جبل الشيخ أو ما يعرف بالحرمون هو ابو المياه، كما انه أقدم وأعلى مكان سكنه الإنسان منذ القدم، ويوجد فيه قصر شبيب أو ما يطلق عليه اسم قصر عنتر وهو من أقدم المعابد في الشرق ويقع في اعلى قمة جبل الشيخ التي تعرف باسم قصر شبيب.

يبلغ ارتفاع المعبد 2814 م ويعتبر من اعلى المعابد الرومانية في الشرق القديم كما يصفه الباحث وصفي زكريا فيقول عنه:

قصر شبيب أو قصر عنتر عبارة عن معبد يقع في اعلى قمة جبل الحرمون، يوجد فيه قبة مخروطية ترتفع عما حولها من الأرض 6 أمتار وقد حفر في أعلاها تجويف– مغارة– قطره من 3-4 أمتار اضافة الى مغارة، كما يوجد سور حجري يحيط بالتجويف مبني من الحجارة البيضوية الكبيرة وحول القمة يوجد سور حجري آخر مؤلف من مدماكين من الحجارة بني الأول على الصخر بعد نحته وتسويته وهو من الحجر المنحوت بدقة عالية يبلغ طول الحجر الواحد من 60- 420 سم وعرضه وارتفاعه 70 سم. يقع الى الجنوب من السور آثار وأطلال المعبد الصغير المبني من الحجارة الضخمة ذات الشكل المحدب، كما يوجد في الجهة الشمالية الشرقية مغارة أخرى عميقة وفي مدخلها عمودان.

بقايا قصر شبيب- جبل الشيخ

في العام 1869 اكتشف العالم الانكليزي وارن حجراً بجانب جدار المعبد مكتوب عليه نص باليونانية يقول:

بأمر الإله الأعظم المقدس الذين اقسموا من هنا.

وهذا ما دفع المؤرخين الى تحليلات وتفسيرات متنوعة ومتعددة حول الإله الأعظم ومن هم الذين اقسموا؟ وقد اعتبر الإله المقدس هو نفسه بعل حرمون الوارد ذكره في بعض الكتب المقدسة والذين اقسموا هم المؤمنون الذين صعدوا الى هذا المعبد لتأدية الطقوس المطلوبة والطواف حول القمة المخروطية الشاهقة الارتفاع، وعليهم أن يقسموا على الطاعة قبل أن يتجاوزوا المكان الذي وضع فيه الحجر وهذا ما يؤكد أن المكان كان محرما على البعض وقد استمر النشاط الديني في معبد قصر عنتر حتى العصر الأموي.

عثر في المعبد على نقود وحلي تعود الى العصر الروماني والبيزنطي والأموي وهي محفوظة في متحف القنيطرة.

يمكن الوصول الى القصر عن الطريق الجبلي الوعر عند حدود بلدة عرنة باتجاه الغرب.

يعتبر المعبد من اعلى معابد العصر الروماني في الشرق على الإطلاق ومساحته لا تتجاوز 30×50 م اضافة الى أكثر من 25 معبدا تتوزع على سفوح جبل الشيخ وكان قصر شبيب يشرف على جميع هذه المعابد.