«تلال من التراب والحجارة تحتضن بين جنباتها كنوزاً ولقى أثرية ثمينة، تدل على تاريخ وحضارات الأمم والشعوب التي تعاقبت على المنطقة».

بحسب كلام السيد "طارق ميرزا" أستاذ التاريخ والحضارات، في حديث لموقع eQunaytra (يوم الاربعاء 18/2/2009). مضيفاً: «اعتاد الإنسان في القديم على التموضع في أعالي الجبال والتلال، كنوع من الحماية الدفاعية ضد هجمات الأعداء. وفي هذا الإطار نجد الكثير من التلال والمرتفعات التي تنتشر على ارض "الجولان"، تقف شاهدة حية الى اليوم، وتشهد على تاريخ عظيم مر على الشعوب التي استوطنت في المنطقة. وتركت لنا الكثير من الكنوز والقلاع والحصون الأثريةز

اعتاد الإنسان في القديم على التموضع في أعالي الجبال والتلال، كنوع من الحماية الدفاعية ضد هجمات الأعداء. وفي هذا الإطار نجد الكثير من التلال والمرتفعات التي تنتشر على ارض "الجولان"، تقف شاهدة حية الى اليوم، وتشهد على تاريخ عظيم مر على الشعوب التي استوطنت في المنطقة. وتركت لنا الكثير من الكنوز والقلاع والحصون الأثريةز بحيث يمكن القول بوجود لقى تحت كل حجر من ارض "الجولان"، نظرا للموقع الاستراتيجي والجغرافي الذي تتمتع به المنطقة، ناهيك عن الغنى بالثروات الطبيعية وتنوعها

بحيث يمكن القول بوجود لقى تحت كل حجر من ارض "الجولان"، نظرا للموقع الاستراتيجي والجغرافي الذي تتمتع به المنطقة، ناهيك عن الغنى بالثروات الطبيعية وتنوعها».

تل بانياس

السيد "عبد الله مرعي" رئيس دائرة آثار "القنيطرة"، تحدث عن بعض هذه التلال الأثرية قائلاً: «لا تكاد تخلو قرية او بلدة في المحافظة، من وجود تل اثري الى جوارها، ومن هذه التلال الأثرية نذكر:

  • تل "كوم المحيرس": يوجد الى جوار قرية "تل محيرس"، وهو عبارة عن تل من التراب المنقول، يرتفع الى أكثر من 35 مترا. تم اكتشاف العديد من اللقى الأثرية والعديد من الأواني المنزلية والفخارية، اضافة الى اكتشاف مدافن وقبور وحلي تعود الى العصر البيزنطي. كما تم اكتشاف سور من الحجارة يحيط بالتل من الجهة الشمالية بارتفاع أربعة أمتار.
  • كنوز اثرية من تل الورديات

    اضافة الى درج يصل الى داخل التل. كما تم العثور على مغائر تصل الى عين ماء في جوف التل. وما زالت التنقيبات التي تجريها الدائرة مستمرة بالموقع، على أمل اكتشاف المزيد من اللقى الأثرية المدفونة تحت التراب.

  • مدافن تل "نبع الصخر": توجد الى الجهة الجنوبية الشرقية من بلدة "نبع الصخر"، ويعد من أهم التلال الأثرية المكتشفة في المحافظة. يرتفع التل نحو 35 مترا، عن مستوى الأرض، بحيث يبدو جلياً لجميع بيوت القرية، اكتشف التل بالمصادفة، بعد عثور احد سكان القرية، على فتحة نفق صغير، حيث سارع الى إعلام دائرة الآثار "بالقنيطرة"، بدورنا قمنا بالكشف السريع على المكان، وتحديده كموقع اثري، مسجل اثرياً منذ 31/8/1983 بدائرة الآثار.
  • قلعة فيق فوق التل الاثري

    ومن خلال أعمال السبر والتنقيب، في الجهة الشمالية الشرقية من التل، فقد تم اكتشاف جزء من أساس قديم في البداية، بطول 1 متر وعمق 4 أمتار، بعد رفع الأساس تبين وجود نفق بعمق 1.5 متر وبعرض لا يزيد على 50 سم، يمتد من الشمال باتجاه الجنوب. ومن خلال الملاحظة أثناء العمل، اتضح أن الجهة الجنوبية مغلقة بردميات ترابية وحجرية، بينما الجهة الشمالية معتمة جداً، وهذا ما يؤكد امتداد وعمق النفق. حيث عثر على بعد مترين، على درج عدد درجاته 18 درجة، متوسط ارتفاع الدرجة من 20 الى 35 سم، ويصبح المدخل أكثر اتساعاً، كلما ازداد الانحدار.

    أما الجدران الجانبية، فهي من الحجر المضغوط الصلب، وسطح المدفن مغطى بكتل حجرية متطاولة، تتدرج بالنزول كلما اتجهنا نحو الأسفل، مع العلم أن ارتفاع الدرج يزيد على 2 متر في الأعلى، ويتسع كلما ازددنا هبوطاً.

    ينتهي هذا الدرج، بغرفة أبعادها 3 × 2.5 متر، وبارتفاع 3 أمتار، جدرانها من الحجر الغشيم المضغوط، وسقفها مخروطي مبني بشكل هندسي جميل ورائع. أما الأرضية فقد عثر فيها على الكثير من القطع الفخارية، والعظام النخرة، ما يدل على أن هذا المكان هو مدفن جماعي قديم، وحسب المعتقدات السورية القديمة، يدفن مع المتوفى ما كان يستعمله، استعداداً للحياة الأخرى.

    ومن وسط الجدار الأمامي الداخلي، ثمة مدخل قوسي بعرض 1 متر، وارتفاع 2 متر، يتسع المدخل بعدها ليصبح 1.5 متر وطول 6 أمتار وارتفاع 2 متر، أما سطحه فمغطى بست قطع حجرية كبيرة. وبعد عمليات البحث والتنقيب، تم اكتشاف مدخل آخرللمدفن من الجهة الجنوبية، وبعرض 1.5 متر وارتفاع 2 متر. يبلغ الطول الإجمالي للمدفن 22 مترا، من المدخل الرئيسي الجنوبي حتى النهاية الشمالية.

    عثر بداخل المدفن على 160 قطعة فخارية معظمها سليمة، وهي متنوعة الأشكال والأحجام والألوان، منها جرار وزباد وصحون وأباريق، يغلب عليها اللون الأبيض، والبني الفاتح والغامق والرمادي، وبعضها مصقول ولامع، والبعض الآخر خشن الملمس، وتدل هذه المكتشفات على أن هذا المدفن، يعود الى عصر البرونز الوسيط 2000 – 1500 قبل الميلاد».

  • تل "الورديات": يقع الى جوار قلعة "بانياس"، وقد عثر داخل الردميات لقى أثرية هامة، تعود الى القرن السادس الميلادي، مثل الجرار القبرصية التي كانت تستخدم لنقل النبيذ، اضافة الى اكتشاف صحون فخارية وبعض النقود، التي تعود الى عهد الإمبراطورين "جوستين الثاني وموريس تيبير"، وهما من أواخر القرن السادس الميلادي. كما دلت التنقيبات في التل، الى اكتشاف لقى أثرية تعود الى عصر الحديد الثالث، من القرنين السادس والرابع قبل الميلاد.
  • اضافة الى العثور على جدران من الحجارة الغشمية الكبيرة، تترافق مع مجموعة من الكسر الفخارية، لأواني الطبخ وأواني التخزين وصحون صغيرة وبعض الدمى الطينية، من أهمها على الإطلاق دمية طينية، تمثل فارساً ارخمينيا ذا تعبيرات فارسية، يحتضن شخصاً آخر يعتمر القلنسوة الكنعانية.

  • تل "كودنه": يقع التل وسط قرية "كودنه"، وقد عثر على كنيسة تحتوي على العديد من الكنوز الثرية الثمينة، وضعت في متحف "القنيطرة".
  • كما يوجد العديد من التلال الأثرية، مثل تل "كوم الباشا"، وتل "أبو قبيس" وتل "مسحرة"، اضافة الى تل "الاصبح الشرقي"، وتل "القاضي" وتل "الجوخدار"، وتل "جباثا الخشب" وتل "الأشعري" وتل "الفرس" وتل "أبو الندى" وتل "الروم". وغيرها الكثير من التلال الأثرية، التي عثر فيها على معالم حضارية وكنوز أثرية، متعاقبة في تاريخها على مر العصور.

    وما يميز بعض هذه التلال الأثرية وجود القلاع والحصون، على البعض منها. مثل قلعة "الحصن او بانياس" قلعة "العال" على تل "العال" وقلعة "فيق". وقد عثر بداخل بعض التلال الأثرية على مغائر وكهوف، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر، مغارة "عبيد" ومغارة "الدارة" في بلدة "جبا"، ومغارة "حضر"».