على بعد /16/ كم إلى الجنوب الغربي من مدينة "فيق" "بالجولان" المحتل وفي نهاية طريق معبدة تنحدر عميقاً بعد مرورها بقرية "كفر حارب" المحاذية من علو الجزء الجنوبي لبحيرة "طبرية"، إلى حيث الضفة اليمنى لنهر "اليرموك" قبيل أن يصب في نهر "الأردن" إثر خروجه من بحيرة "طبرية"، وفي وهدة عميقة من الأرض تنخفض عن مستوى سطح البحر /150/ متراً تقريباً يقع منتجع "الحمة" الشهير عالمياً وذو التاريخ المغرق في القدم، حيث أول إشارة له كانت من قبل المؤرخ "سترا بوسنه" /63/ قبل الميلاد ولليونان والرومان في الموقع بقايا وآثار أهمها المسرح الروماني والمدرج الذي بني على السفح الشرقي لأحد التلال المحيطة ليتسع إلى أكثر من /1500/ شخص.

ويقول الأستاذ "عبد الكريم العمر" رئيس تحرير جريدة "الجولان" وباحث في شؤون "الجولان" لموقع eQunaytra: «عرفت "الحمة" في القرن السادس الميلادي باسم "آماثا جادارا" و"جادارا" هي "أم قيس" الأردنية حالياً على ضفة "اليرموك" المقابلة، وصف المؤرخ "انطونيوس مارتير" "الحمة" كمياه شافية لداء الجُذام وعرفها العرب منذ الجاهلية بحمة الشام أي الماء الساخن، وذكرها المؤرخ "المقدسي" في كتابه "أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم" بقوله إذا أصيب أحد بجرب أو انتفاخ أو ناصور أو غير ذلك وتحمم في مياهها ثلاثة أيام فإنه يشفى، وقد شهدت "الحمة" قبل الاحتلال الصهيوني "للجولان" عام 1967م ازدهار السياحة العلاجية من داخل "سورية" وخارجها، وكثافة حركة وسائل النقل إليها في أشهر الشتاء والربيع فضلاً عن حركة القطارات التي تصلها عبر الخط الحديدي القديم "دمشق"- "درعا"- "الحمة" الذي كان يصل إلى "حيفا" قبل الاحتلال الصهيوني لفلسطين عام 1948م، وأقيمت في "الحمة" شقق سياحية للإقامات الطويلة للموسرين بين البساتين والحدائق المنسقة الغناء الحافلة بإنتاج الورود والكريفون والموز».

الينابيع الثلاثة الحارة "المقلى" وحرارته /49/ درجة مئوية، "البلسم" وحرارته /40/ درجة مئوية، "الريح" /36/ درجة مئوية، وتعطي ما يقرب من /15/ مليون ليتر من الماء في النهار وكلها تحوي جوهرة الراديوم المشع الذي يشكل سر الفائدة والفعالية في مداواة الكثير من الأمراض والعلل ويوجد إلى جانب هذه الينابيع الحارة ينبوع ماء زلال غزير، وبارد وسائغ فيه الراديوم ما يزيد على ما في الينابيع الثلاثة الحارة ويسمى عين "بولص" وهو فعال في الهضم بسبب احتوائه على البيكربونات ما يجعله قريباً من مياه "فيشي" المعدنية مع خلوه من غاز ثنائي الكبريت الذي لا يصلح للشرب والموجود بنسب هامة في الينابيع الثلاثة الحارة وتلتقي مياه الينابيع الأربعة لتشكل نهر "الحمة" الساخن الذي يرفد نهر "اليرموك" في الأخدود الواقع إلى الغرب من البلدة السياحية الجميلة

وعن الينابيع التي كانت في "الحمة" يقول "العمر": «الينابيع الثلاثة الحارة "المقلى" وحرارته /49/ درجة مئوية، "البلسم" وحرارته /40/ درجة مئوية، "الريح" /36/ درجة مئوية، وتعطي ما يقرب من /15/ مليون ليتر من الماء في النهار وكلها تحوي جوهرة الراديوم المشع الذي يشكل سر الفائدة والفعالية في مداواة الكثير من الأمراض والعلل ويوجد إلى جانب هذه الينابيع الحارة ينبوع ماء زلال غزير، وبارد وسائغ فيه الراديوم ما يزيد على ما في الينابيع الثلاثة الحارة ويسمى عين "بولص" وهو فعال في الهضم بسبب احتوائه على البيكربونات ما يجعله قريباً من مياه "فيشي" المعدنية مع خلوه من غاز ثنائي الكبريت الذي لا يصلح للشرب والموجود بنسب هامة في الينابيع الثلاثة الحارة وتلتقي مياه الينابيع الأربعة لتشكل نهر "الحمة" الساخن الذي يرفد نهر "اليرموك" في الأخدود الواقع إلى الغرب من البلدة السياحية الجميلة».

الأستاذ "عبد الكريم العمر"

وتابع "العمر" حديثه في نفس السياق بالقول: «مياه "الحمة" السورية تقضي على السرطانات بفعل الراديوم وفعاليته الإشعاعية Radio activity إن أشعة الراديوم لها تأثيرات مختلفة على الخلية الحية تبعاً لطريقة توجيهها وكميتها، فإذا كانت كمية الإشعاع قوية وشديدة فهي تقضي على كل كائن حي بلا جدال، وإذا كانت الكمية أقل شدة فهي تقضي على عناصر الخلايا الحساسة وتبيدها، وعلى هذا الأساس يستفاد طبياً من أشعة الراديوم فالخلايا الحية في الأجسام تظهر حساسية مختلفة تجاه الإشعاعات ومن الملاحظ فنياً أن الأنسجة التي تحوي خلايا ولود هي التي تتأثر بصورة خاصة من أشعة الراديوم ولذلك فإن الراديوم يفيد جداً في مكافحة الأورام وهي أجسام ذات خلايا تتكاثر بفعالية سريعة وإذا وجهت الأشعة بكمية قليلة فهي تعجز عن قتل الخلايا الحساسة ولكنها توقف نموها وتكاملها، وأما إذا كانت بمقادير ضئيلة كما هي في مياه "الحمة" فإنها تنشط وتوقظ الحياة في الخلية الحية وهذا يعطي لمياه "الحمة" السورية مزيتها الفريدة بين مياه العالم المعدنية».

أما السيد "حافظ النهار" الذي شغل مهمة قائد موقع "الحمة" قبل الاحتلال1967م فيقول: «"الحمة" حمام أثري في جنوبي "الجولان" ضمن منطقة تقع بين "سورية" و"الأردن" و"فلسطين" تتبع "لسورية" مساحتها /4/كم2، يحدها من الجنوب المملكة الأردنية، وكان المشرف الأول عليها وصاحب الامتياز "سليمان ناصيف"، وكان يوجد فيها حوالي /30/ فيلا مفروشة للاستثمار السياحي وحولها حدائق فائقة الجمال، وتصل المياه المعدنية إلى الفـيلات ما عدا مياه البلسم، بالإضافة إلى مباني حجرية على نظام الشاليهات ومباني بألواح التوتياء لاستقبال الزوار الذين وصلت أعدادهم ما يقرب من /10000/ زائر يومياً، كما كان يوجد فيها فندق سياحي كامل ومسجد، وأطرافها معبدة ومشجرة بأشجار زينة ملونة بكل الألوان وفيها بيارة كريفون ويزرع فيها الموز والحمضيات بأنواعها، وفيها نبع "السبع عيون" لمياه الشرب الحلوة، والحمامات الثلاثة المقلى والبلسم والريح كل منها ضمن بناء حجري مسقوف ولكل نوع من المياه /4/ حمامات أبعاد كل حمام /8-16/م اثنان درجة أولى واثنان درجة ثانية».

حمام "البلسم"
حمام "الريح"