«يعد تل "نبع الصخر" من أهم التلال الأثرية، المنتشرة قي محافظة "القنيطرة"، وهو عبارة عن تل اثري، فيه معالم حضارية وثقافية، متعاقبة في تاريخها على مر العصور».

الحديث للسيد "عبد الله مرعي" مدير آثار "القنيطرة"، في حديث لموقع eQunaytra (يوم الأحد 14/9/2008) مضيفاً: «يقع المدفن الأثري، في تل "نبع الصخر" وسط البلدة تقريباً، ويرتفع التل نحو 35 مترا، عن مستوى الأرض، بحيث يبدو جلياً لجميع بيوت القرية، اكتشف التل بالمصادفة، بعد عثور احد سكان القرية، على فتحة نفق صغير، حيث سارع الى إعلام دائرة الآثار "بالقنيطرة"، بدورنا قمنا بالكشف السريع على المكان، وتحديده كموقع اثري، ممنوع لأحد العبث فيه أو إجراء اية أعمال حفر وغيرها. وهنا لا بد من التذكير، بأن تل "نبع الصخر" مسجل اثرياً منذ 31/8/1983 بدائرة الآثار، ومن خلال أعمال السبر والتنقيب، في الجهة الشمالية الشرقية من التل، فقد تم اكتشاف جزء من أساس قديم في البداية، بطول 1 متر وعمق 4 أمتار، بعد رفع الأساس تبين وجود نفق بعمق 1.5 متر وبعرض لا يزيد على 50 سم، يمتد من الشمال باتجاه الجنوب. ومن خلال الملاحظة أثناء العمل، اتضح أن الجهة الجنوبية مغلقة بردميات ترابية وحجرية، بينما الجهة الشمالية معتمة جداً، وهذا ما يؤكد امتداد وعمق النفق. حيث عثر على بعد مترين، على درج عدد درجاته 18 درجة، متوسط ارتفاع الدرجة من 20 الى 35 سم، ويصبح المدخل أكثر اتساعاً، كلما ازداد الانحدار. أما الجدران الجانبية، فهي من الحجر المضغوط الصلب، وسطح المدفن مغطى بكتل حجرية متطاولة، تتدرج بالنزول كلما اتجهنا نحو الأسفل، مع العلم أن ارتفاع الدرج يزيد على مترين في الأعلى، ويتسع كلما ازددنا هبوطاً. ينتهي هذا الدرج، بغرفة أبعادها 3 × 2.5 أمتار، وبارتفاع 3 أمتار، جدرانها من الحجر الغشيم المضغوط، وسقفها مخروطي مبني بشكل هندسي جميل ورائع. أما الأرضية فقد عثر فيها على الكثير من القطع الفخارية، والعظام النخرة، ما يدل على أن هذا المكان هو مدفن جماعي قديم، وحسب المعتقدات السورية القديمة، يدفن مع المتوفى ما كان يستعمله، استعداداً للحياة الأخرى. ومن وسط الجدار الأمامي الداخلي، ثمة مدخل قوسي بعرض متر واحد، وارتفاع مترين، يتسع المدخل بعدها ليصبح 1.5 متر وطول 6 أمتار وارتفاع 2 متر، أما سطحه فمغطى بست قطع حجرية كبيرة. وبعد عمليات البحث والتنقيب، تم اكتشاف مدخل آخر للمدفن من الجهة الجنوبية، وبعرض 1.5 متر وارتفاع مترين. يبلغ الطول الإجمالي للمدفن 22 متراً، من المدخل الرئيسي الجنوبي حتى النهاية الشمالية. عثر بداخل المدفن على 160 قطعة فخارية معظمها سليمة، وهي متنوعة الأشكال والأحجام والألوان، منها جرار وزبادي وصحون وأباريق، يغلب عليها اللون الأبيض، والبني الفاتح والغامق والرمادي، وبعضها مصقول ولامع، والبعض الآخر خشن الملمس، وتدل هذه المكتشفات على أن هذا المدفن، يعود الى عصر البرونز الوسيط 2000 – 1500 قبل الميلاد».

إقامة سور حوله، وزرع المنطقة بالأشجار من اجل إعطاء جمالية أكثر للموقع، وجعله نقطة جذب سياحي في القرية، إذ لا يكفي اكتشاف المواقع الأثرية فقط، من دون عمل حملة دعائية للاماكن المكتشفة، من اجل تعريف الناس بها، والاستفادة منها في السياحة الأثرية، إضافة الى السياحة الطبيعية، التي تشهدها محافظة "القنيطرة" خلال فصل الصيف

"علي الخطيب" أستاذ التاريخ، من أهالي بلدة "نبع الصخر"، طالب بإزالة البيوت والحظائر، التي تحيط بالتل، نظراً لأهميته التاريخية والحضارية، وبزيادة الاهتمام بالتل مثل «إقامة سور حوله، وزرع المنطقة بالأشجار من اجل إعطاء جمالية أكثر للموقع، وجعله نقطة جذب سياحي في القرية، إذ لا يكفي اكتشاف المواقع الأثرية فقط، من دون عمل حملة دعائية للاماكن المكتشفة، من اجل تعريف الناس بها، والاستفادة منها في السياحة الأثرية، إضافة الى السياحة الطبيعية، التي تشهدها محافظة "القنيطرة" خلال فصل الصيف».

الباب الرئيسي للمدفن
عبد الله مرعي