يعتبر نهر "بانياس" في "الجولان" من أهم المصادر المائية في المنطقة ومحيطها لما يحمله من كميات مياه ترويها، بالإضافة إلى أنه يغذي نهر "الأردن" بكمية كبيرة من المياه.

وعن سبب تسميته بهذا الاسم يقول الأستاذ "عز الدين سطاس" الباحث في تاريخ الجولان لموقع eQunaytra: «أخذ هذا النهر اسمه من بلدة بانياس "بانتوم" وهي بلدة تقع شمالي "الجولان" عند أقدام الجزء الجنوبي الغربي من "جبل الشيخ" وعلى بعد /2.5/كم تقريباً من الحد الغربي للمنطقة المجردة من السلاح، وقد أطلق السلوقيون هذا الاسم على الموقع نسبة إلى الإله الوثني "بان" وهو إله الرعاة والجبال والغابات والحيوانات البرية لدى الإغريق ويبدو أن الموقع فرض هيبته فعزوا إليه قوى فوق طبيعية ميتافيزيقية، ويتزود هذا النهر من نبعين يقع الأول تحت معبد "بان" وعلى ارتفاع /325/م فوق سطح البحر وهو النبع الرئيسي وتتدفق مياهه من كتلة من الصخور انزلقت نتيجة زلزال أصاب المنطقة في الماضي وسدت مخارج الكهف الكبير الذي كانت المياه تسيل منه مباشرة، ويقع الثاني على بعد /600/م تقريباً من الأول ويطلق بعضهم عليه اسم "فامياس" ويعد الجزء الجنوبي الغربي من حرمون مصدر هذين النبعين حيث تترشح مياه الأمطار والثلوج الذائبة عبر الصخور الكلسية في هذا الجزء من حرمون إلى طبقة خازنة ومن ثم تتدفق على شكل ينابيع غزيرة عند أقدام حرمون وكتفيه الشمالي الغربي والجنوبي الشرقي، ويشار إلى اعتقاد ساد في العصور القديمة يفيد بأن نبع "بانياس" يستمد مياهه من بحيرة مسعدة "رام"».

تعد مياه نهر "بانياس" مياهٌ عذبة وصافية فهي خالية من الأملاح وتتفاوت حرارة النبعين فهي في النبع الأول الأساس نحو /15/ درجة مئوية أما الثاني فهي /5/ درجات مئوية أي إنهما نبعان باردان ويختلف تصريف نهر "بانياس" السنوي بحسب المصادر ما بين /180-122-120/ مليون متر مكعب

أما في ما يتعلق بمواصفات النهر يضيف "سطاس": «يبلغ طول نهر "بانياس" نحو /10/ كم من منبعه حتى اتحاده مع نهر "الدان" جنوب تل "الشريعة" بحوالي /1/كم، منه نحو /1/ كم داخل الأراضي السورية ومن خط الرابع من حزيران، ويتشكل شلالاً رائعاً على بعد /1400/م خط نظر من منبعه أي في المنطقة المجردة من السلاح ويبلغ ارتفاع هذا الشلال نحو /17/م، يجري باتجاه شمال شرق- جنوب غرب، وهو نهر سريع الجريان بسبب انحداره الكبير حيث يبدأ من ارتفاع /325/م فوق سطح البحر وينتهي عند ارتفاع /90/ م تقريباً وهذا يعني فرقاً بمقدار /235/م وفقط مسافة /10/ كم ويرفد من اليمين وادي "الخشب" بعد /300/ م تقريباً من نبعه الأساس وكذلك يرفده ووادي "العسل" من اليمين في موقع يقع شمال غرب تل "العزيزيات" بحوالي /900/ م أما من اليسار فيرفده وادي "السعار" بعد /500/ م تقريباً من نبعه الأساس.

الأستاذ "عز الدين سطاس"

كما يشق نهر "بانياس" مجراه عبر صخور بازلتية قاسية تدفقت من براكين شمال "الجولان" ولاسيما تل "الأحمر" وقد تمكن من تعميق مجراه إلا أنه لم يتمكن من توسيع مجرى إذ يبلغ عرض مجراه نحو /4-6/ م أي إن الحت الرأسي لهذا النهر أقوى من الحت الجانبي بسبب طبيعة الصخور البازلتية وشدة الانحدار، وقد قدر بعضهم عمر جوانب هذا النهر فقط بحوالي عشرة آلاف عام وهذا يعني أن هذه الجوانب حديثة العهد جيولوجياً».

ويتابع "سطاس" حديثه بالقول: «تعد مياه نهر "بانياس" مياهٌ عذبة وصافية فهي خالية من الأملاح وتتفاوت حرارة النبعين فهي في النبع الأول الأساس نحو /15/ درجة مئوية أما الثاني فهي /5/ درجات مئوية أي إنهما نبعان باردان ويختلف تصريف نهر "بانياس" السنوي بحسب المصادر ما بين /180-122-120/ مليون متر مكعب».

شلال بانياس

وذكر الدكتور المهندس "عرسان عرسان" مدير الموارد المائية بمحافظة "القنيطرة": «ينبع نهر "بانياس" من المنحدرات الشمالية الغربية "للجولان" وينحدر في منطقة صخرية منعطفاً حول مدينة "بانياس" بمسافة /1/كم وبغزارة تبلغ /3.5/م3/ثا قبل أن يصب في نهر "الأردن"، ويعتبر من أهم روافد نهر "الأردن" حيث يمده بـ /157/م.م3 سنوياً، وتستغل إسرائيل كامل مياه نهر "بانياس" ومن الناحية العملية فقد قامت بوضع يدها على منابع نهر "بانياس" الموجودة في الجهة الشمالية الغربية من "الجولان" والاستئثار بها منذ حزيران 1967م».

الدكتور المهندس "عرسان عرسان"