"لا يستغني عنها أي مواطن، نأكلها في المناسبات السعيدة وفي الأعياد، وفي اجواء الشتاء والبرودة حيث لا يسع الإنسان إلا البحث عن الدفء حتى في المأكولات..
وبالذات تلك الحلويات الشعبية التي كانت وما زالت ملاذ الطعم اللذيذ للكبار والصغار مثل الهريسة والعوامة وحلويات غيرها عرفناها منذ القديم وما زالت باقية كتراث شعبي باق حتى يومنا هذا"، بهذه الكلمات الحلوة مثل حلوياته تحدث السيد انس الحميدي صاحب محلات انس للحلويات في بلدة سعسع، الذي اتبع كلامه قائلا: يشتري هذه الحلويات معظم الناس في منطقتنا والقرى المجاورة من القنيطرة، وعن أصل العوامة فهي من مدينة حلب فقد عرفت هذه الحلوى كرابيج حلب والعوامة أصلها من الزلابية وهنا يضطر الحلواني كي لا يخسرها أن يتفنن بصنع حلوى أخرى ومن هنا جاءت العوامة أما إذا أصبحت العجينة رخوة فإننا نضطر لصنع حلوى أخرى هي المشبك.
الحلواني خالد المنشغل بصنع الهريسة في المطبخ تحدث عن طريقة صنع العوامة والتي بإمكان ربات البيوت أن يقمن بها في المنزل فقد أوضح "برنس" العوامة كما يلقبونه هنا في المحل، أن المكونات والطريقة كما يلي:
نحضر الطحين والخميرة وقليلا من السميد والنشاء والسكر والماء الساخن ونعجنها معاً لمدة ربع ساعة حتى تختمر ثم نحمي الزيت في المقلى الخاص ثم نقطع الحبات الى كرات بواسطة اليد والملعقة. لقد اخترعت آلة لعمل كرات العوامة في حلب ولكنها بطيئة، بعدها نقلي كرات العوامة نصف قلي ثم نخرجها من الزيت ونعيد قليها مرة أخرى كي تتحمر جميعا بلون واحد ثم نغطسها بالقطر الحلو الفاتر ونرفعها منه.
وفي مصر يسمون العوامة بلقمة الفاضي أي من لا عمل لديه لأنها تحتاج الى وقت لإنجازها.
تعمر الحلويات فترة طويلة من الوقت قد تصل الى أربعة أشهر- يقول السيد محمود المصري صاحب محلات مصري إخوان للحلويات الإفرنجية والكاتو- من دون أن يصيبها التلف عدا الحلويات التي تدخل فيها القشطة والجبنه فإنها تخرب بعد عدة أيام فقط، وعن الهريسة التي يسميها البعض بالنمورة فهي تتألف من سميد وسكر وقطر وحديثا أصبح يضاف إليها الخميرة ومنهم من يضع عليها السمن البلدي الذي يعطي للهريسة نكهة لذيذة وتباع بسعر أغلى من تلك التي تصنع بالسمن العادي ويضاف إليها الفستق واللوز، ويوجد صنف من الهريسة يتم فيه حشو قطعة الهريسة بحشوة من القرفة والجوز أو جوز الهند أحيانا.
وعن أنواع الحلوى يضيف أبو النور: الكنافة البقلاوة– أصابع الست– الغريبة– وكول وشكور.... وقوالب والكاتو بأنواعها الكثيرة.
السيد نزيه حسون الذي صادف وجوده في المحل أوضح انه لا يشتري حلويات المنزل إلا من عند السيد أبو النور وذلك بالنظر الى النكهة الطيبة التي يشتهر بها المحل وخاصة الهريسة بالسمن العربي التي تضاهي الهريسة النبكية.