يتوضع مقام الشيخ "سعد الدين الجباوي" وسط قرية "جبا" الواقعة إلى الجنوب من بلدة "خان أرنبة" بحوالي /3/ كم يؤمه الزوار من مختلف الأرجاء تبركاً وتيمناً بسيرته الحميدة طالبين المغفرة والتقرب من الله عز وجل، كما يعد من المواقع الأثرية في محافظة "القنيطرة".

وللتعرف أكثر على هذا المقام وبنائه الأثري موقع eQunaytra التقى السيدة "هناء قويدر" معاونة مدير دائرة الآثار "بالقنيطرة" فقالت: «يحتوي المقام على رفات الشيخ "سعد الدين الجباوي" وولده "علي الأكحل" بني فوق الأضرحة قباب على الطراز العثماني كما بني إلى جانبها مسجد جرى توسيعه في العصر الحالي، ونرى قبر الشيخ "سعد الدين" وعليه المقصورة المعدنية وقبر ولده الشيخ "علي الأكحل" في الغرفة المجاورة وإلى يمين ضريح الشيخ "سعد الدين" يوجد المحراب الذي جرى تجديده وفي أعلى المحراب لا يزال يوجد لوحان من القاشاني».

في كل جمعة نأتي لزيارة مقام الشيخ "سعد الدين الجباوي" للتبرك بسيرته وخصاله الحميدة ولقضاء الحوائج وغفران الذنوب والحمد الله بعد الانتهاء من الزيارة يشعر الإنسان بالراحة والاطمئنان

وعن الوصف المعماري للمقام أضافت "قويدر": «استعملت في بناء الضريح حجارة أثرية أي أعيد استعمالها في البناء على شكل نوافذ في الجدار الغربي، حيث يتألف البناء من قبتين جنوبية وشمالية، القبة الجنوبية تقوم فوق ضريح الشيخ "سعد الدين" ولها شكل نصف كروي وترتكز على رقبة مثمنة وفيها نوافذ مقوسة، تتوسط القبة الشمالية الجامع والزاوية القديمة وهي بصلية الشكل وترتكز أيضاً على رقبة مثمنة الشكل تتخللها أربع نوافذ وقد كانت هاتان القبتان مكسوتان بالرصاص وبشكل مضلع، يصل عددها إلى ستة عشر ضلعاً طولياً أزيلت عند التجديد عام 1935م وفي الجهة الشمالية من الصحن يوجد أربعة أروقة قليلة الارتفاع ويعلو كل منها قبة صغيرة نصف كروية، إلى الشمال منها قبة صغيرة يرقد تحتها الشيخ "علي الأكحل" وتطل الغرفة على الصحن بنافذة استخدام فيها حجر أثري /80×70/ سم عليها نقوش بشكل أغصان شجرة الكرمة تتخللها فتحات دائرية لدخول الضوء وهو على الأغلب استحضر إلى المبنى من بلدة "جبا" الأثرية، في الزاوية الشمالية الشرقية تقوم المئذنة المربعة الشكل والمشيدة من الحجر البازلتي المشذب، وقد دخل في بنائها حجر أثري مستطيل الشكل احتوى على زخارف نباتية هندسية تعرضت للقصف أثناء الاحتلال الصهيوني للجولان وأعيد ترميمها بعد التحرير، تحاط بشرفة ذات بروز حولها تنتهي المئذنة برقبة مثمنة بتاج كروي الشكل يعلوها الهلال، إلى الغرب من المئذنة يقع المدخل يعلوه قوس بأعلاه زخارف نباتية تعلوها لوحة رخامية عليها طغراء السلطان العثماني فوق المدخل الرئيسي الخارجي وشعار الطغراء وأبيات من الشعر فوق مدخل المقام كما تتوضع في إحدى جدران الرواق الغربي لوحة حجرية تحتوي على نقش كتابي يذكر فيه سنة التجديد للبناء واسم من قام بهذا التجديد وهو خليل من نسل سعد الدين 1246هـ».

السيدة هناء قويدر

وذكرت "قويدر" أن الشيخ "سعد الدين الجباوي" هو ابن الشيخ "يونس الحسني الشيبي المكي" وهو من أجل البيوت المكية شرفاً ونسباً وفضلاً، توفي ودفن في قرية "جبا"، يزار ويتبارك به وله ذرية بدمشق وحوران.

السيد "يوسف عمر" خلال زيارته للمقام قال: «في كل جمعة نأتي لزيارة مقام الشيخ "سعد الدين الجباوي" للتبرك بسيرته وخصاله الحميدة ولقضاء الحوائج وغفران الذنوب والحمد الله بعد الانتهاء من الزيارة يشعر الإنسان بالراحة والاطمئنان».

ضريح الشيخ سعد الدين الجباوي

السيد "خالد الداهوك" خادم المقام يقول: «يأتي الزوار إلى المقام من كل مكان وعلى مدار أيام الأسبوع من الساعة التاسعة صباحاً حتى العاشرة مساءً، وتكثر الزيارة في يوم الجمعة حيث إن المقام مخدم بشكل جيد ونقوم بتقديم كل ما يحتاجه الزوار، وكافة أبناء القرية يقدمون المساعدة لهذا المقام من تنظيف ولوازم وخدمات».

والجدير بالذكر أن مسجد ومقام الشيخ "سعد الدين الجباوي" مسجل في عداد المباني الأثرية مع عدم تطاول البناء حوله أعلى من المقام بالقرار رقم /66/ أ تاريخ 22/4/1988م، وتشرف المديرية العامة للآثار والمتاحف على ترميمه وإعادته إلى سابق عهده بعد إزاحة الأشياء الدخيلة والحديثة على المسجد والمقام.

جانب من المقام