن الموقع كان آهلاً منذ العصر الهلينستي، وتوجد في هذه القرية حجارة منحوتة وأعمدة وكتابات يونانية والكثير من الصلبان المنقوشة على الحجارة ومن أشكال مختلفة، بالإضافة إلى وجود حجارة تحمل نقوشاً أخرى من الورود والأشكال الدائرية وكتابات يونانية، ويبدو أن الموقع كان يضم مجمعاً دينياً مسيحياً حيث نجد بقايا هذا المجمع في جنوبي الموقع وبشكل سليم نسبياً ويضم عدة أبنية منها بناء مقنطر وبناء آخر لا يزال الدرج قائماً في أحد جدرانه وعثر في الموقع على بيوت تحت أرضية مسقوفة بألواح حجرية.

من الآثار اللافتة في قرية "بريقة" دير بيت الشهيد "مارثيودور" حيث وجد فيه نقش باليونانية مكتوب فيه اسم القديس "ثيودور" والصليب الذي يشير إلى بيوت الشهداء وهو ما يؤكد أن الموقع هو نفسه الذي أشارت إليه وثيقة رؤساء الأديرة العرب التي تحدثت عن القديس "ثيودور" رئيس دير بيت الشهيد "مارثيودور" في برقيا "بريقة"

وتنتشر في الموقع الذي أعيد إعماره في العصر المملوكي ثم في العصر العثماني الكثير من الصلبان المنحوتة والمباني والأعمدة المبثوثة في كل مكان والمدافن والأقنية وكلها تشير إلى المكانة المتميزة لهذا الموقع في العصر البيزنطي».

الأستاذ "تيسير خلف"

وأضاف: «من الآثار اللافتة في قرية "بريقة" دير بيت الشهيد "مارثيودور" حيث وجد فيه نقش باليونانية مكتوب فيه اسم القديس "ثيودور" والصليب الذي يشير إلى بيوت الشهداء وهو ما يؤكد أن الموقع هو نفسه الذي أشارت إليه وثيقة رؤساء الأديرة العرب التي تحدثت عن القديس "ثيودور" رئيس دير بيت الشهيد "مارثيودور" في برقيا "بريقة"».

الأستاذ "جورج عيسى" الباحث في آثار "الجولان" تحدث عن آثار قرية "بريقة" بالقول: «"بريقة" من القرى التي يقطنها الشراكسة وقد استخدم سكانها الأحجار القديمة في بناء مساكنهم وهذا عمل على ضياع آثار البناء القديم، وهناك ما يشير إلى أن الطرف الشرقي من القرية كان محصناً بسور قوي من الأحجار البازلتية السوداء، وتبدو آثار العصر الروماني واضحة من خلال وجود بئر من أصل روماني وبقايا أعمدة رومانية وكان باستطاعة المرء في أواخر القرن التاسع عشر أن يعثر في القرية على أشكال صلبان وزخارف من الأزمنة القديمة على العتبات العليا للأبواب وإحدى هذه الحلي الزخرفية الجديرة بالانتباه رسم الصليب والشمعدان اليهودي الذي كان المسيحيون الأوائل يستخدمونه وهذا لا يعني أن نعد رسم الشمعدان المحفور على حجر في قرية "بريقة" على أنه أثر يهودي».

السيد "عبد الله مرعي"

أما السيد "عبد الله مرعي" رئيس دائرة آثار "القنيطرة" فقال: «تنتشر المعالم الأثرية في قرية "بريقة" مثل الحجارة البازلتية المزخرفة والمحتوية على النقوش الكتابية وشكل الصليب البيزنطي، إضافة للبركة الرومانية والمدافن الأثرية الواقعة على بعد /500/ متر تقريباً شمال البركة وجميعها تقع شرق القرية، بالإضافة إلى الخربة الأثرية ودور قديمة وكنيسة بيزنطية وسط القرية وضريح عكاشة الذي يتوضع على قمة التل المعروف باسمه "تل عكاشة" كما تحيط بالقرية الغابات الطبيعية ذات المناظر الخلابة».

والجدير بالذكر أن قرية "بريقة" ترتفع عن سطح البحر /900/ متر وينحدر منها عدة أودية سيلية وهي واحدة من قرى "الجولان" التي تحررت من الاحتلال الإسرائيلي بعد حرب تشرين التحريرية.

أعمدة أثرية في "بريقة"

ملاحظة: الصورة الرئيسية عبارة عن كنيسة في بريقة.