أكد مدير عام الآثار والمتاحف "د.بسام جاموس" أثناء افتتاح "مؤتمر عن الآثار في سورية وقبرص" مساء 29/6/2008 وفي تصريح خاص ل(elatakia) على أهمية المشروع الاستراتيجي بين المديرية العامة للآثار والمتاحف وبين المؤسسات العلمية العالمية فيما يخص المدن المنسية، وهو مشروع وطني لتأهيل وتوظيف قسم وبعض القرى من المدن المنسية بين حلب وادلب.

 وقد بدأ مشروع بين الحكومتين السورية والبلجيكية حيث أنجز ثلاثة دروب مشاة. وكذلك هناك مشروع آخر مع الجانب الفرنسي لتأهيل عشرات القرى في هذه المدن، كونها تشكل جنة فردوس العلماء من الناحية المعمارية من جهة والهندسية، كما من ناحية المعطيات الأثرية في هذه المدن الرائعة، إضافة إلى وضع لوحات دلالية باللغتين العربية والأجنبية. ويرتاد الآن  أكثر من عشرات الآلاف  من السياح ليمشون 3 كم في هذه الدروبوأوضح قائلاً: "سورية الآن جنة وفردوس العلماء، باعتراف جميع العلماء وبناءً على تصريحاتهم العديدة. وأكبر دليل على ذلك أنه في كل يوم هناك كشف جديد، يضيف الوليد إلى التليد في هذه المنطقة.وكثير من المعطيات غيرت المسلمات التاريخية، ومثال ذلك اللوحة الجديدة التي تمثل طائر النسر، (شعار الجمهورية العربية السورية)، وأكد هذه اللوحة بأن هذا الشعار انطلق من سورية منذ عشرة آلاف سنة قبل الميلاد. وأيضاً العمارة التي تمت في قرى العصر الحجري الحديث على الفرات الأوسط وفي تل سد غوطة دمشق أكدت هذه العمارة على عبقرية المعماري السوري الذي نحت جميع منازله بشكل طولاني مما شكل ثورة معمارية هامة في عصر الألف العاشر إلى الألف السابع قبل الميلاد.. كما أن رقم منزل التاجر أورتينو في مملكة أوغاريت والذي ذكرت به أسماء أماكن جغرافية بمقدمتها /كسب وجباليا/ اعتبرت ثورة معمارية أيضاً.. والمعبد الفينيقي الذي تم العثور عليه في تل سيانو أعطى معلومات هامة جداً في التاريخ الاقتصادي والديني في تلك المنطقة.."

وعن آخر المعطيات الأثرية أشار إلى أنها تضمنت العثور على عظام لسفينة الصحراء، جمل عملاق يبلغ حجمه ضعفي الجمل الحالي في البادية التدمرية ويعود إلى 300 ألف عام خلت، ومسلة هيروغليفية مصرية تدل على عمق العلاقات التي تربط سورية مع مصر بالألف الثاني قبل الميلاد، والمدفن الملكي لأسرة عبد البلشوري العربية، حيث عثر بداخل هذا المدفن على مجموعة من الرسوم الهامة جداً هي تقديمات، إضافة إلى مجموعة من الرجال والنساء المهمين في مجتمع تدمر،وهذه الوجوه كأنها حية لم يتبق سوى أن تتحدث وتنطق، ونقش بجانبها أسماء الرجال والنساء المتواجدة في المدفن ويدل على أن هذه الأسرة كانت عريقة وعلى مستوى حضاري وسياسي متطور..

وأكد على أن البعثة الوطنية في قلعة المرقب بمدينة بانياس، عملت على إعادة تأهيل وتوظيف القلعة وأنجز 80% من الترميم بالجدران الخارجية كما تم وضع حواجز واستنادات لمنع الخطورة ولمساعدة كبار السن والأطفال، وعثر في القلعة منذ أيام قليلة على لوحة الدنيوية عن يوم الحساب في الآخرة "المطهر" بألوانها المتميزة. وتعتبر من أهم المكتشفات الأثرية في سورية، ولم تستكمل المعلومات لكن سيعلن عنها خلال الأيام القليلة القادمة..