«كانت نشأتي عادية وبسيطة كباقي الأطفال في الأرياف درست الابتدائية في مدرسة قريتي "دورين" وبعد انتهائي من المرحلة الابتدائية انتقلت إلى إعدادية "سعسع"، تعرضت لانفجار لغم من مخلفات العدو الإسرائيلي وأنا أتابع دراستي الإعدادية، هذا الانفجار أدى إلى فقدان البصر بشكل كامل وانقطعت عن الدراسة لمدة ست سنوات (1974- 1980) حيث عانيت من ظروف صعبة وعدم القدرة على التأقلم مع المحيط الاجتماعي..

بعد ذلك وبتشجيع من "والدتي" صممت على متابعة تحصيلي العلمي حيث تقدمت للشهادة الإعدادية عام 1980 مع الأحرار، حيث نجحت بتفوق ثم انتظرت ثلاث سنوات وتقدمت لامتحان الشهادة الثانوية ونلتها بتفوق، وكان الفضل الأكبر لهذا النجاح والدتي التي رافقتني في مشوار دراستي وكانت معي بدخولي جامعة "دمشق"- كلية الآداب- قسم علم الاجتماع، وخلال أربع سنوات من دراستي الجامعية كانت رفيقة دربي من محافظة "القنيطرة" إلى مدينة "دمشق" وبالعكس حتى حصلت على الإجازة الجامعية بتفوق».

بدأت عملي كرئيس جمعية رعاية المكفوفين في "القنيطرة" من تاريخ تأسيسها عام 1997 وخلال فترة لابأس بها تمكنا من السير بخطا حثيثة في سبيل تحقيق أهداف الجمعية في مجال تقديم الخدمة وتأمين فرص عمل للبعض من اعضائها، واكشاك، وتأهيل للمكفوفين من أبناء المحافظة

والكلام للكفيف "شامان المحيا" رئيس فرع جمعية المكفوفين بالمحافظة الذي تحدث لموقعنا مضيفا: «بدأت عملي كرئيس جمعية رعاية المكفوفين في "القنيطرة" من تاريخ تأسيسها عام 1997 وخلال فترة لابأس بها تمكنا من السير بخطا حثيثة في سبيل تحقيق أهداف الجمعية في مجال تقديم الخدمة وتأمين فرص عمل للبعض من اعضائها، واكشاك، وتأهيل للمكفوفين من أبناء المحافظة».

شامان المحيا

وعن عمله كرئيس لجمعية المكفوفين قال: «بعد عناء شديد تم تعييني في مديرية الشؤون الاجتماعية في "القنيطرة" وعلى الفئة الأولى وأنا الآن اشغل مدير مركز المهارات التابع لمديرية الشؤون الاجتماعية في المحافظة بالإضافة لكوني رئيس جمعية رعاية المكفوفين ونهدف بعملنا إلى تقديم الخدمة للمكفوفين هنا القاطنيين على أرضها وأبناء المحافظة في "ريف دمشق" و"درعا و"دمشق" ونقدم الخدمات منها (اقتصادية واجتماعية وتربوية وثقافية وتربوية وتدريب وتأهيل)، ونقوم بتقديم اعانة مالية دائما وعدد المستفيدين منها 110 مكفوفين مع اعانات مختلفة (مواد تموينية وألبسة)، ونقوم بشكل دوري واسبوعي بزيارة المكفوفين في منازلهم للاطلاع على واقعهم الاجتماعي ومحاولة دمجهم بالمحيط الاجتماعي بالإضافة إلى أقامة ندوات النوعية التي تبرز أو تظهر دور المكفوف في مجتمع».

واضاف المحيا: «تقوم الجمعية بإجراء العمليات الجراحية للمكفوفين أو لاسرهم ويوجد مركز تأهيلي للمهارات لذوي الاحتياجات الخاصة مجهز بعدد من الأجهزة: تعليم الحاسوب على نظام "أبصار" الخاص للمكفوف مع أنظمة تعليم طريقة "البراين" الخاصة بالمكفوفين مع قاعة رياضية ومكتبة صوتية وقاعة للعبة الشطرنج للكفيف مع معالجين فيزيائيين مختصين لرعاية الكفيف وتقديم النصيحة مع العناية الطبية لهم، فالاتجاه نحوه العمل الإنساني والاجتماعي واجب، وبالتعاون مع بعض أصدقاء الجمعية نحاول تقديم ما بوسعنا من مساعدة للكفيف من حيث الدراسة أو العمل حتى يستطيع به تأمين حياة كريمة له ولاسرته. لان المكفوف يمكن أن يكون عنصراً فاعلاً في المجتمع قادراً على أداء الدور المطلوب منه».

هيثم رمضان

السيد "محمد شفيق محمود" نائب رئيس جمعية المكفوفين "بدمشق" قال: «انه أخ عزيز وصديق حميم منذ عرفته قبل حوالي 30 عاما وهو يملك من الشهامة والثقافة وصفات قيادية تؤهله لأن يكون من أحسن المكفوفين الذين يستحقون أن يمثلهم في الجهات الرسمية والشعبية خاصة من ناحية عمله كرئيس للجمعية، وهو يمتاز بالديناميكية والخطوات العملية في ممارسة عمله في المحافظة».

السيد "زياد حجازي" تحدث إلينا قائلا: «أنا متطوع بالجمعية منذ تأسيسها أقوم بقضاء ما يحتاجه المكفوفون في الدوائر الرسمية وغيرها، تعرفت على السيد "شامان" وأحببت البقاء معه، أحب تعامله مع الناس جميعا وهو غيور على عمله وعلى أعضاء الجمعية، ومن جهة أخرى هو شخصية مثقفة متكلمة قوية وذكية على الرغم من فقدان بصره إلا انه قوي بعمله وصدق تعامله مع الآخرين».

أمين مصطفى