9

عندما تقف بمدخل مجمع الثقافة والإعلام بمدينة البعث وعلى يسار طريق عام القنيطرة – دمشق يطالعك نصب تذكاري يبعد مسافة 3كم عن بلدة "خان أرنبة" وما يقارب 4 كم عن مدينة "القنيطرة"، التي عندما تتجول في شوارعها النابضة بالحياة رغم الأحداث التي مرت على هذه المدينة الصامدة...

بالنسبة لمساحة النصب فقد بلغت /80/م والارتفاع /4/م، والتكلفة المالية الإجمالية بلغت 975 ألف ليرة سورية، وقد تم وضع إنارة أرضية لإظهار المعالم الأثرية ليلاً، وتقوم البلدية بالإشراف على رعايتها وحراستها وسقاية الأشجار الموجودة ضمنها وحولها، والآن نحن بصدد تجهيز غرفة للحراسة بجانب النصب

لابد أن تلتقط مسامعك كلمات كثيرة من لغات عالمية، هذه هي القنيطرة، المدينة التي تستقطب السياح، نظرا لما تتمتع به من مقومات سياحية تجعلها إحدى وجهات السفر والسياحة المميزة لزائري سورية.

مصب القهوة العربية و الفنجان

واستحضاراً للمواقع الأثرية في الجولان العربي السوري، وتخليداً للرموز التراثية والحضارية التي كانت تزخر بها المحافظة ، أنجزت محافظة "القنيطرة" نصب "بانوراما الجولان".

موقع eQunaytra التقى السيد "عبد الكريم العمر" باحث في شؤون الجولان ليقدم لنا شرحاً عن المعالم الموجودة التي تضمها البانوراما الجولانية حيث قال: «يضم النصب التذكاري صورة لتمثال أميرة "بانياس" في الجولان والتي حكمت في فترة القرن الثاني الميلادي، وهو الآن من محفوظات المتحف الوطني بدمشق، كما يضم النصب تجسيداً معبّراً لجبل الشيخ الذي يضم أعلى قمة جبلية في سورية /2814/م ومجسماً لقلعة (الصبيبة) التي كان العرب هم أول من بناها والمخططون لها حيث أقيمت فوق أحد أركان جبل الشيخ المطل على "بانياس" الجولان من الشرق من علو/300/م يفصلها عن الجبل واد سحيق وخلفه القرى الجولانية "جباثا الزيت" و"مجدل شمس" وغيرها.

السيد عبد الكريم العمر

كما ضم النصب أيضاً رمزاً للإله "حدد" إله الحب والزرع الذي اكتشف في ناحية "البطيحة" وحول النصب عربة، وجرة ماء، وإناء كبير، إضافة إلى مصب القهوة العربية والفنجان».

‏ وأضاف "العمر" بالقول: «إن هذا النصب يحمل كثيراً من المعاني والدلالات والرموز الجولانية، تاريخياً وآثارياً وزراعياً واجتماعياً وحضارياً، فمن خلاله تم استحضار بعض المواقع واللقى الأثرية الجولانية تأكيداً على ديمومتها وخلودها، وأثرها وتأثيرها.

السيد نارت إسماعيل

فإله الحب والزرع، يمثل خصوبة أراضي الجولان وكثرة غلالها وتنوع محاصيلها وإنتاجها الوفير، أما جرة الماء فترمز إلى غنى الجولان بالمياه وكثرة ينابيعه وأنهاره وأمطاره ووديانه وبحيراته، أما "معاميل" القهوة العربية التي ما زالت حاضرة في بيوت الجولانيين فإنها رمز للأصالة العربية والعراقة وكرم الضيافة وحسن المعشر».

السيد "نارت إسماعيل" الفنان الذي صمم ونفذ النصب التذكاري قال: «جاءت لدي فكرة تصميم النصب من حجر البازلت الأسود كون منطقة الجولان غنية بهذا النوع من الأحجار، وبحسب الطبيعة الموجودة في المنطقة يعتبر الحجر البازلتي مقاوماً للبرد الشديد في الشتاء والحرارة المرتفعة في الصيف، فكان النصب أقرب لطبيعة المنطقة حيث تضمنت صورة لتمثال الأميرة بانياس ومجسم لجبل الشيخ وقلعة الصبيبة من الحجر الحلبي الأبيض وباقي النصب مثل مصب القهوة العربية والفنجان والعربة وجرة ماء وما يحيط بالنصب من الحجر البازلتي الجولاني البعيد عن الاسمنت، فكان الاسمنت موجود بأساسات النصب فقط.

وقد بلغت المدة الإجمالية لتصميم النصب ونحته وتنفيذه 25 يوماً فقط».

أما المهندس "عماد الدين الرهبان" رئيس بلدية البعث وهي الجهة الراعية للنصب قال: «بالنسبة لمساحة النصب فقد بلغت /80/م والارتفاع /4/م، والتكلفة المالية الإجمالية بلغت 975 ألف ليرة سورية، وقد تم وضع إنارة أرضية لإظهار المعالم الأثرية ليلاً، وتقوم البلدية بالإشراف على رعايتها وحراستها وسقاية الأشجار الموجودة ضمنها وحولها، والآن نحن بصدد تجهيز غرفة للحراسة بجانب النصب».