تعتبر قرية "مسحرة" في محافظة "القنيطرة" من القرى الغنية بالآثار، حيث تقع إلى الجنوب من بلدة "خان أرنبة" بحوالي /9/ كم، وعلى بعد /18/ كم شرق مدينة "القنيطرة".

الأستاذ "جورج عيسى" الباحث في آثار "الجولان" تحدث عن آثار "مسحرة" بالقول: «اكتشف في قرية "مسحرة" آثار عديدة وأبرزها تمثال حسناء الجولان بالحجم الطبيعي وهي تبدو مستندة إلى إحدى رجليها في حين أن رجلها الآخرى منثنية ما جعل لثوبها الواسع الفضفاض ثنيات متوازية ومنحنية جميلة، وعثر على منحوتة بازلتية تمثل ميدالية متوفى تحمل في كل جانبيها ربتا نصر جنائزيتان، وهيكل بازلتي يمثل رب الطب أسكولاب يبدو واقفاً وبيده عصاه التي يلتف عليها ثعبان، بالإضافة إلى رؤوس تمائيل من حجر البازلت تمثل رجالاً ونساء تتميز بجمال من نحتها المحلي، وهناك قسم من دعامة بازلتية أحد سطوحها مزين بأغصان كرمة والآخر مزين بباقتين من سنابل في أسفلها ربة الحقل بيديها أغصان».

وإلى الشمال من القرية يوجد تل "البزاق" فيه مدافن أثرية قديمة، وإلى الجنوب الشرقي من القرية تقع الخربة الأثرية التي يطلق عليها "جنة عبد" التي تعود إلى العصور الرومانية والبيزنطية

السيدة "هناء قويدر" معاونة رئيس دائرة الآثار "بالقنيطرة" قالت لموقع eQunaytra: «تقوم قرية "مسحرة" على أنقاض قرية أثرية قديمة تعود للعصر الإسلامي في مرحلتين الأيوبية والمملوكية وذلك من خلال الكسر الفخارية وبقايا أساسات الجدران التي تم الكشف عنها أثناء حفريات شبكة الصرف الصحي في القرية عام 2000م ومن المعتقد أنها أقدم من ذلك بكثير من خلال ما عثر عليه من لقى أثرية تؤرخ للعصر الروماني والبيزنطي، ووجود مقابر تل كروم "مسحرة" الأثرية التي تعود إلى العصور الرومانية والبيزنطية، ومن أهم المكتشفات الأثرية في هذه المقابر جرن صغير وأدوات جراحة وبكلة ذهبية عثر عليها في قبر من العصر البيزنطي، إضافة لكؤوس زجاجية جميلة تم اكتشافها في هذه القبور، وفي عام 2004م تم الكشف على قبر يحتوي على هيكلين عظميين هشين وغير واضحي المعالم ومن خلال المرفقات الجنائزية التي وجدت إلى جانبيهما تبين أنهما هيكلي لرجل وامرأة في قبر واحد وهذه اللقى هي أساور برونزية وفأس حديدي وقارورتين زجاجيتين وجميع اللقى حفظت في متحف آثار "القنيطرة".

السيدة "هناء قويدر"

كما عثر في تل كروم "مسحرة" على حجر بازلتي مستطيل الشكل يمثل شاهدة قبر عليها نقوش كتابية تعود للعصور الكلاسيكية، بالإضافة حجر بازلتي مستطيل الشكل عليه نقوش كتابية مكونة من خمسة أسطر وفي أعلى الحجر زخرفة على شكل شجرة محفورة على اليمين واليسار وفي المنتصف أشبه ما يكون بحذوة الخيل وفي أسفل الحجر زخرفة على شكل شجرة محورة يؤرخ للعصر البيزنطي (الصورة رقم /3/)، وتم الكشف عن قارورة زجاجية في أحد قبور تل كروم "مسحرة" عام 2004م تؤرخ للعصر الروماني (الصورة رقم /4/)».

وتابعت "قويدر" حديثها: «ومن المنحوتات الرائعة التي عثر عليها في قرية "مسحرة" حسناء "الجولان" وربة النصر نايكة /Nike/ وهي ملاك الرب المجنح صنعت من حجر بازلتي حيث كانت توضع في المحارب أو في أعلى الأبواب في العصرين اليوناني والروماني وهي على هيئة فتاة مجنحة ذات محاسن خاصة، إضافة لنسر تلتف على قدميه أفعى يعود للعصر النبطي محطم الأجراء العلوية والسفلية منه ما يدل على أن هذه القرية كانت حاضرة منذ العصر النبطي وحتى العصر الإسلامي وهو محفوظ في متحف آثار "القنيطرة"».

الصورة رقم /3/

وأضافت: «وإلى الشمال من القرية يوجد تل "البزاق" فيه مدافن أثرية قديمة، وإلى الجنوب الشرقي من القرية تقع الخربة الأثرية التي يطلق عليها "جنة عبد" التي تعود إلى العصور الرومانية والبيزنطية».

ملاحظة: الصورة الرئيسية عبارة عن جزء من نسر محطم الرأس والأرجل والجناحين تلتف على أرجله أفعى، وهو مصنوع من حجر البازلت.

الصورة رقم /4/