مع إطلالة فترة التشرينين من كل عام، تدور عجلة معاصر الزيتون في قرى "القنيطرة"، في موسم ينتظره المزارعون عاماً كاملاً، ويعلقون عليه آمالهم في تحسين أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية.

موقع eQunaytra جال على عدد من معاصر الزيتون في المحافظة، والتقى السيد "أحمد راتب المؤيد" صاحب معصرة "الجولان" في قرية "دورين" والذي ذكر «إن موسم هذا العام يعد أفضل بكثير عن العام الماضي، لذلك حرصت منذ بداية فصل الخريف، على تجهيز وصيانة المعصرة، استعداداً لاستقبال الموسم».

إن موسم هذا العام يعد أفضل بكثير عن العام الماضي، لذلك حرصت منذ بداية فصل الخريف، على تجهيز وصيانة المعصرة، استعداداً لاستقبال الموسم

وبسؤال السيد "راتب" عن الأجرة التي يتقاضاها جراء عصر الزيتون، قال: «نلتزم في المعصرة بتسعيرة التموين، حيث نتقاضى 2 ليرة سورية لكل كيلو غرام، هذا بالنسبة للكمية التي يزيد وزنها عن 300 كغ، في حين نأخذ 180 قرشاً سورياً للكمية التي تزيد على ذلك، كما أننا نحاول كسب أكبر قدر ممكن من المزارعين والتجار وأصحاب المزارع، من خلال بعض التخفيضات على الأسعار مقابل عصر موسمهم كاملاً في المعصرة».

خالد البكرو

وأشار السيد "المؤيد" إلى «أن المعاصر في المنطقة، تستقبل المزارعين، لغاية شهر كانون الثاني. مع العلم أننا في الأسابيع الماضية، كنا نعمل ليل نهار بشكل متواصل، نظراً لوفرة موسم الزيتون هذا العام».

بدوره أشار السيد "خالد البكرو" وهو مساعد فني يعمل في المعصرة، إلى زيادة وعي المزارع في المحافظة، وحرصه على انتقاء أنواع جيدة من ثمار الزيوت، سواء كانت بهدف الحصول على زيت الزيتون أو على ثمار ذات نوعية جيدة للمونة وأضاف: «بحكم خبرتي وعملي في المعصرة، هناك عدة أنواع جيدة من الزيتون، تعطي كميات وفيرة من الزيت، مثل القيسي والنيبالي والصوراني، في حين أن نوع زيوت الجلط مخصص للأكل والمؤونة، إضافة إلى بعض الأصناف الأخرى».

وذكر السيد "خالد" مجموعة من العوامل، التي تسهم في زيادة كمية زيت الزيتون في الثمار قائلاً: «أشجار الزيتون من أكثر الأشجار حساسية لعوامل الطبيعة، ويؤثر ذلك في زيادة أو نقصان نسبة الزيت. فطبيعة المنطقة من درجة الحرارة والرطوبة، ونوعية التربة التي تختلف من منطقة وحتى من قرية إلى قرية ثانية، كل هذه العوامل تلعب دوراً في تحديد نسبة الزيت. ولا يوجد علاقة بين طول المدة التي تبقى فيها ثمار الزيتون في حجرة التخمير، أو قصرها، فالمدة النظامية تتراوح بين 35 دقيقة و45 دقيقة، وهذه المدة إضافة إلى درجة الحرارة المناسبة، كافية للحصول على كامل نسبة الزيت الموجود في ثمار الزيتون».

وعن المراحل التي تمر بها ثمار الزيتون خلال العصر أضاف: «بعد تحديد أوزان المحصول، يتم وضع الثمار في حجرة خاصة، تنتقل بواسطة بساط دوار، تنظف خلالها من الأوراق وبعض الشوائب، ثم تأتي مرحلة غسل الثمار بالماء، ليصار إلى دخول الثمار المغسولة إلى حجرة الطحن والعجن، بعدها يسحب العجين إلى حجرة التخمير، لمدة تتراوح من 35- إلى 45 دقيقة، بعدها نصل الى مرحلة فصل الزيت عن الماء، بواسطة جهازي طرد مركزيين، هنا يشفط الماء بواسطة شفاط خاص، بينما يتم سحب الزيت بواسطة شفاط أخر ليصب في نهاية رحلته في أناء كبير مخصص لهذه الغاية».

وعن كيفية الاستفادة من مخلفات ثمار الزيتون ذكر السيد "البكرو": «يتم بيع مخلفات العصر "الجفت" الى معامل زيت الزيتون، ويتم الاستفادة من أخر قطرات الزيت، بعد معالجة الجفت، يستفاد من قسم في تسميد التربة والأشجار، اضافة الى الاستفادة من القسم المتبقي في تحويله إلى مصدر للطاقة والتدفئة».