"الجولان" أرض المسايل الصخرية والأودية العميقة والتي تغطيها بكثافة عالية، حتى إن المشهد العام للمنطقة يبدو كمقطع شجرة ضخمة يشكل منخفض "الأردن" جذعها والأودية الرافدة أغصانها الرئيسية والمسايل المتشابكة فروعها الصغيرة والتلال البركانية ثمارها، ومن أغصانها الرئيسية وادي "النسرة" أو ما يعرف بـ"الغراب" والذي يتميز بوجود سبعة شلالات يرتفع أكبرها نحو /20/م.

ويقول الأستاذ "عز الدين سطاس" الباحث في تاريخ "الجولان" لموقع eQunaytra: «يعرف وادي "النسرة" أيضاً بوادي "غراب" ويتشكل من مسيلين رئيسين المسيل الجنوبي يبدأ غرب جب التين غرب قرية "واسط" وعند مستوى /760/م فوق سطح البحر ويأخذ اتجاه شرق- غرب مع تقوس في الوسط ويمر شمالي قرية القنعبة، والمسيل الشمالي يبدأ من أراضي عيون الحجل والكرز الطويل عند مستوى /1000/م فوق سطح البحر ويأخذ اتجاه جنوب - غرب، فشرق- غرب ويعرف عندها بوادي "النسرة"، حيث يلتقي المسيلان شمال غرب قرية القنعبة "الظاهرية" عند المستوى /530/م تقريباً.

يبلغ طوله من أقصى نقطة لبداية مسيله الأطول نحو /13/كم منه فقط /1.5/كم طول الوادي الحقيقي ويغطي حوضه نحو /33/ كم2 وهو وادٍ موسمي الجريان على الأغلب وغزير في الشتاء، حيث يصل تصريفه أحياناً إلى /30/م3/ثا غير أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي أقامت سداً تخزينياً في حوضه الأعلى فتراجعت غزارته حتى أيام الشتاء، وتكثر في هذا الوادي جرون النحل البري ويعيش فيه حيوان الوبر بكثرة

ويسير المجرى المشترك باتجاه شرق- غرب وينتهي في سهل الحولة ما بين عيون النخلة في الشمال وخان خيام الوليد في الجنوب عند المستوى /150/م، وبعد خروجه من الجرف الصخري بحوالي /1,25/كم، ويأخذ هذا الوادي شكل الوادي الحقيقي اعتباراً من المستوى /600/م، ويستمر بهذا الشكل فقط لمسافة /1.5/كم، حيث ينفتح عند المستوى /200/م، وبذلك يكون فرق الارتفاع بين هاتين النقطتين نحو /400/م وهذا يعني انحداراً شديداً، حيث يبلغ /266/م، ويفسر ذلك الشكل الخانقي العميق لهذا الوادي».

الأستاذ "عز الدين سطاس"

وعن أوصاف الوادي يقول "سطاس": «يبلغ طوله من أقصى نقطة لبداية مسيله الأطول نحو /13/كم منه فقط /1.5/كم طول الوادي الحقيقي ويغطي حوضه نحو /33/ كم2 وهو وادٍ موسمي الجريان على الأغلب وغزير في الشتاء، حيث يصل تصريفه أحياناً إلى /30/م3/ثا غير أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي أقامت سداً تخزينياً في حوضه الأعلى فتراجعت غزارته حتى أيام الشتاء، وتكثر في هذا الوادي جرون النحل البري ويعيش فيه حيوان الوبر بكثرة».

أما عن ميزات الوادي يضيف "سطاس": «يتميز وادي النسرة "الغراب" بأنه ينحدر المسيل الشمالي في مجراه الأدنى على شكل مدرجات تتحول إلى شلالات في مواسم الفيض تتراوح ارتفاعاتها بين /10-25/م وهي سبعة شلالات أكبرها هو الخامس ويرتفع نحو /20/م يليه السابع ويرتفع /10/م، وتنساب المياه على الشلالات الستة الأولى على صخور بازلتية سوداء في حين تنحدر المياه في الشلال السابع على صخرة جيرية بيضاء.

جانب من وادي النسرة "غرابة"

وقد كشف الحت في الوادي عن تسع طبقات اندفاعية بازلتية تتراوح سماكاتها بين /2-17/م ويعود عمر الطبقة السفلى إلى حوالي /1,850/ مليون عام أما العليا فيعود عمرها إلى /740/ ألف عام وتوجد طبقة غضارية بين كل طبقتين بازلتيتين وهذا يعني حدوث تسعة نشاطات بركانية في هذه المنطقة».

وذكر الدكتور "عرسان عرسان" مدير الموارد المائية بمحافظة "القنيطرة" أنه: «يبدأ وادي "النسرة" من قرية "عين الحجل" ويتجه غرباً إلى قرية "الفرن" فقرية "واسط" حيث يصبح اسمه وادي "غرابة" ثم ينتهي في سهل "الحولة", وقد أقامت إسرائيل على هذا الوادي وروافده سد "المنصورة" غرب مدينة "القنيطرة"، كما تم أنشأ سد "واسط" على وادي "النسرة" الرافد لنهر "الأردن" ووادي "الشيخ محمد" وسيل "حمزة" في موقع شمال قرية "واسط", حيث يحاذي كتفه الأيسر طريق "واسط - القنيطرة" مباشرة, وجسم السد الأساسي يحاذي طريق "واسط – القلع" مباشرة، ووادي "النسرة" يصب في نهر "الأردن" شمال بحيرة "طبرية"».

الدكتور المهندس "عرسان عرسان"