تعد ينابيع وحمامات "الحمة" من أهم المواقع السياحية في "الجولان" السوري المحتل، حيث منحتها الطبيعة كافة عناصر الجذب، من عيون الماء الصالحة للشرب، والينابيع المعدنية الحارة الخاصة للمعالجة، وانتشار الأراضي الزراعية والسهول الخصبة في أرجاء المكان.

وذكر السيد "عبد الله مرعي" رئيس دائرة آثار "القنيطرة" في حديث لموقع eQunaytra: «دلت البقايا ولقى الأواني الفخارية، التي عثر عليها في تل "الدوير"، وهو موقع قديم يقع غرب "الحمة" بحوالي ثلاثة كيلومترات، على أن الإنسان القديم استوطن هذه البقعة من الأرض السورية. واشتهرت فيما بعد في العصر الهلينستي وذاع صيتها في العصر الروماني– البيزنطي، حيث تسابق القياصرة والحكام الرومان على تخليد أسمائهم في الكتابات التي نقشت على جدران الحمامات».

دلت البقايا ولقى الأواني الفخارية، التي عثر عليها في تل "الدوير"، وهو موقع قديم يقع غرب "الحمة" بحوالي ثلاثة كيلومترات، على أن الإنسان القديم استوطن هذه البقعة من الأرض السورية. واشتهرت فيما بعد في العصر الهلينستي وذاع صيتها في العصر الروماني– البيزنطي، حيث تسابق القياصرة والحكام الرومان على تخليد أسمائهم في الكتابات التي نقشت على جدران الحمامات

وعن الحمامات المعدنية في "الحمة" يضيف السيد "مرعي" القول: «بدأت حمامات المياه المعدنية الساخنة تأخذ طابعها المادي والاقتصادي، عندما أدرك الناس أهميتها، فبدأت أعمال بناء الحمامات، الأمر الذي أعطى للحمامات قيمتها الجمالية والطبيعية، حيث بادروا لتزيين الموقع بالرخام والنوافير والأعمدة والتيجان، كما أضيف لهذا الزخرفات بناء التماثيل والنصب التذكارية، مثل إله الطب عند الإغريق. وتطور الأمر لدرجة الجمع بين المياه الساخنة والباردة، ما وفر خدمات ترفيهية وسياحية، شملت غرف الإقامة والنوم والطعام والتسلية، حتى غدت الينابيع مكاناً معروف عالميا في تلك الحقبة من الزمن».

الاثار الرومانية

ويشرح السيد "عبد الله" عن الحمامات المعدنية قائلاً: «عثر في المكان على سبع برك للسباحة والاستجمام، تختلف من حيث الشكل والحجم ودرجة حرارة المياه ونوعيتها. تعد برك مجمع الحمامات، أهم هذه البرك، وهي مجمع كبير بني في أوائل القرن الثاني الميلادي، يحتوي على عدد من القاعات، تضم برك للسباحة. بحيث راعى التصميم الظروف الطبيعية والمناخية والضوئية، فيما يتعلق بالقاعات، من خلال تركيز التصميم على مسألتين:

الأولى مسألة الإضاءة من خلال الإكثار من النوافذ الكبيرة في الجوانب، التي تتلقى الضوء في ساعات النهار.

برك المياه الساخنة

المسألة الثانية: مشكلة الاستيعاب، فقد توقع المصمم ازدحاماً كبيراً، وتم حل هذه المسألة بتوسيع المداخل والمخارج والممرات، لدرجة تسمح باستيعاب أعداد كبيرة من الزوار، دفعة واحدة وبتسهيل تحركهم داخل الحمامات.

يضم مجمع البرك قاعة رئيسية أبعادها 22.6 × 10.5م، تحوي على صفين من الأعمدة الحجرية المتوجة بالتيجان، وبركة سباحة مدرجة في وسطها، إضافة إلى ثلاثة أحواض صغيرة. كما يوجد في قسمها الشمالي منصة عالية مرصوفة بأحجار ملونة ومفصولة بممر من الأعمدة التي تعلوها تيجان واسكفة عليا مقوسة ومزخرفة على النمط الروماني.

يوجد إلى جانب القاعة الرئيسية، قاعة إضافية تعرف بقاعة الكتابات، وقد تم العثور فيها على 35 كتابة يونانية. أبعاد هذه القاعة 15× 10م، تتصل بممر ببركة سباحة بيضوية، ودائرية وأحواض صغيرة، كل حوض منها مخصص لشخص واحد. وقد تم إضاءة هذه القاعة بنوافذ كبيرة في الجدار الجنوبي الغربي، منها ثلاث نوافذ في الوسط على شكل أقواس النصر الرومانية، يصل بعض أبعادها الى نحو 4.8× 3.5م.

تعد قاعة "النوافير" الأروع والأجمل من حيث التصميم الهندسي والحجم، تبلغ أبعادها 29.6× 13.9 م، تضم جناحين وبركة سباحة تنتصب على محيطها 22 نافورة، تتساقط مياهها من كل جانب».

ويذكر السيد "مرعي" أن "الحمة" شهدت حركة ثقافية نشطة منذ العصر الهلينستي فقد عثر في الموقع على بقايا آثار مسرح، مبني في الجانب الشمالي لتل اصطناعي، يقع شمالي شرق مجمع القاعات "الحمامات". مقاعد المسرح من الحجر البازلتي، ارتفاع المقعد الواحد 45 سم وعرضه 76.25 سم. وهناك مقاعد مميزة يعتقد بأنها كانت مخصصة للحكام والأثرياء.