«المختار عندنا في الريف "الجولاني"، سيد القوم، والكلمة المسموعة بين أبناء العشيرة وكان في الماضي الآمر الناهي ويحل جميع المشاكل ويعقد الراية، وأي ضيف قادم إلى القرية يحل ضيفا على المختار وهذه العادة ما تزال متوارثة عندنا في تجمعات النازحين في "درعا"».

هذا ما حدثنا به مختار "تجمع نبع الفوار" في تجمعات "درعا" للنازحين السيد "فايز محمود عيسى" الذي تحدث الينا يوم (29/8/2009) عن العادات الاجتماعية وحياة الناس في "نبع الفوار" مضيفا: «نحن نتبع إداريا الى "تل شهاب" وخدميا لمحافظة "القنيطرة" ولكننا ورغم ضياعنا إداريا وخدميا تربطنا الألفة والمحبة والقربى، ونعمل في الزراعة وخاصة زراعة التبغ والبندورة والعديد من أشجار الفواكه فضلا عن الأعمال الحرة، ويعتبروني الكبير بينهم واحمل همومهم إلى المسؤولين في "درعا والقنيطرة"».

العباءة ما يميز المخاتير عن العامة في المضافة مساء وفي المناسبات الاجتماعية، وهذا أيام الآباء والأجداد، ولكن في أيامنا باتت للجميع بما فيهم الضيف الذي نلبسه إياها عندما يحل على ديارنا

واختتم قائلا: «العباءة ما يميز المخاتير عن العامة في المضافة مساء وفي المناسبات الاجتماعية، وهذا أيام الآباء والأجداد، ولكن في أيامنا باتت للجميع بما فيهم الضيف الذي نلبسه إياها عندما يحل على ديارنا».

وعن خدمات تجمع "نبع الفوار" حدثنا السيد «عبد النور رجا» رئيس بلدية "الجولان" قائلا: «نقوم بتقديم الخدمة للتجمع من صرف صحي وطرقات علما أن عدد السكان 1500 نسمة كما أن محافظة "درعا" تخدمنا بالمياه والكهرباء والهاتف وتكون مهمتنا إيصالها بشبكات لتخدم كافة المواطنين في التجمعات وتبلغ مساحة التجمع 25 هكتاراً، كما يبلغ عدد المشتركين بالمياه 204 والمشتركين بالكهرباء 237، ويوجد ضمن التجمع مضخات مياه كما يوجد نبع مياه لإرواء أكثر من تجمع محيط، وهناك مركز صحي احدث هذا العام لتخديم المواطنين».

"غازي محمود الباير" من وجهاء التجمع حدثنا عن تجمع "نبع الفوار" فقال: «نحن نعمل على تسيير أمور القرية بالتعاون مع المختار والبلدية ورفاقنا في الفرق الحزبية وأملنا مساعدة الشباب لإيجاد فرص العمل وخاصة في دوائر الدولة علما أن قسماً كبيراً يعمل في المزارع المحيطة ومن المهم توزيع الإعاشة المستحقة لأبناء التجمع من قبل محافظتنا».

الحاجة "أم محمود" التي كانت تجلس أمام منزلها مستذكرة مسقط رأسها في "الفرن" بالجولان المحتل قالت: «حياتنا هنا في التجمع جيدة لأننا أولاد بلد واحدة وعاداتنا واحدة والمصاهرة موجود بين جميع العائلات ولكن لأرضنا هناك حنين كبير بما حملناه معنا من الذكريات الجميلة والأيام الحلوة، وهنا الأهل والأقارب والأبناء، وما زلنا نحمل العادات والتقاليد العربية ومنها الكرم وإغاثة الملهوف».

ورغم الألفة ما تزال هناك صعوبات عند بعض الأهل، فهذا "انس النميري" من أبناء التجمع قال: «تتألف أسرتي من 12 فرداً وأنا متزوج وأعيش مع عائلتي بدار الوالد، اعمل على سيارة أجرة لنقل الأمتعة من "درعا" إلى الأردن، انطلق إلى عملي في الساعة الرابعة صباحا وأعود لأعمل في أوقات فراغي مع أبي وإخوتي في الحقول المجاورة ولكن من الأجدر على محافظتنا إعادة اعمار التجمع لتأمين مسكن لنا نحن النازحين».