في كل يوم جمعة يتحول مقام "أبي ذر الغفاري" الواقع في قرية "طرنجة" "بالقنيطرة" إلى مكان يكتظ بالزوار من داخل سورية وخارجها، البعض يأتي بقصد زيارة مقام أحد الصحابة الكرام وتذكر مآثره، والبعض الآخر يأتي طلباً لتحقيق الأماني والشفاء من الأمراض.

موقع eQunaytra التقى السيد "حسام الشيخ" بتاريخ 27/1/2012م خلال زيارته للمقام فقال: «في كل جمعة نأتي لزيارة مقام الصحابي "أبي ذر الغفاري" للتبرك بسيرته وخصاله الحميدة، فزيارة مقامات الصحابة والصالحين تورث الطمأنينة في النفوس، ولقضاء الحوائج وغفران الذنوب وبنفس الوقت للسياحة لكون المقام محاط بأشجار حراجية كثيفة وفيه مناخ رائع جداً وبعد الانتهاء من الزيارة نشعر بشيء من الراحة والاطمئنان».

كان ولدي يعاني من صداع شديد في الرأس وتم أخذهُ إلى أكثر من طبيب ومستشفى ولكن دون نتيجة لذلك قمت بزيارة إلى مقام "أبي ذر الغفاري" للدعاء والصلاة وقمنا بذبح رأس من الغنم في أرض المقام وتوزيعه على الفقراء والمحتاجين في القرية وعلى زوار المقام بهدف التقرب من الله والدعاء لولدي بالشفاء

أما السيدة "دلال السعد" فتقول: «كان ولدي يعاني من صداع شديد في الرأس وتم أخذهُ إلى أكثر من طبيب ومستشفى ولكن دون نتيجة لذلك قمت بزيارة إلى مقام "أبي ذر الغفاري" للدعاء والصلاة وقمنا بذبح رأس من الغنم في أرض المقام وتوزيعه على الفقراء والمحتاجين في القرية وعلى زوار المقام بهدف التقرب من الله والدعاء لولدي بالشفاء».

السيد "ناصر أسعد حمود"

السيد "ناصر أسعد حمود" مختار قرية "طرنجة" قال: «إن زيارة مقام "أبي ذر الغفاري" جزء من المعتقدات الشعبية والدينية فالمقام له قدسيته ومكانته في المجتمع، وأعرف الكثير من الناس الذين جاؤوا إلى المقام وقدموا ذبيحة بجواره بهدف تحقيق الامنيات ومنهم من تتحقق أمنياته بعد الانتهاء من الزيارة، ويعرف لدى العامة أبي در ( بالدال وليس الذال) وذلك لما شاع عنه أن كثيراً من النساء المرضعات اللاتي لا يدررن الحليب يزرن المقام على نية حل هذه المشكلة وما إن ينتهين من الزيارة حتى يبدأن الإرضاع بشكل طبيعي».

وعن كيفية الوصول إلى المقام يقول المختار: «يبعد المقام عن وسط قرية "طرنجة" حوالي /650/ م باتجاه الشرق وهو مخدم بالطرق والصرف الصحي والنظافة حيث يتم تنظيف ساحة المقام باستمرار لتأمين راحة الزوار، ومحاط من جميع الجهات بالأشجار المعمرة كالسنديان والبلوط والبطم التي تشكل مكان اصطياف وتنزه للناس وزوار المقام خلال فصل الربيع والصيف».

مقام "أبي ذر الغفاري"

أما السيدة "هناء قويدر" معاونة رئيس دائرة آثار "القنيطرة" فتقول: «يتوضع المقام فوق رابية مرتفعة ويبعد عن بلدة "خان أرنبة" حوالي /7/ كم شمالاً ويتألف البناء من غرفتين حديثتي العهد أقيمتا فوق مقام "أبي ذر الغفاري" وتحيط بالبناء مقبرة إسلامية وسط غابة من أشجار السنديان والبلوط المعمرة والضخمة حيث تظلل أغصانها المقام بأكمله.

و"أبي ذر الغفاري" هو جندب بن جنادة المكنى بأبي ذر الغفاري نسبة لقبيلة غفار وقيل اسمه جندب بن السكن ويقال بن جنادة، اتصف بجرأة القلب ورجاحة العقل وبعد النظر».

مقام "أبي ذر الغفاري" بين الأشجار المعمرة

والجدير بالذكر أنه يوجد في محافظة "القنيطرة" مقام آخر هو مقام "سعد الدين الجباوي" الذي يقع وسط قرية "جبا" التي تبعد عن بلدة "خان أرنبة" /3/ كم باتجاه الجنوب، وهذا المقام عائد للشيخ "سعد الدين الجباوي" وولده "علي" صاحب الطريقة السعدية، بني في العصر الإسلامي المتأخر، ويقع المقام ضمن جامع "مسجد جبا" يؤمه الزوار والسياح بأعداد كبيرة من جميع المناطق السورية.