«قرية "خسفين" من قرى "جولاننا" المحتل أخذت اسمها من قرية قديمة "خسفتها" الزلازل في الأزمنة الغابرة، وقد عثرت دائرة الآثار والمتاحف في العام 1942م على الكثير من القبور الفردية وبداخلها لقى أثرية متنوعة أغلبها محفوظ في المتحف الوطني "بدمشق"».

بحسب كلام السيد "عبد الله مرعي " مدير دائرة آثار القنيطرة، مضيفا: إن وجود العديد من هذه القبور والآثار المنقولة وغير المنقولة في "الجولان" يدل على الانفتاح الحضاري والإنساني والتفاعل الذي شهدته المنطقة على مر التاريخ، ويذكر السيد "مرعي" في لقاء مع موقع eQunaytra (الثلاثاء10/6/2008) نقلا عن دراسة للباحث "جورج عيسى" شملت آثار خسفين: إن الزيارة التي قام بها الباحث "شوماخر" إلى المنطقة في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي دلت على بقايا بناء في الطرف الغربي من البلدة بطول 48،5 متراً من الشمال إلى الجنوب وبعرض 40.5 متراً من الشرق باتجاه الغرب بالإضافة إلى بوابة ضخمه في الجنوب عرضها 3.5 أمتار وباحة مستطيلة عرضها 6 أمتار ويحيط بها جدار سماكته 90 سم وجدار خارجي تتراوح سماكته بين مترين وثلاث أمتار، وفي العام 1642م تم اكتشاف مخططات شملت 54 قبرا ومدفناً فردياً وبعض اللقى الأثرية تتكون من أوان وأدوات زجاجية وفضية وأحجار كريمة وعاجيات ومنحوتة ومغازل وابر مصنوعة من العظم.

ومن الآثار الموجودة في قرية "خسفين" مدرج ارتفاعه 3.5 سم وبقطر 18 سم مزخرف بألوان مختلفة وآخر من الزجاج الحليبي اللون ارتفاعه 5.5 سم وقطره 10.65 سم وتمثال برونزي يمثل ربة الجمال "فينوس– افروديت" من العصر الروماني إضافة إلى تمثال ثالث على شكل فيل بطول 22.5 سم وعلب مجوهرات شبه مربعه لها غطاء بشكل شبه هرمي يعلوه لوح يمثل ربات الطبيعة ويحيط بهذا المشهد إطار زخرفي مؤلف من أغصان نباتية متداخلة ومقبض سيف من العاج وإناء زجاجي اخضر اللون ارتفاعه 42 سم وقطره 10.5 سم وصحن من الزجاج ووعاء على شكل دائرة "طاسه" لها مقبضان ارتفاعها 6.6 سم وقطرها من الأعلى 24 سم ومن الأسفل 14.4 سم إضافة إلى مجموعة كبيرة من الإبر والمغازل العظمية وأدوات في الطب والجراحة كالملاقط والدبابيس البرونزية فضلا عن وجود خاتم وقفل عقد ومشبك من الصفيح المضغوط وعلب للمجوهرات وصندوق من العاج وتمثال برونزي صغير يمثل "فينوس" واقفة عارية تستر جسدها بيدها اليسرى وترفع يدها اليمنى للأعلى وقد زين عنقها بطوق ذهبي وفي كل من يديها وسوار وفي رجليها خلخال، وجميع هذه اللقى تعود إلى العهود الاليونانية والرومانية والبيزنطية وجميعها معروضة في "المتحف الوطني بدمشق".

بعض من اثار "خسفين"

ويضيف الأستاذ "مرعي": يوجد بعض الآثار غير المنقولة في قرية "خسفين" مثل الطرق القديمة المرصوفة بالحجارة البازلتية والتي استخدمت كطرق للمواصلات بين القرية والقرى المجاورة ومنها طريق "خسفين– القدس"، و"خسفين- طبريا" عبر "فيق" للوصول إلى "دمشق" شمالا و"نوى" شرقا عبر "جسر الرقاد" وهذه الآثار تدل على صلة "الجولان بدمشق وحوران" والمنطقة المجاورة خلال عهود "الآراميين والأموريين والكنعانيين والأنباط والغساسنة والمسلمين".

عبد الله مرعي