«تقع مدينة "فيق" فوق مرتفع بركاني، يطل على الشاطئ الغربي لبحيرة "طبريا"، تحولت الى مدينة منذ قدوم "الآراميين إليها»، بحسب كلام السيد "طارق ميرزا" أستاذ التاريخ، في حديث لموقع eQunaytra.

مضيفاً: «اشتهرت مدينة "فيق" بموقعها التجاري المحوري بين "فلسطين" والعمق السوري، كما كانت شريكاً في اتحاد المدن العشر "ديكابوليس" أيام الدولة النبطية، حيث تعد مدينة "فيق" ثاني أهم موقع اثري في منطقة "الجولان" بعد مدينة "بانياس"».

اشتهرت مدينة "فيق" بموقعها التجاري المحوري بين "فلسطين" والعمق السوري، كما كانت شريكاً في اتحاد المدن العشر "ديكابوليس" أيام الدولة النبطية، حيث تعد مدينة "فيق" ثاني أهم موقع اثري في منطقة "الجولان" بعد مدينة "بانياس"

السيد "عبد الله مرعي" رئيس دائرة آثار "القنيطرة" قال: «نتيجة التطور التاريخي وتمركز التجارة في المدينة، فقد صكت مدينة "فيق" نقوداً خاصة بها. يوجد في المدينة الكثير من المواقع الأثرية منها: أنقاض العمائر الأثرية على مساحات واسعة من أراضي المدينة، كما يوجد في جنوب البلدة القديمة، تل "فيق" الأثري بحجارته البازلتية السوداء، والأعمدة والتيجان الأيونية والكورانثية المزخرفة. كما يوجد في الاتجاه نفسه قصر "العلّية"، وهو بناء إسلامي تتناثر في محيطه الأنقاض الأثرية المنقوش على بعضها كتابات يونانية وعربية وكوفية.

بعض الاثار من مدينة فيق

وقد وجدت بعض اللقى الأثرية من مصنوعات زجاجية وحلي ذهبية محفوظة حاليا في المتحف الوطني في "دمشق". كما تحتوي المدينة على قلعة “فيق" التي تعد من المدن العشر المشهورة أيام الرومان والبيزنطيين.

يرتبط تاريخ القلعة بتاريخ المنطقة، حيث كانت مدينة "فيق" مسرحاً لأحداث تاريخية عصفت بالمنطقة. لقد ارتبط بناء القلعة بالآراميين الذين استقروا بأرض "الجولان" وانشؤوا ممالك لهم فيها، وقد عثر فيها على آثار تدل على تاريخ المنطقة وحضارتها. تتألف القلعة من مجموعة من الغرف المحصنة والأبراج التي تحيط بالقلعة من جوانبها الأربعة، كما يوجد على جوانب القلعة سور ضخم مبني من الحجر الابيض القاسي. القلعة بأكملها مبنية من الحجارة البيضاء الصلبة، على شكل قباب وغرف وإسطبلات وأبراج للدفاع والمراقبة، يتميز السور والجدران الخارجية للقلعة بالارتفاع، من جميع الجهات التي تحيط بالقلعة من الخارج. تشرف القلعة على معظم السهول والتلال المحيطة بالمدينة، ويمكن للإنسان مشاهدة بحيرة "طبريا" من القلعة، بحيث تبدو القلعة للناظر إليها من بعيد او من قريب، على أنها تقف حارسا أمينا على بحيرة "طبريا". هذا الارتفاع والموقع الاستراتيجي أعطى قلعة "فيق" أهمية دفاعية خاصة، مازالت القلعة محتفظة بجماليات بنائها التاريخي والأثري، على الرغم من مرور أحقاب وفترات تاريخية طويلة. تتميز القلعة بوجود عدد من الأبراج فوق السور الخارجي، شيدت للرصد والمراقبة، تضم في داخلها منشات قديمة بقي منها أجزاء من أعمدة بازلتية مع قواعدها وتيجانها المصنوعة من الحجر البازلتي».