شغل متحف "القنيطرة" الأثري قبل عام 1967 م دوائر حكومية، أهمها دائرة النفوس والقائم مقامية بـ"القنيطرة"، بعد بناء عدة غرف في الطابق الثاني للمبنى الأثري، ثم رُمّم الخان بعد تهديم جزئه الشرقي من قبل العدوان الإسرائيلي، وهيئ ليكون متحفاً للآثار في محافظة "القنيطرة"، تم افتتاحه عام 1986 م. وللاطلاع على مكانته التاريخية حدثنا الأثري الأستاذ "فارس الصفدي" معاون مدير المتحف قائلاً:

«هو عبارة عن خان أثري طوله 40 م وعرضه 12م، ومساحته 480 م2 أنشأه في القرن التاسع الهجري في أواخر العصر المملوكي التاجر الثري "شمس الدين بن المزلق"، وهو الذي بنى عدة خانات أيضاً على طريق التجارة ما بين العمق السوري وفلسطين والبحر الأبيض المتوسط ومصر والجزيرة العربية. ويعتبر هذا الخان محطة استراحة هامة جداً على طريق القوافل التجارية والحجيج».

هو عبارة عن خان أثري طوله 40 م وعرضه 12م، ومساحته 480 م2 أنشأه في القرن التاسع الهجري في أواخر العصر المملوكي التاجر الثري "شمس الدين بن المزلق"، وهو الذي بنى عدة خانات أيضاً على طريق التجارة ما بين العمق السوري وفلسطين والبحر الأبيض المتوسط ومصر والجزيرة العربية. ويعتبر هذا الخان محطة استراحة هامة جداً على طريق القوافل التجارية والحجيج

وأضاف "الصفدي": «يقسم المتحف إلى رواقين بشكل طولاني، مدخله من الجهة الجنوبية وله مدخل صغير من الزاوية الجنوبية الغربية، وله أيضاً عدة نوافذ صغيرة من الاتجاهات الجنوبية والغربية والشمالية، أغلق بعضها للضرورات الأمنية بالمتحف. البناء سطحه مقبب ومبني من الحجر البازلتي الأسود، يرتكز سطحه على عدة أعمدة جانبية ووسطية، طول الضلع في كل عامود 5,1 م تقريباً.

أسس متحف "القنيطرة" في عام 1986 م وافتتح في العام نفسه، الذي سمي آنذاك عام المتاحف في القطر العربي السوري. وصدر المرسوم التشريعي رقم 557 لعام 1992 م بإنشاء متحف "القنيطرة"، وذلك لحفظ آثار وحضارة ومدنيات محافظة "القنيطرة"».

وتابع معاون مدير المتحف يقول: «يقع متحف "القنيطرة" وسط مدينة "القنيطرة" المحررة التي تبعد مسافة 70 كم إلى الغرب من مدينة "دمشق" العاصمة، وتعتبر مدينة "القنيطرة" عاصمة "الجولان" العربي السوري ومن أهم مدنه، وقد أسس المتحف في المبنى الأثري بعد إعادة ترميمه بشكل يليق بأن يكون متحفاً للآثار لمحافظة "القنيطرة"، بعد حرب تشرين التحريرية وتدمير مدينة "القنيطرة" من قبل العدو الصهيوني قبيل انسحابه منها مرغماً بعد حرب الاستنزاف عام 1974م».

وفيما يتعلق بمنطقة "الرفيد" الاثرية حدثتنا الآنسة "لورين يعسوف" العاملة بدائرة آثار "القنيطرة" فقالت: «تتبع لناحية القصيبة "الخشنية"، وتقع في أرض بركانية تنحدر شرقاً باتجاه "وادي الرقاد"، شرق "تل الفرس" بـ 3 كم، جنوب "وادي العشة" عند مفترق طرق "فيق ودرعا والقنيطرة"، إلى الجنوب من بلدة "خان أرنبة" بـ 3كم...

هي منطقة أثرية احتوت على العديد من المعالم الأثرية، مثل الكنيسة وأجزاء من الأقواس وحجارة منحوتة عليها كتابات يونانية وزخارف، والعديد من البيوت والحظائر المستخدمة حالياً من قبل السكان، والتي تعود إلى الفترتين النبطية والغسانية، وخير شاهد على رقي فن عمارة الحظائر حظيرة لمواطن من "آل الضبع".

وأشارت "يعسوف" إلى أنه من المحتمل أن تكون قرية "الرفيد" هي موقع "الرافة"، الوارد ذكره في حوليات الفرعون المصري "تحوتمس" الثالث (1490-1436 ق.م)، عثر في مداخلها على روائع الزجاج الجولاني من القرن 2 م وهو محفوظ في متحف "دمشق" الوطني، ولقد دمرها المعتدي الصهيوني عام 1967م».

أما عن كوم "محيرس" الأثري فتابعت تقول: «"كوم محيرس" قرية صغيرة تقع إلى الشمال من طريق "دمشق القنيطرة" بنحو 3 كم، إلى الشرق من بلدة "خان أرنبة" بنحو 5 كم تقريباً، يتوسطها تل أثري يعرف باسم "تل محيرس" مساحته 10000 م2 ويبلغ ارتفاعه نحو 25 م، يحيط به سور تظهر جوانبه من الجهة الغربية. ويؤرخ التل للعصر البرونزي. ومن الجدير ذكره أن جميع الأراضي المحيطة بالتل تغمر بمياه الأمطار لفترة تزيد على الربع الأول من كل عام. ولقد تم التعرف من خلال الكسر الفخارية المتناثرة على التل على وجود استمرارية سكنية فيه تعود إلى العصور الرومانية والبيزنطية. وقد أجرت دائرة آثار "القنيطرة" مواسم تنقيب في عامي 2005 و2006 م، وكشفت عن جزء من سور ضخم ودرج مؤلف من 13 درجة ترتكز على السور.

و"نبع الصخر" تقع إلى الجنوب من بلدة "خان أرنبة" بنحو 14 كم إلى الغرب من "تل الحارة"، تتميز بكثرة الينابيع والصخور البازلتية. ومن أهم الينابيع: "عين خيزر": إلى الشمال الغربي من القرية، "العين الكبيرة": إلى الشمال الشرقي من التل الأثري.

"عين بندر" وعيون "مرزن": إلى الشمال من قرية "نبع الصخر"، يشكلان مجرى مائياً يخترق القرية من الشمال إلى الجنوب، يرفد وادي "العلان".

ومن معالمها الاثرية التل الأثري الذي يقع في وسط القرية، تم الكشف فيه عن مدافن تعود لعصر البرونز الوسيط، من قبل البعثة الوطنية بدائرة آثار "القنيطرة"، وعثر فيه على ما يزيد على 100 قطعة أثرية متنوعة الألوان والأشكال، حُفظت وعرضت في متحف "القنيطرة".